الأربعاء , ديسمبر 11 2024

مفتاح الكعبة | قصص ومواقف

نقدم لكم فيما يلي قصة جديدة كتاب قصص ومواقف لأحمد السيد بعنوان مفتاح الكعبة | قصص ومواقف.

قد يهمك:

كتاب قصص ومواقف | أحمد السيد

مفتاح الكعبة

في مكة قبل الهجرة أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في جوف الكعبة فطلب مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة، فأغلظ عثمان القول ونال من النبي صلى الله عليه وسلم لكن النبي صلى الله عليه وسلم حلم عنه وقال: يا عثمان لعلك ترى هذا المفتاح يوماً بيدي أضعه حيث شئت. فقال: لقد هلكت قريش يومئذ وذلّت.

فقال: بل عمرت وعزت يومئذ.

وقد وقعت كلمته في نفس عثمان وظن أن الأمر سيصير إلى ما قال.

ولما عقد النبي صلى الله عليه وسلم صلح الحديبية اعترض المسلمون لأنهم لم يدخلوا المسجد ويعتمروا، فأنزل الله تعالى قوله: لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِين”.

وبعد صلح الحديبية بنحو عامين، وبعد واقعة مفتاح الكعبة بأكثر من 8 سنوات دخل النبي صلى الله عليه وسلم وفتح مكة وأخذ المفتاح من طلحة ودخل الكعبة وهدم الأصنام ورفع الأذان. وقد أراد علىّ بن أبي طالب أن يأخذ المفتاح مع السقاية لكن النبي صلى الله عليه وسلم دفعه إلى عثمان قائلاً له: هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء، خذوها خالد تالدة لا ينزعها منكم إلاّ ظالم.

فوائد وعبر:

لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدري متى نصر الله، ولكنه كان على يقين وثقة في وعد الله ونصره وتمكينه لدينه مهما كانت للباطل جولات ومهما أوذي أهل الحق وسقط منهم شهداء.

فقد “كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ”.

وقد “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”. النور 55

وقد سن الله أن دوام الحال من المحال فقال: “وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ” وأن الصراع بين الحق والباطل مستمر وأن نهايته لأهل الحق، وأن التمكين يسبقه ابتلاء وتمحيص.

لا عجب إذن أن تسمع من قلب الأزمات من يقول قول الواثق المتيقن:

  • حسبنا الله ونعم الوكيل.
  • إن معي ربي سيهدين.
  • ما ظنك باثنين الله ثالثهما.
  • لن يخذلني الله.
  • لتفتحن القسطنطينية.
  • لتفتحن رومية.
  • والله ليتمن الله هذا الأمر.
  • ولعلك ترى هذا المفتاح بيدي. -ولكنكم قوم تستعجلون.

شعر الثقة في الله | أحمد السيد

أرأيت الواثق من ربه *** كيف يفكر كيف يسير

كيف امتلأ القلب يقيناً *** أن وراء الأمر نصير

وإذا المحن تمر عليه *** وإذا قالوا الخطب كبير

يصمد دوماً يمضي قدماً *** ويرى يسراً بين عسير

يعلم أن الحال محال *** أني يمضي وبلا تغيير

يوقن أن الفرج قريب *** يؤمن أن الله قدير

لا تجزع فالصبر محتم *** لا تهلع فالكيد حقير

لا تعجل فالوقت مؤقت *** لا تقعد فالركب يسير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *