الإثنين , يناير 13 2025

الذوق الأدبي | قبس من نور

نقدم لكم فيما يلي كلمات من نور تغريدات بعنوان الذوق الأدبي، قبس من نور تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية، وجولات في جوانب العلم والترقي المعرفي، بقلم نور محمد.

قد يهمك:

الشعر شعور، والشعور دقة ورقة.

ولغة الشاعر صنعته وهو ما يميز شاعر عن شاعر.

وقيمة الكلام في صياغة المعاني، ومزايا الكلام في بلاغته، والشعر هو التطبيق العملي، لكل فنون اللغة والأدب والبلاغة.

والشعر ديوان العرب وتميزها بين الأمم، وبه ندرك قيمة الإعجاز القرآني.

وليس كل الشعر يستحق الوقوف عليه.

فيكفيك منه ما تعرف به خصائص اللغة، وما يحثك فيه على المكارم، ويبعث فيك الحماسة والمروءة، وما يرقق طبعك ونظرتك للحياة، وما يؤثر فيك موعظة وحكمة، وما يستجيش به نفسك عاطفة صادقة عفيفة.

والبلاغة هي بحث مزايا الكلام وتوخي المعاني فيه.

ومن لم يدرك بلاغة اللسان العربي لا يفقه دلائل إعجاز القرآن ولا مجامع كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

وتلك مئة بيت ونيف مختارة بعناية تعين على بلوغ التذوق الأدبي في أغراض خمسة كبرى تنافس فيها القوم بحسن البيان وهي على سبيل المثال تقتفي به الأثر في كل ديوان.

أنشد مثل هذا:

قال الأفوه الأودي:

والبيت لا يبنى إلا له عمد
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تهدي الأمور بأهل الرأي ما صلحت
وإن تولت فبالأشرار تنقاد

وقال أبو العتاهية:

نصبت لنا دون تفكير يا دنيا
أماني يفنى العمر من قبل أن تفنى
متى تنقص حاجات من ليس واصلا
إلى حاجة حتى تكون له أخرى
لكل امرئ فيما قضى الله خطه
من الأمر فيها يستوي العبد والمولى
وإن امرأ يسعى لغير نهاية
لمنغمس في لجة الفاقة الكبرى

وقال الشافعي:

مالي سوى قرعي لبابك حيلة
فلئن رددت فأي باب أقرع
ومن ذا الذي أدعو وأهتف باسمه
إن كان فضلك عن فقيرك يمنع

وقال أبو العلاء المعري:

فإن أبيت قبول النصح معتديا
فاصنع جميلا وراع الواحد الصمدا
فسوف تلقى بها الآمال واسعة
إذا أجرت مدا منها رأيت مدى
وإن سعدت فما تنفعك في تعب
وإن شقيت فمن للجسم لو همدا
ثم المنايا فإما يقال مضى
ذميم فعل وإما كوكب خمدا

وقال بهاء الدين زهير:


أخلص لربك فيما كان من عمل
وليتفق منك إسرار وإعلان
فكل فكر لغير الله وسوسة
وكل ذكر لغير الله نسيان

أنشد مثل هذا:

قال الشنقرى:

أقيموا بني أمي صدور مطيكم
فإني إلى قوم سواكم لأميل
فقد حمت الحاجات والليل مقمر
وشدت لطيات مطايا وأرحل
وفي الأرض منأى للكريم من الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل

وقال امرؤ القيس:

وما خفت تبريح الحياة كما أرى
تضيق ذراعي أن أرى القوم فألبسا
فلو أنها نفس تموت جميعة
ولكنها نفس تساقط أنفسا
وبدلت قرحا داميا بعد صحة
فيالك من نعمى تحولن أبؤسا

وقال عروة بن الورد:

دعيني أطوف في البلاد لعلني
أفيد غنى لذي الحق محمل
أليس عظيما أن تلم ملمة
وليس علينا في القوق معول
وإن نحن لم نملك دفاعا بحادث
تلم به الأيام فالموت أجمل

وقال بشار:

إذا كنت في كل الأمور معاتبا
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه
مقارف ذنب مرة ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
ومن ذا الذي ترجى سجاياه كلها
كفى المرء نبلا أن تعد معايبه

وقال ابن الرومي:

ولا تحسبن الشر يبقى فإنه
شهاب حريق واقد ثم خامد
ستألف فقدان الذي قد فقدته
كإلفك وجدان الذي أنت واجد
ومن لم يزل يرى الشدائد فكره
على مهل هانت عليه الشدائد
وللشر إقلاع وللهم فرحة
وللخير بعد المؤيسات فوائد
وكم أعطيت بعد البلايا مواهب
وكم أعطيت بعد الرزايا فرائد

أنشد مثل هذا:

قال طرفة بن العبد:

إذا القوم قالو من فتى ؟ خلت أنني
عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
ولست بحلال التلال مخافة
ولكني متى يسترقد القوم أرقد

وقال السمؤل:

إن امرأ أمن الحوادث جاهلا
ورجا الخلود كضارب بقداح
ولقد أخذت الحق غير مخاصم
ولقد بذلت الحق غير ملاح
ولقد ضربت بفضل مالي حقه
عند الشتاء وهبة الأرواح

وقال النابغة الذبياني:

وحلت بيوتي في بقاع ممنع
يخال به راعي الحمولة طائرا
تزل الوعول العصم عن قذفاته
وتضحي ذراه في السماء كوافرا
حذارا على أن لا تصاب مفادتي
ولا نسوتي حتى يمتن حرائرا

وقال حاتم الطائي:

فما أنا بالطاوي حقيبة رحلها
لأركبها وأترك صاحبي
إذا كنت ربا للقلوص فلا تدع
رفيقك يمشي خلفها غير راكب
أنخها فأردفه فإن حملتكما
فذاك وإن كان العقاب فعاقب

وقال عروة بن الورد:

فلا أترك الإخوان ما عشت للردى
كما أنه لا يترك الماء شاربه
ولا يستضام الدهر جاري ولا أرى
كم بات تسري للصديق عقاربه
وإن جارتي ألوت رياح بيتها
تغافلت حتى يستر البيت جانبه

وقال عنترة:

موت الفتى في عزة خير له
من أن يبيت أسير طرف أكحل
لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني باعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم
وجهنم بالعز أطيب منزل

وقال قطري بن الفجاءة:


أقول لها وقد طارت شعاعا
من الأبطال ويحك لن تراعي
فإنك إن سألت بقاء يوم
على الأجل الذي لك لن تطاعي
فصبرا في مجال الموت صبرا
فما نيل الخلود بمستطاع
وما للمرء خير من حياة
إذا ما عد من سقط المتاع

وقالت أم صريع الكندية:


ولما اكفهرت من عليهم سحابة
إذا برقت بالموت أمطرت الدما
أبو أن يفروا والقنا في نحورهم
ولم يبتغوا من رهبة الموت سلما
ولو أنهم فروا كانوا أعزة
ولكن رأوا صبرا على الموت أكرما

وقال الطرماح:

فتألف السهد في طلب العلى
واستصحب السيف الحسام المخذما
فالطير لولا أنها جوالة
لم تلف في أوكارها المطعما
لا خير في رجل يجالس عرسه
ويبيع قرطيها إذا ما أعدما

وقال الحصين بن حمام:

بناة مكارم وأساة كلم
دماؤهم من الكَلَب الشفاء
فلو أن السماء دنت لمجد
ومكرمة دنت لهم السماء

وقال سعد بن ناشب:

إذا هم لم تردع عزيمة همه
ولم يأت ما يأتي من الأمر هائبا
إذا هم ألقى بين عينيه عزمه
ونكب عن ذكر العواقب جانبا
ولم يستشر في رأيه غير نفسه
ولم يرض إلا قائم السيف صاحبا

وقال المتنبي:

إذا كنت ترضى أن تعيش بذلة
فلا تستعدن الحسام اليمانيا
ولا تسطلين الرماح لاارة
ولا تستجيدن العتاق المذاكيا
فما ينفع الأسد الحياء من الطوى
ولا تتقى حتى تكون ضواريا

وقال أبو تمام:

فتى مات بين الضرب والطعن ميتة
تقوم مقام النصر إذا فاته النصر
وما مات حتى مات مضرب سيفه
من الضرب واعتلت عليه القنا السمر
تردى ثياب الموت حمرا فما دجى
لها الليل إلا وهي من سندس خضر

فأنشد مثل هذا:

قال الأعشى:

أسهو لهمي ودوائي فهي تسهرني
وكأن حبا ووجدا دام فاتفقا
لا شئ ينفعني من دون رؤيتها
هل يشتفي وامق مالم يصب رهقا
ليست لع غفلة عنها يطيف بها
يخشى عليها سرى السارين والسرقا

وقال ذو الرمة:

إذا خطرت من ذكرى مية خطرة
على النفس كادت في فؤادك تجرح
تصرف أهواء القلوب ولا أرى
نصيبك من قلبي لغيرك يمنح
وبعض الهوى بالهجر يمحى فيمتحى
وحبك عندي يستجد ويربح

وقال ابن فرج الحياني:

وطائعة الوصال عففت عنها
وما الشيطان فيها بالمطاع
وما من لحظة إلا وفيها
إلى فتن القلوب لها دواعي
فملكت النهى جمحات قلبي
لأجري بالعفاف على طباعي
ولست من السوائم مهملات
فأتخذ الرياض من المراعي

وقال البحتري:

إذا زورة منه تقضت مع الكرى
تنبهت من فقد له أتفزع
ترى مقلتي مالا ترى في لقائه
وتسمع أذني رجع ما ليس تسمع
ويكفيك من حق تخيل باطلا
ترد به نفس اللهيف فترجع

وقال الشريف الرضي:

وكنت أظن الشوق للبعد وحده
ولم أدر أن الشوق للبعد والقرب
خلا منك قلبي وامتلأ خاطري
كأنك من عيني نقلت إلى قلبي

وقال ابن سهل الأندلسي:


وناديت بالترحال عنه تصنعا
لعل النوى يلين ما قد قسا
وقلت عساه إن رحلت يرق لي
وقد نسخت لا عنده ما ادعت عسى
وقال ارض هجراني بديل النوى
وقل لعل منايانا تحولن أبؤسا
أنادي سلوي للذي حل منك بي
كأني أنادي أو أكلم أخرسا
…….

قال النابغة:


ولا أنا مأمون بشئ أوله
وأنت بأمر لا محالة واقع
فإنك كالليل الذي هو مدركي
وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

قال محمد زيني البغدادي:

ولما قضينا من منى كل حاجة
ومسح بالأركان من هو ماسح
وشدت على هدب المهاري رحالنا
لا ينظر الغادي الذي هو رائح
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا
وسالت بأعناق المطي الأباطح

وقال عمير القطامي:

كأن نسوغ رحلي حين ضمت
حوالب غرزا ومعى جياعا
على وحشية خذلت خلوج
وكان لها طلا طفل فضاعا
فكرت تبتغيه فوافقته
على دمه ومصرعه السباعا

وقال ابن الرومي:

ألا قاتل الله المنايا ورميها
من القوم حبات القلوب على عمد
فيالك من نفس تساقط أنفسا
تساقط در من نظام بلا عقد
ثكلت سروري كله إذ ثكلته
وأصبحت في لذات عيشي أخا زهد
ألام لما أبدي عليك من الأسى
وإني لأخفي منه أضعاف ما أبدي
……

التذوق والشعور باب من التربية وسبيل إلى الترقية ومفتاح لإدراك المعاني، وليس في ألسنة الناس لسان كاللسان العربي.

ولا يعقل القرآن جاهل بهذا اللسان:

“إنا أنزلناه قرآنا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تعقلون”.

“كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”.

تعليق واحد

  1. جميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *