الأربعاء , أبريل 24 2024

أبو بكر الصديق (3) ثاني اثنين

نتناول فيما يلي قصة أبو بكر الصديق (3) ثاني اثنين، وتحوي قصة رحلته مع الرسول في الهجرة من مكة للمدينة.

قد يهمك:

كتاب أبو بكر الصديق

أبو بكر الصديق ثاني اثنين

* الرجل القرآني:

تميز أبو بكر بالذكاء العقلي والوجداني فكان ذو عقل وفهم كما كان عظيم الإحساس رقيق القلب دامع العين، يعظم كلام الله المنزل ويحفظه ويتبعه، ويقرأ بأدب وخشوع فيتأثر ويبكي، وكان أبو بكر من العاملين بالقرآن ويحيا به في كل أموره.

* هجرة الحبشة:

لما انسدت آفاق الدعوة في مكة خاصة بعد وفاة أبي طالب الذي كان يوفر حماية ومنعة للنبي صلى الله عليه وسلم، عزم النبي صلى الله عليه وسلم علي توجيه جهود الدعوة خارج مكة للبحث عن حماية، فتوجه النبي صلى الله عليه وسلم إلي الطائف، فيما عزم أبو بكر علي الهجرة إلى الحبشة ليلحق بإخوانه هناك.

لما خرج أبو بكر مهاجراً – في العام العاشر – وبلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة (قبيلة من بني الهون بن خزيمة) وقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي.

قال بن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يُخرج إنك تُكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.

وعرض بن الدغنة علي أبي بكر المنعة والحماية فقال: فأنا لك جار ارجع واعبد ربك في بلدك.

فرجع أبو بكر ومعه ابن الدغنة ثم طاف ابن الدغنة على أشراف قريش يقول إن أبا بكر لا يُخرج، أتخرجون رجلاً يكسب المعدوم وصل الرحم ويخمل الكلّ ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق؟

فلم تكذب قريش بجوار بن الدغنة، وقالت له: مُر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصلِّ فيها، وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا.

فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره، ثم بدا له أن يبتني مسجداً بفناء داره يصلي فيه ويقرأ القرآن، وكان أبو بكر رجلاً بكاءً لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن.

فلما فعل ذلك كان نساء وأبناء المشركين ينظرون لأبي بكر ويعجبون منه، فأفزع ذلك أشراف قريش فقالوا لابن الدغنة إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره، فقد جاوز ذلك فابتني مسجداً بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه، إنا خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبق إلا أن يعلن بذلك فسله أن يرد إليك ذمته، فإنا قد كرهنا أن نخفرك ولسنا بمقدرين لأبي بكر الاستعلان.

فلما كلم ابن الدغنة أبا بكر، قال أبو بكر: فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل.

وبعدما ألغيت الحماية والجوار، وبينما أبو بكر ذاهب إلى الكعبة لقيه سفيه فحثا على رأسه التراب، فقال أبو بكر للوليد بن المغيرة الذي رأي ما حدث: ألا تري ما يصنع هذا السفيه؟

فقال: أنت فعلت ذلك بنفسك.

فقال أبو بكر: ربي ما أحلمك، أي ربي ما أحلمك، أي ربي ما أحلمك.

* الدعوة في مراسم الحج:

لما بدأ النبي صلي الله عليه وسلم مرحلة الدعوة خارج مكة وتوجيه دعوة الإسلام إلي الوافدين إلى الكعبة في موسم الحج وطلب الحماية، وكان أبو بكر كالعادة هو المرافق والمصاحب للنبي صلي الله عليه وسلم والداعم له في هذه الجهود السياسية والتي كانت تطلب سرية نظراً لحساسيتها.

كان النبي صلي الله عليه وسلم يُعرض نفسه على القبائل، وكان أبو بكر متميزاً بمعرفة الأنساب وكان خطيباً مفوهاً، فكان يتقدم أولاً ويمهد مع الناس للحوار مع رسول الله.

ولقد أثرت هذه الجهود في تجاوب بعض الأفراد وبعض القبائل حتى توجت بنخبة الأنصار الذي بايعوا على النصرة والحرب وحماية النبي صلي الله عليه وسلم في المدينة.

* الهجرة:

أمر النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلي يثرب (المدينة)، فلما عزم أبو بكر علي الرحيل قال له النبي صلي الله عليه وسلم: لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً.

فانتظر أبو بكر طمعاً في شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وجهز راحلتين له وللنبي صلي الله عليه وسلم.

فلما أذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة، أخبر أبا بكر أنه سيكون صاحبه فيها، فبكي أبو بكر من شدة الفرح.

ولما اتفق مع النبي صلى الله عليه وسلم علي خطة الهجرة، أعد أبو بكر المهام والأشخاص الذين يدعمون نجاح الخطة، وكان أبو بكر قائداً ذكياً، وظف أفراد أسرته في هذه المهام الخطيرة بالإضافة لرجل مشرك أمين، كما وظف النبي صلي الله عليه وسلم ابن عمه عليّ في مهمة تمويهية.

مهام بيت أبي يكر:

– أسماء وعائشة: إعداد الطعام.

– عبد الله: جمع الأخبار سراً إلي النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الغار.

– عبد الله بن أريقط (مولي أبي بكر): يرعي الغنم لإزالة الآثار وتوفير الطعام.

ولما خرج أبو بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم متوجهاً نحو الغار كان أبو بكر يحيط بالنبي صلى الله عليه وسلم خوفاً عليه وحرصاً على حمايته.

روي أحمد: فجعل أبو بكر يمشي خلفه ويمشي أمامه فقال له النبي صلي الله عليه وسلم مالك؟

قال: يا رسول الله إذا كنت أمامك خشيت أن تؤذي من ورائك وإذا كنت خلفك خشيت أن تؤذي من أمامك.

فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر: يا رسول الله كما أنت حتي أقمه.. فلما رأى جحراً في الغار فألقمها قدمه، قال يا رسول الله إن كانت لسعة أو لدغة، كانت بي.

ولما وصل إلي المدينة، نزل أبو بكر علي خارجة بن أبي الخزرجي الأنصاري.

وقد أصيب أبو بكر بمرض شديد لوباء كان في المدينة وكاد أن يهلك فدعى النبي صلي الله عليه وسلم أن يذهب الوباء عن المدينة وبالشفاء لأبي بكر وأصحابه فشفي.

أبو بكر مع الرسول في غار ثور كرتون

2 تعليقات

  1. رضي الله عنه وارضاه

  2. الله بنور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *