الجمعة , أبريل 19 2024

صاحبة الضفيرة

نقدم لكم فيما يلي قصة جديدة كتاب قصص ومواقف للكاتب أحمد السيد بعنوان صاحبة الضفيرة.

قد يهمك:

كتاب قصص ومواقف | أحمد السيد

صاحبة الضفيرة

قيل لأبي قدامة الشامي أحد قادة المسلمين ضد الروم في جيش مسلمة بن عبد الملك: ما أعجب ما رأيت في غزواتك؟

قال: كنت أميراً فدعوت إلى الجهاد فجاءت امرأة بورقة وصرة، ففتحت الورقة فإذا مكتوب فيها ” من أمة الله المسلمة إلى أمير جيش المسلمين: سلام عليكم أما بعد، فأنت دعوتنا إلى الجهاد ولا مقدرة لي على الجهاد في سبيل الله، وهذه الصرة فيها ضفيرتي فحدها قيداً لفرسك لعل الله يكتب لنا بها شيئاً من ثواب المجاهدين”.

وحين واجهنا العدو رأيت صبياً ظننت أنه ليس أهلاً للقتال فرجعته.

فقال: كيف تأمرني بالرجوع وقد قال الله “انفروا خفافاً وثقالاً” فتركته، ثم أقبل عليَّ وقال: أقرضني ثلاثة سهام فقلت وأنا معجب به: أقرضك بشرط أن تشفع لي عند الله. فقال نعم إن شاء الله.

وأقبل الغلام على العدو صريعاً فأسرعت إليه وسألته: هل لك حاجة؟ فقال: أبلغ أمي مني السلام وادفع إليها متاعي.

فقلت: ومن أمك؟ قال: صاحبة الضفيرة. فلما رجعت إلى أمه قال، ما ورائك يا أبا قدامة؟ جئتني معزياً أم مبشراً؟

فقلت: ماذا تقصدين؟ قالت: إن عاش ابني فقد جئتني معزياً وإن قتل في سبيل الله فقد جئتني مبشراً.

فقلت لها: أبشري. فانصرفت وعلمت لماذا كتب الله لنا النصر.

فوائد وعبر:

1- قد تبدو القصة غريبة لكنها في الحقيقة مثال متكرر لغلمان المسلمين من صدر الإسلام.

-أراد غلمان المشاركة في غزوة بدر وردهم النبي لصغرهم وقد ردّ البراء بن عازب وعبد الله بن عمر.

-وفي أثناء الغزوة رأى سعد بن أبي وقاص شقيقه الصغير يتسلل لداخل المعركة فقال: مالك يا أخي؟ فقال: إني أخاف أن يراني رسول الله فيستصغرني ويردني وأنا أحب أن يرزقني الله الشهادة وقد استشهد بالفعل.

-يقول عبد الرحمن بن عوف: بينما أن في الصف يوم بدر إذا بغلامين عن يميني ويساري من الأنصار فغمزني أحدهما وقال: يا عم تعرف أبا جهل، فأشرت لهما به فابتدراه بسيفيهما فضرباه.

-وقبل غزوة أحد أتى النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة من الغلمان يريدون الغزو، فرد 14 غلاماً كانت أعمارهم 15 سنة أو دونها، منهم: عبد الله بن عمر – زيد بن ثابت – أسامة بن زيد – زيد بن الأرقم – البراء بن عازب – أبو سعيد الخدري، وأجاز رافع بن خديج لما قيل له رام محترف، ثم أجاز سمرة بن جندب لما رآه يصرع رافع.

2- كان الآباء والأمهات يربون أبناءهم على عظائم الأمور وأفعلها ويصحبونهم في المشاهد العظيمة والأحداث الكبرى وكثيراً ما كنت ترى مشاركة الأسرة بأكملها رجالاً ونساءً وصبياناً.

إن جيل أبناء الصحابة الذين تسلموا الراية من آبائهم وحملوا الإسلام وفتحوا البلدان مجاهدين وعلماء وساسة وقراء وأمراء.****

عن أبي ذر رضى الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: الإيمان بالله والجهاد في سبيله. متفق عليه

ذات صلة:

صادقة العهد أم عماة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *