السبت , أكتوبر 12 2024

قصة الأصمعي والأعرابي والقرآن

نقدم لكم قصة الأصمعي والأعرابي والقرآن، ونعرض لكم قصة الأصمعي والأعرابي والآية “وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”.

وقصة الأصمعي والأعرابي والآية “وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ”.

وقد كان الأعراب على فطرتهم في فهم اللغة العربية، فكان لسانهم كان عربياً قويماً يفهمون أصول اللغة، وكان الأصمعي يذهب إليهم في باديتهم ليكتب عنهم أصول اللغة، فدارت بينهم حوارات أثقلت لغته.

قد يهمك:

كتاب قصص ومواقف | أحمد السيد

قصة الأصمعي والأعرابي والقرآن

قصة الأصمعي والأعرابي والآية “وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”:

يروى أن الأصمعي – عالم اللغة – كان يتحدث في مجلس وكان من بين الحضور أعرابي، فاستشهد الأصمعي في حديثه بالآية:

“وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ والله غفور رحيم”.

فسأله الأعرابي: كلام من هذا؟

تعجب الأصمعي من السؤال وقال: هذا كلام الله عزوجل!

فقال الأعرابي بكل ثقة: هذا ليس بكلام الله سبحانه وتعالى.

فهاج المجلس وعلا صوت الحضور، كيف يشكك هذا الأعرابي في كلام الله عز وجل وينكر آياته؟!

ظل الأصمعي محتفظاً بهدوئه وسأل الأعرابي: هل أنت من حفظة القرآن؟

فقال الأعرابي: لا.

فقال الأصمعي: حسنًا هل تحفظ سورة المائدة؟ (تلك السورة التي ورد فيها ذكر هذه الآية).

قال الأعرابي: لا.

فقال الأصمعي: إذًا أخبرني كيف حكمت بأن تلك الآية ليست من كلام الله عزوجل؟

فقال الأعرابي: أنا واثق من أن هذه الكلمات ليست من كلام الله.

فتم إحضار المصحف لحسم الجدال الذي انتشر في المجلس، وفتح الأصمعي المصحف على سورة المائدة، وأخذ يبحث عن الآية المنشودة.

وقال الأصمعي للأعرابي تلك الآية هي فاسمعها:

وبدأ الأصمعي في قراءة الآية : “وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّـهِ”، وسكت الأصمعي برهة من الزمن وأدرك خطأه فالآية تنتهي بقوله تعالى : (وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) وليس (غفور رحيم).

أعجب الأصمعي بنباهة الأعرابي وفطنته وقال له الأصمعي:

يا أعرابي أخبرني كيف عرفت؟

فقال الأعرابي: يا أصمعي، عز فحكم فقطع ولو غفر ورحم لما قطع .

قصة الأصمعي والأعرابي والآية “وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ”:

قال الأصمعي: أقبلت ذات مرة من مسجد البصرة إذ طلع على أعرابي جلف جاف على قعود له، متقلدًا سيفه وبيده قوسه، فدنا مني وسلم وقال: ممن الرجل؟

قلت: من بني الأصمعي.

قال: ومن أين أقبلت؟

قال الأصمعي: من موضع يتلى فيه كلام الرحمن.

قال الأعرابي: أو للرحمن كلام يتلوه الآدميون؟

قال الأصمعي: نعم.

قال: فاتلُ عليّ منه شيئًا.


فقرأ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)


فقال: يا أصمعي حسبك.

ثم قام إلى ناقته فنحرها، وقطعها بجلدها، وقال: أعنّي على توزيعها، ففرقناها على من أقبل وأدبر، ثم عمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما، ووضعهما تحت الرحل وولى نحو البادية وهو يقول: “وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ” .

قال الأصمعي: فمقت نفسي ولمتها، ثم حججتُ مع الرشيد بعد فترة، فبينما أنا أطوف إذا أنا بصوت رقيق، فالتفتُ فإذا بالأعرابي وهو ناحل مصفر.

فقلتُ له: ألستَ فلاناً؟

قال: ألستَ الأصمعي؟

قلت: نعم ما الذي صيَّرك إلى هذا؟ فأخذ بيدي وقال:

اتلُ عليّ كلام الرحمن، وأجلسني من وراء المقام فقرأت: نفس الآيات من سورة الذاريات.

فقال: الأعرابي: لقد وجدنا ما وعدنا الرحمن حقًا، هل غير ذلك؟


قلت: نعم يقول الله تعالى: “فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ” الذاريات (23).

فصاح الأعرابي وقال: يا سبحان الله من الذي أغضب الجليل حتى حلف، ألم يصدقوه في قوله حتى ألجأوه إلى القسم؟

وظلَّ يرددها، فما انتهى من الثالثة حتى فاضتْ روحه معها.

ذات صلة:

2 تعليقات

  1. مؤثرة

  2. صدق الله العظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *