الخميس , أبريل 25 2024

ذكر الموت والاحتضار | فقه السنة

هذه المادة المختصرة من كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق تتناول ما يتعلق بذكر الموت والاستعداد له، مع كراهة تمني الموت، وذكر بعض المسائل كدلائل حسن الختام، واستحباب حسن الظن بالله، والدعاء والذكر لمن حضر عند الميت، وما يسن عند الاحتضار، والإحداد على الميت.

استحباب ذكر الموت والاستعداد له بالعمل:

رغب الشارع في تذكر الموت والاستعداد له بالعمل الصالح، وعد ذلك من دلائل الخير. فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة، فقام رجل من الانصار فقال: يا نبي الله من أكيس الناس وأحزم الناس ؟ قال: ” أكثرهم ذكرا للموت، وأكثرهم استعدادا للموت، أولئك الأكياس. ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة “.

وعنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أكثروا من ذكر هاذم اللذات ” رواهما الطبراني بإسناد حسن.

كراهة تمني الموت

يكره للمرء أن يتمنى الموت أو يدعو به، لفقر أو مرض أو محنة أو نحو ذلك، لما رواه الجماعة عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لابد متمنيا للموت فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي “.

فإن خاف أن يفتن في دينه يجوز له تمني الموت دون كراهة، فمما حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله في دعائه: ” اللهم إني أسألك فعل الخيرات. وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قومي فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك ” رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.

العمل الصالح قبل الموت دليل على حسن الختام:

روى أحمد والترمذي والحاكم وابن حبان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله ” قيل: كيف يستعمله ؟ قال ” يوفقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه عليه “.

استحباب حسن الظن بالله

ينبغي أن يذكر المريض سعة رحمة الله ويحسن ظنه بربه، لما رواه مسلم عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث: ” لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله “. وفي الحديث استحباب تغليب الرجاء وتأميل العفو ليلقى الله تعالى على حالة هي أحب الاحوال إلى الله سبحانه إذ هو الرحمن الرحيم، والجواد الكريم، يحب العفو والرجاء.

استحباب الدعاء والذكر لمن حضر عند الميت:

روى أحمد ومسلم وأصحاب السنن عن أم سلمة قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون “.

ما يسن عند الاحتضار:

تلقين المحتضر ” لا إله إلا الله ” لما رواه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله “

والتلقين إنما يكون في حالة ما إذا كان لا ينطق بلفظ الشهادة. فإن كان ينطق بها فلا معنى لتلقينه. والتلقين إنما يكون في الحاضر العقل القادر على الكلام فإن شارد اللب لا يمكن تلقينه، والعاجز عن الكلام يردد الشهادة في نفسه.

قال العلماء: وينبغي أن لا يلح عليه في ذلك، خشية أن يضجر، فيتكلم بكلام غير لائق، ولكن يقولها بحيث يسمعه معرضا له، ليفطن له فيقولها. وإذا أتى بالشهادة مرة لا يعاود التلقين ما لم يتكلم بعدها بكلام آخر فيعاد التعريض له به ليكون آخر كلامه.

تغميض عينيه إذا مات، وتغطيته، ويجوز تقبيل الميت.

والمبادرة بتجهيزه وتغسيله ودفنه.

قضاء دينه، لما رواه أحمد وابن ماجه والترمذي. وحسنه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ” أي أمرها موقوف لا يحكم لها بنجاة ولا بهلاك أو محبوسة عن الجنة، وهذا فيمن مات وترك ما لا يقضى منه دينه.

استحباب الدعاء والاسترجاع عند الموت:

روى أحمد ومسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها، إلا آجره الله تعالى في مصيبته، وأخلف له خيرا منها ” قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخلف الله لي خيرا منه ” رسول الله صلى الله عليه وسلم “.

استحباب اعلام قرابته وأصحابه بموته: استحب العلماء إعلام أهل الميت وقرابته وأصدقائه وأهل الصلاح بموته ليكون لهم أجر المشاركة في تجهيزه.

البكاء على الميت: يجوز البكاء على الميت، إذا خلا من الصراخ والنوح، فإن كان البكاء بصوت ونياحة، فإن الميت يتألم ويسوءه نوح أهله عليه، فإنه يسمع بكاءهم وتعرض أعمالهم عليه، وليس المعنى أنه يعذب ويعاقب بسبب بكاء أهله عليه، فإنه لاتزر وازرة وزر أخرى.

الإحداد على الميت:

الإحداد ترك ما تتزين به المرأة من الحلي والكحل والحرير والطيب والخضاب، ويجوز للمرأة أن تحد على قريبها الميت ثلاثة أيام ما لم يمنعها زوجها، ويحرم عليها أن تحد عليه فوق ذلك، إلا إذا كان الميت زوجها، فيجب عليها أن تحد عليه مدة العدة وهي أربعة أشهر وعشر.

روى الجماعة إلا الترمذي عن أم عطية، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لاتحد امرأة على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا. ولا تلبس ثوبا مصبوغا، إلا ثوب عصب، ولا تكتحل، ولا تمس طيبا، ولا تختضب، ولا تمتشط إلا إذا ظهرت، تمس نبذة من قسط، أو اظفار”. “القسط والاظفار: نوعان من العود الذي يتطيب به. و ” النبذة ” القطعة: أي يجوز لها وضع الطيب عند الغسل من الحيض لإزالة الرائحة الكريهة”.

استحباب صنع الطعام لأهل الميت

عن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اصنعوا لآل جعفر طعاما، فإنه قد أتاهم أمر يشغلهم ” رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي. وقال: حسن صحيح.

انظر أيضاً:

مختصر كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *