نقدم لكم كلمات من نور تغريدات ولمحات تأملات في سورة غافر، نور من القرآن تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية، بقلم نور محمد.
قد يهمك:
تأملات في سورة غافر | نور من القرآن
سورة غافر أو سورة المؤمن:
رسمت السورة طريق الغفران والرضوان في مسارات ثلاث:
مسار الإيمان ومسار الدعوة ومسار العبودية.
وقصت علينا سبيل الناجين الفائزين بالمغفرة الساترة والنعمة السابغة، كما بينت لنا سبيل الممقوتين المعذبين.
طريق الإيمان:
الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق.
وأول طريق الإيمان إزالة أذى الذنب والمعصية، وما يزال يرتقي صاحبة حتى يصل لتحقق معنى التوحيد والتجريد والمشاهدة.
ولست وحدك في هذا الطريق معك الصحبة الصالحة تأخذ بيدك، ثم ترتقي إلى صحبة الملائكة ولك أن تتخيل كيف هي حرصها عليك بدعائها واستغفارها لك.
ثم إذا ما وصل بك الإيمان إلى ذروته صاحبت الملك الواحد القهار فاستغنيت به في سفرك إليه.
اللهم أنت الصاحب في السفر.
طريق الدعوة:
وفي السورة تقص علينا نموذجاً فريداً في أسلوب الدعوة وصفة الداعية، مع مؤمن حركه الإيمان حركة دافقة ولم يبال بعاقبة الأمر.
ولا قيمة لإيمان لا يتحرك ولا يحرك.
وفي دعوة المؤمن ترى صداها يتجاوز الزمان والمكان حتى يصل كبيان إلى كل داع إلى يوم الدين.
هذه هي الدعوة وهذا هو السبيل.
إنه نداء من أعماق القلب المشفق على قومه المناضل بدعوته كل حجة حتى يصل بالمدعوين إلى النجاة.
وهي دعوة صلاح الدنيا والآخرة، وهي دعوة تأمل في الحياة وما بعد الحياة.
وحال الداعية فيها، محسن مبصر متوكل مفوض أمره إلى الله.
ولا نجاح لدعوة إلا بهذه الحال وهذه الغايات، ولا نصر إلا من توفرت فيهم تلك المعطيات.
طريق العبودية:
كانت إزالة الذنوب أول الإيمان، وهنا أول العبودية إزالة الكبر وهو أعظم الذنب، ويزيلة النظرة الصادقة للنفس وللكون لمن كانت له فكرة وبصيرة.
والدعاء مخ العبادة، لأن به يتحقق مظهرها وجوهرها من تذلل وتخشع وتقرب ومنجاة.
(ذالكم الله ربكم ).
ترى آثار أسمائه وصفاته في الخلق والأنفس والآفاق، وسبيل العبودية تواضع وتفكر ويقظة ودعاء ومعايشة آلاء وتأمل في النفس والآفاق، وأثرها حضور قلب مع الله.
المجادلون:
في المسارات الثلاثة ذكرت السورة مع كل مسار طائفة من المجادلين.
(ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا..).
(وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق..).
(الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم..).
(إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه..).
(ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون ).
هؤلاء جادلوا في الإيمان وفي الدعوة إلى الله وفي عبوديته، فكان لهم المقت ومقت الله أكبر.
ولكرامة المؤمن عند ربه جعل مقته من مقته وحبه لم أحب من حبه.
( كبر مقتاً عند الله وعند الذين آمنوا ).
فالمؤمن شاهد قائم.
ختام السورة:
دعوة إلى اليقظة، فتلك الرسل وتلك دعوتهم وتلك الآيات وتلك النعم دعوة إلى الغفران وإلى الرضوان، فمن استجاب نجا ومن جادل وأعرض هلك.
وما العلم إلا علم يوصلك إلى الله ومغفرته ورضوانه وإلا فهو الغرور والتحسر.
وما العلم إلا، إيمان ودعوة وعبودية، وإلا فهو الجهل والكبر.
سورة المؤمن سورة غافر