الخميس , أبريل 18 2024

قصة أصحاب الجنة

نتناول هنا قصة أصحاب الجنة، من هم أصحاب الجنة، ومن أين هم، وما قصتهم، وكيف وصفهم الله في كتابه الكريم.

قصة أصحاب الجنة

كان بأرض اليمن حديقة كبيرة عظيمة الثمار والخيرات، يملكها رجل صالح يؤدي حق الله فيها في إعطاء المساكين من رزقها، فلما مات وورثه أولاده قرروا فيما بينهم أن يستفيدوا بكل خيراتها ويمنعوا حق المساكين الذي كان يفعله أبوهم.

فبخلوا واتفقوا أن يقطفوا ثمارها في الصباح الباكر قبل أن يعلم المساكين.

وبسبب منعهم عاقبهم الله بأن أرسل على الحديقة ببلاء أحرقها كاملة حتى تفحمت وأصبحت كسواد الليل.

قصة أصحاب الجنة في القرآن:

وقد ذكرت قصتهم في سورة القلم حيث قال الله تعالى:

إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33).

إنا بلونا هؤلاء بالمال كما بلونا أصحاب الجنة حين أقسموا ليقطفن ثمرها في الصباح الباكر كاملة ولا يستثنون منها نصيباً للمساكين.

فطاف على الحديقة طائف وبلاء من ربك وهم في غفلة نائمون، فاشتعلت فيها النيران حتى تفحمت وأصبحت كسواد الليل.

وفي الصباح تنادوا أن هيا اذهبوا مبكرين إن كنتم مصرين وصارمين.

فانطلقوا وهم يتحدثون في سرية وتخافت فيما بينهم ويقولون:

لن يدخل الحديقة اليوم أي مسكين.

وصاروا على عزمهم السيء تتملكهم الجرأة في الباطل والقدرة على التنفيذ، فلما رأوها أصابتهم الدهشة والمفاجأة حتى ظنوا أنهم قد ضلوا الطريق فقالوا:

إنا لضالون.

فلما أمعنوا النظر وتأكدوا أنها هي هي قالوا نادمين:

بل نحن محرومون لقد ضاعت الحديقة وضاعت ثروتنا.

قال أوسطهم وأعقلهم رأياً:

ألم أقل لكم لو أنكم تسبحون الله وتؤدون حقه لكان خيراً لكم؟

قالوا نادمين:

سبحان ربنا إنا كنا ظالمين فأقبل بعضهم على بعض يتلومون فيمن تسبب في الخسارة حتى أقروا معترفين:

يا وليلنا إنا كنا طاغين، فقد تجاوزنا الحد ومنعنا حق المسكين، عسى ربنا أن يبدلنا خير منها إنا إلى ربنا راغبون.

كذلك العذاب لمن جحد، ومنع، وأغلظ، وكذب، ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.

دروس قصة أصحاب الجنة:

1- كثرت الأموال والأولاد ليس دليل على رضى الله، وإنما هي ابتلاء يبلو الله بها عباده لينظر هل سيوفون حق الله وشكره أم لا.

2- الكوراث وزوال النعم، قد تكون من الله كما في قصة أصحاب الجنة، وقد تكون إبتلاء للعبد المؤمن.

3- من بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال، ففي ليلة واحدة ضاعت ثروة أصحاب الجنة وتبدل حالهم.

4- الصدقة تطفئ غضب الرب، وإعطاء المساكين حقهم تتطهر المال وينميه.

5- التسبيح” لولا تسبحون” وشكر الله على نعمه يؤدي للزيادة والنماء ولئن شكرتم لأزيدنكم.

6- الآيات لم ترو القصة كاملة ولكنها ركزت على الصفات الدنيئة التي جلبت الهلاك، والتي تتشابه مع صفات المكذبين لتوجيه إنذار لهم من عاقبة أصحاب الجنة عليهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *