الربيع الأول في السيرة النبوية | وضاح خنفر | الحلقة الحلقة 17 استراتيجية المبادرة

نقدم لكم الربيع الأول في السيرة النبوية وضاح خنفر الحلقة 17 استراتيجية المبادرة الموسم الأول، مع ملخص مكتوب للحلقة.

قد يهمك:

banar_group

الربيع الأول في السيرة النبوية

وضاح خنفر

الحلقة الحلقة 17 استراتيجية المبادرة

استراتيجية النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش:

كان النبي صلى الله عليه وسلم دائماً يبادر ولا يسمح لهم أن يضعوه في دائرة معينة ويحصروه في مساق محدد بل هو الذي يبادر وهم الذين يجرون من خلفه، هو الذي يفعل، وهم الذين يقومون برد الفعل من بعده.

بدا التجاهل من قريش، فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالمبادرة، فكان يختار الوقت الذي يعلن فيه عن نفسه، وينقل الحديث إلى مراحل جديدة ويتحدث مع قومه.

يقول ابن اسحاق:

لما سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم، اعتبروا أنهم ما سمعوا فما ردوا عليه وما اتبعوه وكل سار في مسيره لبعض الوقت.

فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يصعد في لهجته، قال: فلما عاب آلهتهم وشتمها عندها بدأوا مضطرين أن يأخذوا موقفاً.

لماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهو الرفيق مهذب اللسان وكان معروفاً بخلقه القويم الرفيع؟

كان يضغط على قريش لينقلها من مربع التجاهل إلى مربع التفاعل والحوار والدخول في نقاش حول دعوته وكل ذلك كان بتوجيه إلهي بالآيات التي نزلت في هذا المرحلة والتي رفعت وتيرة الحديث عن قريش بشكل مباشر مثل سورة قريش

وكذلك عن السمات الخاصة بالديانة الإسلامية وعن التوحيد، والأشياء التي تقوم بها قريش من التطفيف في الميزان ووأد البنات ومن الظلم والاحتكار.

وهنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يهدم الوثنية التعبدية لديهم بل يهدم المنظومة التي بنيت عليها هذه الديانة ويعيد لمكة نقاءها الأول في عهد إبراهيم عليه السلام.

استراتيجية قريش مع النبي صلى الله عليه وسلم:

كانت استراتيجيتها الإهمال، ثم المفاوضات، ثم الإغراء، ثم التصعيد.

بعد إهمال قريش لأمر النبي صلى الله عليه وسلم لجأت للحديث معه وإغرائه:

لقاء عتبة بن أبي ربيعة والنبي صلى الله عليه وسلم، وكان لقاء رقيقاً وقال له:

يا ابن أخي هل رأيت أحداً يفرق بين قومه وقد جئت بشيء جديد عبت آلهتنا وشتمتهم. فلنجلس ونتفاهم، ولك عندي عرض.

فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: أنا أسمع ماذا تقول.

قال له: إن أردت مالاً أعطيناك أموالاً حتى صرت أغنانا، وإن أردت نساءاً زوجناك أجمل قريش حتى صرت الأحسن بيننا، وإن أردت ملكاً ملكناك علينا، فماذا تريد؟

فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه بتلاوة آيات من سورة غافر.

عندها تيقن عتبة أو الوليد بن المغيرة كما في رواية أخرى، وتأكد أن خطاب محمد ليس خطاباً دنيوياً فمحمد يتكلم عن مبادئ وقيم عليا وأنت تعرض عليه الدنيا.

وأدرك سادة قريش عندما سمعوا ما تلاه محمد صلى الله عليه وسلم أنه ليس بالشعر الذي يعرفوه وأن هذا شيء استثنائي ونادر.

قرر المجمع أن يقولوا عليه ساحر وهذا هو الموقف الرسمي الذي خرجوا به بعد فشلهم حتى يصرف الناس عنه لخوفهم من أن يسحرهم فلا يسمعوا له.

وفي الحلقة القادمة نرى مبادرة النبي صلى الله عليه وسلم لإفشال خطتهم ولا يعطي لهم الفرصة في أن يحصروه في زوايتهم الخاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *