الجمعة , أبريل 19 2024

منزلة الصلاة في الإسلام وحكم تاركها | فقه السنة

في هذه المادة المختصرة من كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق نتناول منزلة الصلاة في الإسلام، وعلى من تجب، والتعرض لحكم تاركها، مع الإشارة لمناظرة فقهية شهيرة عن حكم تارك الصلاة.

منزلة الصلاة في الإسلام:

يقول تعالى: “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر” سورة العنكبوت آية: 45

ويقول: “قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى” سورة الأعلى

ويقول: “واستعينوا بالصبر والصلاة” البقرة 45

ويقول: “فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات، فسوف يلقون غيا” مريم آية: 59

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله”.

قال أنس: فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به خمسين، ثم نقصت حتى جعلت خمساً، ثم نودي يا محمد: إنه لا يبدل القول لدي، وإن لك بهذه الخمس خمسين. رواه أحمد والنسائي والترمذي وصححه.

نقل عبد الله بن قرط قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله” رواه الطبراني.

وهي آخر وصية وصي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته عند مفارقة الدنيا، فجعل يقول وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة:

“الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم”.

وهي آخر ما يفقد من الدين، فإن ضاعت ضاع الدين كله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم، وآخرهن الصلاة” رواه ابن حبان من حديث أبي أمامة.

حكم ترك الصلاة

ترك الصلاة جحودا بها وإنكارا لها كفر وخروج عن ملة الإسلام، فعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة”.

رواه أحمد ومسلم، وأبو داود والترمذي وابن ماجة.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه ذكر الصلاة يوما فقال:

“من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف”

رواه أحمد والطبراني وابن حبان، وإسناده جيد .

قال ابن القيم:

تارك المحافظة على الصلاة، إما أن يشغله ماله أو ملكه أو رياسته أو تجارته. فمن شغله عنها ماله فهو مع قارون ومن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون، ومن شغله عنها رياسته ووزارته فهو مع هامان، ومن شغله عنها تجارته فهو مع أبي بن خلف.

وعن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله عز وجل”.

رواه البخاري ومسلم.

رأي بعض العلماء:

الأحاديث المتقدمة ظاهرها يقتضي كفر تارك الصلاة وإباحة دمه، ولكن كثيرا من علماء السلف والخلف، منهم أبو حنيفة، مالك، والشافعي، على أنه لا يكفر، بل يفسق ويستتاب، فإن لم يتب قتل حدأ عند مالك والشافعي وغيرهما.

وقال أبو حنيفة: لا يقتل بل يعزر ويحبس حتى يصلي، وحملوا أحاديث التكفير على الجاحد أو المستحل للترك.

مناظرة في تارك الصلاة:

ذكر السبكي في طبقات الشافعية أن الشافعي وأحمد رضي الله عنهما تناظرا في تارك الصلاة.

قال الشافعي: يا أحمد أتقول: إنه يكفر ؟

قال: نعم.

قال: إذا كان كافراً فبم يسلم ؟

قال: يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

قال الشافعي: فالرجل مستديم لهذا القول لم يتركه.

قال: يسلم بأن يصلي.

قال: صلاة الكافر لا تصح، ولا يحكم له بالإسلام بها.

فسكت الإمام أحمد، رحمهما الله تعالى.

على من تجب؟

تجب الصلاة على المسلم العاقل البالغ، والصبي وإن كانت الصلاة غير واجبة عليه.

انظر أيضاً:

مختصر كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *