نقدم لكم فيما يلي قصة جديدة كتاب قصص ومواقف لأحمد السيد بعنوان هلاك مملكة العجائب | قصص ومواقف.
قد يهمك:
هلاك مملكة العجائب
في قديم الزمان في جنوب الجزيرة العربية نشأت مملكة عظمى هي مملكة سبأ وعاصمتها مأرب.
نشأت في مملكة سبأ حضارة عرفت بالعجائب وبالنعم السوابغ والأراضي الخصبة والماء الغامر والتجارة الرائجة والصناعات الكثيرة.
*عجائب المملكة:
1- سد مأرب: هو أكبر سدودها وقد تم تشييده بهندسة فائقة جعلته يستقبل السيول من غرب وشمال وجنوب اليمن ويشكل بحيرة تمد المملكة بالأنهار.
2- زراعة السفوح: فكلما كانوا يزرعون في سفوح الجبال ويرفعون المياه إلى أعاليها.
3- جنتان: فقد بلغ التقدم الزراعي أن كانت المملكة تضم جنتين عن يمين ويسار الوادي وفيها الأنواع المختلفة من الأشجار المثمرة الطيبة.
4- فنون العمارة: ومن أشهر معالمها قصر غمدان المشيّد من 20 طابق وارتفاع كل طابق 10 أزرع وقد غطى أعلاه برخامة واحدة شفافة.
5- التصاق القرى: لم تكن هناك فراغات بين القرى من اليمن حتى الشام، فالمسافر آمن ولا يحمل هم الزاد والشراب فهو يستريح في قرية ويبيت في أخرى فالقرى كلها عامرة بالحدائق والثمار عن آخرها في أنحاء الجزيرة.
6- التجارة العالمية: فقد بلغ ارتفاع المستوى الاقتصادي أن كانت السفن ترسو على شواطئها للتجارة مع الهند والصين وأفريقيا وكانت القوافل الإبل تنتقل بينها وبين الشام والعراق ومصر وحوض المتوسط.
هلاك المملكة:
انحرف الناس عن عبادة الله وجحدوا نعمته وأنكروا فضله وأعرضوا عنه وانغمست الناس في الترف والمعاصي.
عندئذ أرسل الله سيلاً عظيماً دمر سد مأرب ووقع الفيضان الكارثي فأهلك الزرع ودفن المساكن وخرب الديار وشتت أهلها فهجروا إلى مواطن بعيدة.
اختفت الجنات وتبدلت بأشجار بلا ثمار وانتهت حضارة مملكة العجائب.
دروس وفوائد:
1- وردت القصة وبيان سبب الهلاك في سورة سبأ: الآيات 15-21
لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ(15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ(16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ(17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(19) وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ(20)
2- تنهض الحضارات وتزدهر بالعلم وتسقط بالترف المفرط والفساد والتكبر والطغيان والكفر بالله.
” ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ “
3- لا قيمة للحضارات ذات البروج المشيدة والمروج النضرة والجنان العطرة والقلوب خاوية من الإيمان والنفوس مستعبدة من الشيطان.
” فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ “
4- كوارث الطبيعة قد تكون بسبب غضب الله فقد أهلك الله عاد بالريح العاصفة وثمود بالصيحة الصاخبة وقوم نوح بالفيضان وقوم لوط بالمطر وسبأ بالسيول وأصحاب الجنة بالنيران وقارون بالزلزال الخاسف.
جميلة جدا