الثلاثاء , مارس 19 2024

قصائد وأشعار رمضانية | في وداع رمضان

هذه مجموعة من القصائد والأشعار عن شهر رمضان المبارك وتتناول ختام ووداع الشهر الكريم ونصائح بعدم اللغفلة بعد رمضان.

رمضان دمعي للفراق يسيل        والقلب من ألم الوداع هزيل

رمضان إنك سيدٌ ومهذبٌ        وضياء وجهك يا عزيز جليل

رمضان جئت وليلنا متصدعٌ        أما النهار بلهوه مشغول

فالتف حولك سادةٌ ذو همةٍ        لم يثنهم عن صومهم مخذول

قاموا ليالٍ والدموع غزيرةٌ        ويد السخاء يزينها التّنويل

سجدوا لبارئهم بجبهة مخلصٍ        وأصاب كلاًّ زفرةٌ وعويل

كم فيك من منح الإله ورحمةٍ        والعتق فيك لمن هفا مأمول

وسحائب الرحمات في فلك الدجى        في ليلةٍ نادى بها التنزيل

وملائك الرحمن تحيي ليلها        فيهم أمين الوحي جبرائيل

وعصابة الشيطان في أصفادها        قد ذلّها التسبيح والتهليل

تلك المساجد والدعاء مدويٌ        لله جل جلاله التبجيل

رباه فارحم فالذنوب تتابعت        كالموج في لجج البحار يسير

واغفر لعبدٍ آب أوبة صادقٍ        واقبل دعاءً حرفه مذهول

أنت المجيب وأنت أعظم من عفا        أنت السميع وإن دعاك جهول

ذنبي وإن ملأ البحار فإنه        في عفو مثلك يا كريم قليل

ثم الصلاة على النبي وآله        والصحب ما شمل الدعاء قبول

==

في وداع شهر رمضان

سلامٌ من الرّحمن كلّ أوان        على خير شهرٍ قد مضى وزمان

سلامٌ على شهر الصّيام فإنّه         أمانٌ من الرّحمن أيّ أمان

تعبّد فيك المسلمون وأقبلوا         على ذكر تسبيحٍ ودرس قران

وما زلت يا شهر الصّيام منوّرًا         لكلّ فؤادٍ مظلمٍ وجنان

لئن فنيت أيّامك الغرّ بغتةً         فما الحزن من قلبي عليك بفاني

فيا ليت شعري أين نحن جميعنا         أفي قعر نارٍ أم رياض جنان

ويا ليتنا ندري أنكسى ملابسًا         من السّندس النّوريّ أم قطران

لقد أرمض الأحشاء منّي تحسّرًا         مضيّ اللّيالي الزّهر من رمضان

فيا أسفي حزنًا عليه وحسرةً         يزيدانني الإعوال كلّ أوان

كأنّا فقدنا الأنس كلًّا بفقده         فأعيننا نحو السّماء رواني

وأدمعها سحٌّ وسكبٌ وديمةٌ         ورشٌّ وتوكافٌ وبالهملان

فيا أيّها الشّهر المبارك كن         لنا شفيعًا إلى ديّان كلّ مدان

إذا أنشر الأموات للبعث ربّنا         ونادى المنادي فيهم بفلان

وقال لنا الجّبّار جلّ جلاله         هلمّوا إلينا أيّها الثّقلان

هنالك تتلو كلّ نفسٍ كتابها         فويلٌ لمن زلّت به القدمان

==

لا يا أمير الشعراء .. للشاعر جابر قميحة

هذه القصيدة كتبها الشاعر رداً على قصيدة سيئة لأمير الشعراء أحمد شوقي يطلب فيها استعادة شرب الخمر والعشق المحرم بعد رمضان.

رمـضـانُ ودَّع وهو فى الآماق **** يـا لـيـته قد دام دون فراقِ

مـا كـان أقـصَـرَه على أُلاَّفِه **** وأحـبَّـه فـى طـاعـةِ الخلاق

زرع الـنـفـوسَ هـدايةً ومحبة **** فـأتـى الـثمارَ أطايبَ الأخلاق

«اقـرأ» به نزلتْ، ففاض سناؤُها **** عـطـرًا على الهضبات والآفاق

ولِـلـيـلةِ القدْر العظيمةِ فضلُها **** عـن ألـفِ شـهر بالهدى الدفَّاق

فـيـهـا الملائكُ والأمينُ تنزَّلوا **** حـتـى مـطـالعِ فجرِها الألاق

فـى الـعامِ يأتى مرةً .. لكنّه.. **** فـاق الـشهورَ به على الإطلاق

شـهـرُ الـعبادةِ والتلاوةِ والتُّقَى **** شـهـرُ الـزكاةِ، وطيبِ الإنفاق

لا يـا أمـير الشِّعر ما ولَّى الذى **** آثـاره فـى أعـمـقِ الأعـماق

نـورٌ مـن اللهِ الـكـريمِ وحكمةٌ **** عـلـويـةُ الإيـقـاعِ والإشراق

فـالـنفسُ بالصوم الزكى تطهرتْ **** مـن مـأثـم ومَـجـانةٍ وشقاقِ

لا يـا «أميرَ الشعر» ليس بمسلمٍ **** مَـن صامَ فى رمضانَ صومَ نفاقِ

فـإذا انـتـهـتْ أيامُه بصيامِها **** نـادى وصـفَّق (هاتها يا ساقى)

(الله غـفـار الـذنـوب جميعها **** إنْ كان ثَمّ من الذنوبِ بواقى)

عـجبًا!! أيَضْلَع فى المعاصِى آثمٌ **** لـيـنـالَ مغفرةً.. بلا استحقاقِ؟

أنـسـيـتَ يومَ الهولِ يومَ حسابِه **** حـينَ التفاف الساقِ فوقَ الساقِ؟

وتـرى الـمنافقَ فى ثيابِ مهانةٍ **** ويُـسـاقُ لـلـنيرانِ شرَّ مساقِ

لا يا «أمير الشعر» ما صام الذى **** رمـضـانُـه فـى زُمْرة الفسَّاق

لا يا «أمير الشعر» ما صام الذى **** مـنـع الطعام، وهمه فى الساقى

من كان يهوى الخمرَ عاش أسيرَها **** وكـأنـه عـبـدٌ بـلا .. إعتاق

الـصـومُ تـربيةٌ تدومُ مع التُّقَى **** لـيـكونَ للأدواءِ أنجعَ راقى

هـو جُـنـةٌ للنفس من شيطانِها **** ومـن الصغائرِ والكبائرِ واقى

الـصومُ – يا شوقى إذا لم تدْرِه– **** نـورٌ وتـقْوى وانبعاثٌ راقى

واسـمع – أيا من أمَّروهُ بشعره – **** لـيـس الأمـيـرُ بمفسدِ الأذواق

إن الإمـارةَ قـدوةٌ وفـضـيـلةٌ **** ونـسـيـجُـها من أكرمِ الأخلاق

والـشعرُ نبضُ القلبِ فى إشراقِهِ **** لا دعـوةٌ لـلـفـسقِ .. والفسَّاق

والـشـعر من روح الحقيقة ناهلٌ **** ومـعـبِّـرٌ عـن طاهرِ الأشواقِ

فـإذا بَـغَـى الباغى بدتْ كلماتُه **** كـالـساعِرِ المتضرِم .. الحرَّاق

وإذا دعـتْـه إلى الجمال بواعثٌ **** أزْرى على زريابَ أو إسحاقِ

لـكـنـه يبقى عفيفًا .. طاهرًا .. **** كـالـشّـهـدِ يحلو عند كلِّ مذاق

رمضانُ – يا شوقى – ربيعُ قلوبنا **** فـيـها يُشيعُ أطايبَ الأعباق

إن يـمْـضِ عـشنا أوفياءَ لذكِره **** ويـظـلُّ فـيـنا طيّبَ الأعْراق

 

يذكر أن الشاعر أحمد شوقي قد كتب يقول :

رمضـان ولــى هاتِـهـا يــا سـاقـي… مشـتـاقـةً تـسـعــى إلــــى مـشـتــاقِ

مـــا كـــان أكـثــرهُ عـلــى أُلافِـهــا… وأقــلُــهُ فـــــي طــاعـــة الــخـــلاقِ

الله غــفـــار الــذنـــوبِ جـمـيـعـهــا… إن كـان ثــمَّ مــن الـذنـوب بـواقـي

بالأمـس قــد كـنـا سجيـنـي طـاعـةٍ… والـيــوم مـــنّ الـعـيــد بــالإطــلاقِ

ضحِكت إليّ من السرور ولم تزل… بـنـت الـكـروم كـريـمـة الأعـــراقِ

هـات اسقنيهـا غـيـر ذات عـواقـبٍ… حـتــى نُـــراع لصـيـحـةِ الـصـفّـاقِ

صِـرفـاً مسلـطـة الـشُـعـاع كـأنـمـا… مـــن وجنـتـيـك تُـــدار والأحـــداقِ

حـمـراءَ أو صـفــراءَ إن كريـمَـهـا… كـالـغـيـدِ، كــــل مـلـيـحـةٍ بــمـــذاقِ

وحَـذارِ مـن دمـهـا الـزكـيّ تريـقُـهُ… يكـفـيـك يـــا قـاســي دمُ الـعـشــاقِ

لا تـسـقـنــي إلا دِهـــاقـــاً إنـــنـــي… أُسقـى بـكـأسٍ فــي الهـمـوم دِهــاقِ

فلـعـلّ سلـطـان المـدامـة مـخـرجـي… مــن عـالـمٍ لــم يـحـوِ غـيـرَ نـفــاقِ

 

ذات صلة:

 

 

3 تعليقات

  1. محمد عبد الحسيب خليفة

    بارك الله فيكم، موقعكم كنز من الكنوز، أنا أخطب الجمعة وأزينها بأشعاركم الطيبة المتميزة، استمروا في هذا الخير، جزاكم الله خيرا كثيرا

  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لو تكرمتم القصيدة الأولى الواردة؛ :
    رمضان دمعي للفراق يسيل والقلب من ألم الوداع هزيل

    إلى قوله:

    أنت المجيب وأنت أعظم من عفا أنت السميع وإن دعاك جهول

    ذنبي وإن ملأ البحار فإنه في عفو مثلك يا كريم قليل
    فهل في قوله ( عفو مثلك) تصح هنا لأن الله تعالى يقول (ليس كمثله شيء) ولو استخدمت كلمة بحر عفوك أليس أدق. من فضلكم أرجو الإفادة ولكم جزيل الشكر فالقصيدة رائعة وسلمت يد كاتبها ونقلها ولكن هل ممكن إزالة التلتبتس حول هذه النقطة وتزويدنا باسم الشاعر أو النظام ولكم جزيل الشكر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *