الأربعاء , أكتوبر 9 2024

قراءة في كتاب صناعة الأفلام الوثائقية لباري هامب

نتناول فيما يلي قراءة في كتاب صناعة الأفلام الوثائقية لباري هامب، مع رابط المقال الأصلي والمفصل.

قد يهمك متابعة هذه الروابط:

كتاب صناعة الأفلام الوثائقية

باري هامب

كثيرة هي الكتب التي صدرت باللغة الإنكليزية تتحدث عن إخراج الفيلم السينمائي،

منها كتب غدت علامات بارزة في المكتبة السينمائية،

مثل كتاب “الإخراج السينمائي لقطة بلقطة – صناعة المشاهد البصرية من الفكرة إلى الشاشة”

لمؤلفه ستيفن كيتز، والذي صدرت طبعته الأولى في عام 1991.

وكتاب “تقنيات إنتاج الفيلم الوثائقي” لمؤلفه هوغ بادلي،

والذي صدرت طبعته الأولى عام 1963. وتوالت طبعاته المزيدة والمنقحة.

وكذلك كتاب “كتابة وإخراج وإنتاج الأفلام الوثائقية” لألان روزنيثال (1990).

ومن الكتب التي صدرت خلال السنوات الإثني عشرة الأخيرة كتاب بعنوان:

“صناعة الأفلام الوثائقية وأفلام الفيديو الواقعية – دليل عملي لوضع خطط وتصوير وتحرير الأفلام الوثائقية الماخوذة عن أحداث حقيقية” لمؤلفه باري هامب.

والذي نعكف هذه الأيام على ترجمته ونقدم هنا عرضاً موسعاً له.

المؤلف هو باري هامب الذي دخل مجال إخراج الأفلام الوثائقية بالصدفة، كما يقول، عندما كان يعمل في المجال الإعلاني ويبحث عن عمل أفضل.

وصنع عشرات الأفلام الوثائقية منحته خبرة كبيرة مكنته من تأليف هذا الكتاب البالغ الأهمية لكل من يريد أن يصبح مخرجاً للأفلام الوثائقية.
يتوزع الكتاب الذي يقع في ثلاثمئة وأربعين صفحة على مقدمة وأربعة أقسام رئيسية.

أقسام الكتاب:

1- صناعة نظائر الواقع.

2- مرحلة ماقبل الإنتاج.

3- مرحلة الإنتاج.

4- مرحلة مابعد الإنتاج.

وهي أقسام تتوزع بمجملها على خمسة وعشرين فصلاً.

صناعة نظائر للواقع

في هذا القسم الذي يتوزع على سبعة فصول يتحدث المؤلف عن مجمل القضايا التي تعترض عملية صناعة الفيلم الوثائقي من وجهة نظره والمستمدة بدورها من خلال خبرته العملية.

إن صناعة الفيلم الوثائقي تبدو في غاية السهولة، بل أسهل شيء، “ما عليك إلا أن تمضي إلى المكان الذي يدور فيه حدث مهم، وتشغّل آلة التصوير وتسجله”.

وإذا تمكنت من الحصول على لقطات مصورة بآلة تصوير فيديو لإعصار يجتاح بلدة ما أو حريق يلتهم بيوتاً قيمتها مليون دولار، فستتمكن من عرضها على التلفزيون.

وكذلك لو استطعت تجميع سلسلة من المقابلات مع أشخاص مؤهلين ومهتمين بمشاكل اجتماعية جدية فستصبح أثيراً لدى مهرجانات أفلام الفيديو التي تهتم بقضايا محددة.

لكن، ولسوء الحظ، فإن المشهد الواقعي للإعصار ليس فيلماً وثائقياً في الحقيقة،

وإنما قصاصة إخبارية. كما أن المقابلات الطويلة مع مؤيدين جديين لأي نوع من التغيير الإجتماعي لاتصنع عادة فيلماً وثائقياً.

فما صنعوه هو موعظة فيديو باهتةً، مقبولة فقط لدى أولئك الذين يقفون إلى جانبهم سلفاً. وبالتالي فإن صناعة فيلم وثائقي أو فيلم فيديو ناجح يتطلب أكثر من ذلك بكثير.

فأولاً يجب أن تصور مشهداً أو مشاهد جميلة تكون بمثابة شاهد بصري يظهر قول الفيلم الوثائقي بالمعنى البصري.

كما يجب أن يكون لديك فكرة. أي مفهوم يشرح وجهة نظر الفيلم الوثائقي.

فالمقابلات يمكن أن تساعد في تحديد وجهة النظر، لكنها عادة ماتكون وسيلة مزعجة وشاقة لإيصال فكرة الفيلم الوثائقي.

فهي لا تظهر الموضوع؛ وإنما تظهر أناساً يتحدثون حول الموضوع.

كما يتوجب أن يكون لديك بنية – أي، تعاقب منظم للصور والأصوات تستحوذ على اهتمام المشاهد وتقدم وجهة نظر الفيلم الوثائقي بوصفها مناقشة بصرية.

إن المشكلة المتكررة بالنسبة للسينما الوثائقية الحديثة تكمن تقريباً في الإعتقاد الضمني لدى العديد ممن سيصبحون مخرجي أفلام وثائقية في أن الكاميرا تقوم بطريقة أو بأخرى بكل شيء.

كما إن معدات الفيديو الرخيصة الثمن جعلت إمكانية صناعة فيلم وثائقي متوفرة بين أيدي الجميع.

لكن المعدات لن تجعل المشاهد التي صورتها ممتعة، ومؤثرات الديجيتال وأنظمة المونتاج اللاخطي لا يمكنها تحويل اللقطات العشوائية أو الرؤوس المتكلمة لساعات إلى بيان وثائقي درامي.

يقول المؤلف إن أهم شيء في صناعة الفيلم الوثائقي هو التخطيط المسبق. فالإفتقار إلى التخطيط في مرحلة ماقبل الإنتاج يترك المشروع دون تصور موحد.

ودون ذلك لن تكون هناك استراتيجية واضحة لتجميع الدليل البصري المتعلق بالموضوع.

من المشاكل التي تعترض صناعة الفيلم الوثائقي مشكلة المقابلة. فالمقابلة الجامدة مملة بصرياً.

إن طريقة الحصول على مادة جيدة في مقابلة وثائقية تكمن في تشجيع الناس على حكاية قصصهم لك، وليس في استجوابهم.

يتحدث المؤلف عن الإهتمام الجديد والمتزايد بالسينما الوثائقية ويشرح أسبابه.

وهذا الكتاب وضع لهؤلاء المهتمين الجدد الذين يريدون أن يصبحوا مخرجي أفلام وثائقية.

إن للسينما الوثائفية أشكالاً عدة فهناك الأفلام التي تتحدث عن الوقائع التاريخية، والأفلام التي تتحدث عن سيَر أشخاص مهمين.

والمشكلة الدائمة بالنسبة لصناع الأفلام الوثائقية هي إيجاد طريقة لجعل مثل هذه الأفلام الوثائقية ممتعة بصرياً.

وهناك الدراما الوثائقية، أي الأفلام التي تتحدث عن أحداث وشخصيات تاريخية بأسلوب درامي.

وهناك أفلام وثائقية تتخذ من سلوك أفراد محددين موضوعاً لها.

مثل الأفلام التي تتحدث عن سلوك الأطفال مثلاً أو عن سلوك أشخاص معاقين.

وهذه تسمى بـ “وثائقيات السلوك”. وإلى جانبها هناك “وثائقيات العاطفة”.

رابط المقال وفيه ملف مرفق لبقية المقال:

قراءة في كتاب صناعة الأفلام الوثائقية لباري هامب

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *