الربيع الأول في السيرة النبوية | الموسم الثاني | الحلقة 7 مكتوبة | أزمة القيادة في مكة

نقدم لكم حلقة جديدة من حلقات الربيع الأول في السيرة النبوية، الموسم الثاني، الحلقة 7 مكتوبة، أزمة القيادة في مكة، مع ملخص مكتوب للحلقة.

قد يهمك:

banar_group

الربيع الأول في السيرة النبوية

الموسم الثاني الحلقة 7 مكتوبة

أزمة القيادة في مكة

بينما تعيش المدينة حالة فريدة من الانتعاش القيادي والحيوية الشبابية لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، تعيش قريش حالة من الخوف، وشرخ عميق في القيادة.

الوليد بن المغيرة زعيم قريش:

عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة كان الوليد بن المغيرة شيخ بني مخزوم الأكبر سناً 95 سنة زعيم قريش.

وقد نزل فيه قرآن: “ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا”.

كان ذو ثراء عظيم وكانت له كرامة ومنزلة عظيمة بين قومه، وهو زعيم حلف الأحلاف.

الصراع بين بني عبد شمس وبين بني مخزوم قد احتدم في هذه الفترة على الرئاسة.

عند موت الوليد بن المغيرة قال لأولاده الثلاث خالد بن الوليد، وهشام بن الوليد، والوليد بن الوليد:

أوصيكم بثلاث:

1- دمي في خزاعة (وكان قد جرح بسهم خطأ منذ عدة سنوات، فقال أن ذاك السهم هو السبب في موته).

2- مهري من دوس خذوه، وقد تزوج امرأة من قبيلة دوس ولم يدخل بها وزعيم قبيلة دوس أبي أزيهر لم يعطه المهر مرة أخرى.

3- رباي في الطائف خذوه.

فقد أوصى عند موته بصراع مع خزاعة، وصراع مع دوس، وصراع مع سقيف، وهي الكتل الرئيسية الكبرى حول مكة.

وفي الواقع قريش عندها مشكلة أيضاً مع جهينة ومع ضمرة ومع قبائل العرب الأخرى المحازية للمدينة، فكأن الوليد بن المغيرة جاء ليدمر كل تحالفات قريش مع الجوار.

وفعلاً بعد موته ذهب خالد وهشام وطلبا بدم أبيهم من خزاعة ودفعت خزاعة الدية.

رفض أبي أزهير إعطاء المهر لأبي الوليد بعدما طلق ابنته لإهانته لها، فقتل أبي أزيهر زعيم دوس وحليف بني أمية عندما جاء لزيارة أبي سفيان، وهنا أصبحت الأمور على وشك الحرب.

تجهز يزيد بن أبي سفيان لقتال بني مخزوم وتدخل أبو سفيان وهدأ الوضع.

في هذه الفترة أمر النبي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت أن يقول شعراً في مقتل أزيهر وتحريض دوس على قتال قريش.

فبدأ حسان بشعره، وبالفعل قامت دوس بالإغارة على قريش وقتلت منهم 40، وبدأت الحرب بينهم إلى أن تم الصلح بينهم على أن تدفع قريش الجزية كلما عبرت من أراضي دوس.

عتبة بن ربيعة الزعيم الجديد:

تزعم دار الندوة بعد أبي الوليد الأكبر سناً وهو عتبة زعيم بني أمية، فانتقلت الزعامة من بني مخزوم إلى بني عبد شمس.

غضب لذلك أبو جهل وكان بن أخو أبو الوليد، فكان يماطل في تسليم الزعامة لأنه يرى نفسه الأحق، فهذا مما أوقع قريش في صراع داخلي للقيادة قبل بدر.

فقد كانت قريش قبل بدر بها:

  • النفوس مشحونة.
  • الإجماع السيايس منعدم.
  • الكيد بين بني مخزوم وبني أمية مشتعل.

التجهيز لغزوة بدر:

ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذي العشيرة لمقابلة القافلة التي تصعد إلى الشام بقيادة أبي سفيان فلم يسطع تحصليها لأنها خرجت مسبقاً.

فبدأ النبي صلى الله عليه وصلم يخطط لاعتراضها عند رجوعها، فأرسل اثنان عند ساحل البحر لتجسس الأخبار.

احتاط أبو سفيان وأرسل عمرو بن ضمضم وكان رجلاً جهير الصوت فقال له:

تذهب إلى مكة، وتجذع أنف جملك وأذانه، وتغير رحله، وتشق قميصك من الأمام ومن الخلف، وتصيح الغوث الغوث أن قافلة قريش (وهي الأهم في السنة فبها كل أموال قريش تقريباً) سوف يعترضها محمد، ففعل.

فتجمعت قريش وقال أبو جهل :

أيظن محمد أن قافلتنا كعير ابن الحضرمي ( يقصد عمرو بن الحضرمي الذي قتل في نخلة) سيرى منا بأساً.

فجمعت قريش كل من يستطيع القتال، ومن لم يستطع أرسل مندوباً عنه، وخرجت مجموعة كبيرة يقال 1000 أو 1100 مزودة بالخيول والجمال وأخذوا معهم النساء والعبيد والخيام، أي مهرجان حاشد تحرك لمقابلة المسلمين.

عندما وصلوا إلى الجحفة خارج مكة، كان أبو سفيان قد استطاع أن يتفادى المسلمين.

فأرسل أبو سفيان للكفار أن القافلة قد مرت بسلام فارجعوا إلى مكة، وكان هذا رأي عتبة ورأي كثيرين من عقلاء قريش.

لكن أبو جهل حرضهم على القتال وقال:

والله لا نعود إلى مكة حتى نرد بدر فتغني علينا القيان وننحر الجمال ولا يزال العرب يهبوننا أبداً.

حاول عتبة مراراً وتكراراً ليخذل الناس من الذهاب، لكن أبو جهل رفض وكان يقول له:

*يا عتبة لقد جبنت لأن ابنك مع محمد (ابنه أبو حذيفة كان صحابي من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم).

*يا عتبة لقد جبنت لأن محمد بن عمك.

*يا عتبة لقد جبنت لأنك شخت ولم تسطع القتال.

فاستفز عتبة واستفز غيره.

جيش قريش:

كان من المنطق أن تنسحب قريش لأن:

*تجهيزاتها العسكرية غير كافية.

*كانت العقلية التي خرجت بطراً ورئاء الناس، لم تكن عقلية الجيش النظامي المقاتل ذو خطة عسكرية محكمة.

*كانت محاولة هوجاء من أجل استثارة مشاعر الناس ومن أجل إصال رسالة إلى قبائل العرب.

وهذا الذي أوقع قريش في هذا الفخ الذي لم تخرج منه على الإطلاق.

جاءت قريش متفككة مهزومة يشتم بعضها بعضاًَ ولا يعرف من يقود، وتقاتل كل قبيلة حول زعيمها ليس لديهم أي خطة عسكرية، وجاهليتهم النفسية والعقلية لا تسمح لهم أن يكون لديهم الدافع الوازع الحقيقي للقتال.

جيش النبي صلى الله عليه وسلم:

  • جيش منظم له تكتياته العسكرية.
  • له ميمنة وميسرة ومقدمة.
  • له ألوية له صفوف لم يعتادها العرب من قبل.
  • يتكون من 314 من المسلمين كلهم معدين ومدربين للقتال ولديهم رسالة ودافع قوي.

الربيع الأول في السيرة النبوية | الموسم الثاني | الحلقة 7 مكتوبة | أزمة القيادة في مكة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *