الثلاثاء , أبريل 16 2024

رسالة إليه ورسالة إليها

بعد ظهور السينما والتليفزيون، وأفلام الدراما العاطفية والغرامية، ومن بعدها ظهور تقنيات الاتصال عبر الانترنت، واتساع رقعة التواصل مع كل ثقافات العالم بصحيحها وخطأها، ظهرت ثقافات أخلاقية غير منضبطة في العلاقة بين البنين والبنات، وتبادل علاقات عاطفية في غير إطارها السليم، والوقوع في أخطاء دون الانتباه لخطورة وعاقبة هذا المسلك. ولهؤلاء نقدم رسالة إليه ورسالة إليها .

رسالة إليه ورسالة إليها

رسالة إلى صديق | لا تكلمها

عزيزى /  فلان

أراك مشغولا بصديقتك، تتحدث معها كثيراً، وتقضي الأوقات معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج الشات، ورسائل الموبايل، وتكتب كلمات عاطفية ورسائل إعجاب غرامية، حتى شغلت تفكيرك، واستحوذت على اهتمامك.

والحقيقة –عزيزى- أن هذا السلوك غير لائق ويضر بدينك ودينها، أنسيت أنك مراقب من قبل السماء وأن الله – الذى أمرك بحفظ النظر والجوارح – يراك؟!

عزيزى فلان ..

أنت واحد من ثلاثة..

إما أنك صادق المشاعر بذلك الحب وتريد الزواج منها إلا أنك لن تملك إمكانات الزواج إلا بعد عدة سنوات، وخلال هذه السنوات قد يتقدم غيرك ويتزوجها ولن يبق لك ولها إلا ذكريات مسجلة فى كتاب، تُعرض عليكما يوم القيامة حيث لا ينفع وقتها الندم، وقد تنتظرك حتى تحققا حلمكما، ولكن بالله عليك، كيف حال ما قبل الزواج، أيوضع فى ميزان الحق أم فى ميزان الباطل؟!

وإما أنك مراهق لديك عاطفة تريد إشباعها، والحقيقة أن إشباع هذه العاطفة بهذه الطريقة ليس سليماً، ولا يسير فى هذا الاتجاه الصحيح ، ويترك آثاراً مضطربة فى مشاعر الحب النقي ، وقد يحرمك حب الله ورسوله، فإذا لم تستطع أن تضبط عاطفتك، فلتضبط سلوكك، ولا تكلمها، قبل أن تفعل بك الأيام أفاعيلها وتتورط في ندم عظيم لا تمحوه الأيام، وتقول كما قال القائلون: يا يليتنى نشأت فى طاعة الله .

وإما أنك تطبعت على حب المعاكسات والخروج على الأصول، والتجرؤ على أوامر الله، تقلد مساوئ الغربيين، والفنانين الغراميين ، فلا أملك إلا أن أصارحك: “أخشى عليك سوء الخاتمة”، فالمرء يموت على ما عاش عليه، ويبعث على على ما مات عليه.

عزيزى / فلان

أرى أناسا مشغولين بالتفوق العلمى لخدمة دينهم وأمتهم.
وأرى آخرين مشغولين بخدمة الناس والإصلاح بينهم.
وأرى آخرين مشغولين بهموم الأمة وقضايا الناس.
وأرى صاحبى مشغول بصديقته !!

رسالة إليها| رفقا بنفسِك

الآنسة / فلانة

أراك مغرمة بصديقك .. قلبك معلق به .. تحبين التحدث إليه .. ورؤيته دائما .. ويزداد الأمر حينما يبدى لك إعجابه .. وانشغاله بك .. وتقديم الهدايا إليك ..

ويزداد الشوق حينما يقدم وعدا بخطبتك من أهلك فى الوقت المناسب من وجهة نظره .. وقد يتطور الأمر ويضطر لكتابة ما يسمى بورقة الزواج العرفى ..

وتتقلب المشاعر شوقا وهياما يؤججها سماعك الزائد للأغانى العاطفية والأفلام الغرامية، فتزداد النفس ولعا وغراما، حتى يتمكن الشيطان من القلب.

الآنسة / فلانة

قد تدافعى عن نفسك وتقولين .. كل الناس تفعل هذا.. أو تقولين .. سيكون زوجى فى المستقبل .. أو تقولين .. قلبى لا أملكه .. أو تقولين .. هذه مجرد صداقة بريئة ..

الآنسة / فلانة

كيف بك لو علمت أن الله ينظر إليك وملائكته تكتب عليك .. كيف بك لو رأيت الناس يقولون عنك: فلانة سيئة السمعة، فلانة لا تصلح كزوجة أمينة ..

وماذا لو علمت أن شبابا يقولون عنك مقالة السوء .. بل كيف بك لو مات صديقك قبل تنفيذ الوعود .. وكيف بك لو رفضه أهلك إن تقدم إليك ..

بل كيف كيف إن جاءك ملك الموت فبأى وجه تلقين ربك .. وكيف بتلك الصفحات التى سجلت كلماتك وتصرفاتك ثم هى تكشف أمام الناس يوم القيامة ..

الآنسة / فلانة

إن أغلى ما تملكه الفتاة حياؤها وعفافها وسمعتها ، وأسمى حب يملأ قلب الفتاة بعد حب الله والسعى لرضاه أن توجه مشاعرها نحو رجل واحد .. هو زوجها … فيكرمها الله عز وجل ويحفظ نفسها ويرزقها السعادة الطاهرة ..

ذاك الرجل الذى يدخل البيت من بابه الصحيح .. ويرتبط بها بكتاب الله وسنة رسوله .. ويحبها ذلك الحب الطاهر النقى .. الذى تحفه رحمات الله ورضا ملائكته ..

أما غير هذا الطريق .. فالخطر كل الخطر .. والضرر كل الضرر .. وسعادة مزيفة غير طاهرة .. وقتها محدود .. ومحفوفة بوساوس شيطانية وهوى متبع .. وغضبة عظيمة من رب عقابه شديد.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه

تابع أيضاً:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *