الخميس , ديسمبر 5 2024

الإسراء والمعراج

نتناول في هذه المادة أحداث الإسراء والمعراج من كتاب السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث للدكتور على الصلابي باختصار وتصرف.

قد تهمك هذه الموضوعات:

banar_group

الإسراء والمعراج

أحداث الرحلة: “لنريه من آياتنا الكبرى”

فقد أراد الله أن يملئ قلب نبيه ثقة ويزداد قوة في مواجهة سلطان الكفار، وتوطئة للهجرة ولأعظم مواجهة على مدى التاريخ للكفر والضلال والفسوق.

يقول الندوي (باختصار وتصرف): أعلنت الرحلة أنَّ محمّداً صلى الله عليه وسلم هو نبيُّ القبلتين، وإمام المشرقين والمغربين، ووارث الأنبياء قبله، وإمام الأجيال بعده، فقد التقت في شخصه، مكةُ بالقدس، والبيتُ الحرام بالأقصى، وصلَّى بالأنبياء إيماناً بعموم رسالته، وخلود إمامته، وإنسانية تعاليمه، وصلاحيتها لاختلاف المكان والزمان.

قصة الإسراء والمعراج:

الرحلة شملت: الذهاب إلى بيت المقدس – العروج للسماء – رؤية الغيب التي دعى إليها الأنبياء والمرسلين – الملائكة – السماوات – الجنة والنار – نماذج من النعيم والعذاب.

جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشق صدره عند الكعبة واتخذ قلبه وغسله في طست من ذهب ثم أعاده.

ثم جيء بالبراق (دابة طويلة بيضاء فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه) وأسري به صلى الله عليه وسلم حتى وصل بيت المقدس ثم هبط البراق عند حلقة باب مسجد في بيت المقدس الَّتي يربِطُ الأنبياءُ فيها.

 ثم دخل المسجد فصلى ركعتين، ثم خرج، فجاء جبريل عليه السلام بإناءٍ من خمرٍ، وإناءٍ من لبنٍ، فاختار اللبن، فقال جبريل: اخترت الفطرة (أي الإسلام والاستقامة).

ثم ركب البراق وانطلق به جبريل حتى أتى السماء الدنيا، فاستفتح فقيل: من؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أُرسِلَ إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً به، فنعم المجيء جاء.

 ففتح، فإذا فيها آدم، فقال: هذا أبوك آدم، فسلم عليه، فسلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فرد السلام ثم قال: مرحباً بالابن الصالح، والنبي الصالح.

وتكرر الأمر في كل سماء صعد إليها والتقى بنبي أو أكثر في كل مرة كالتالي:

السماء الأولى: أدم.

السماء الثانية: يحيى وعيسى.

السماء الثالثة: يوسف.

السماء الرابعة: إدريس.

السماء الخامسة: هارون.

السماء السادسة: موسى.

السماء السابعة: إبراهيم.

تابع:

ثم رفع النبي إلى سدرة المنتهى، فإذا ثمرها مثل الجرات الكبيرة، وورقُها مثل آذان الفيلة، و تحتها أربعة أنهارٍ: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذا يا جبريل؟! قال: أما الباطنان، فنهران في الجنة، وأما الظاهران، فالنِيل والفرات، ثم رفع النبي إلى البيت المعمور.

ثم أتيت للنبي صلى الله عليه وسلم بإناء من خمر، وإناء من لبن، وإناء من عسل، فأختار اللبن، فقيل له: هذه الفطرة التي أنت عليها وأمتك.

ثمَ فرضت عليه الصلاة خمسين صلاة، فلما رجع مر بموسى، فقال له موسى : ارجع إلى ربِك، فاسأله التخفيف، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم فخففت إلى أربعين فمر بموسى، فقال له موسى : ارجع إلى ربك، فاسأله التخفيف، فرجع فخففت إلى ثلاثين ثم عشرين ثم  عشرة ثم خمسة، فقال موسى ارجع إلى ربك فسأله التخفيف قال النبي صلى الله عليه وسلم :سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى، وأسلم .

ولـما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من رحلته أخبر قومه، فراحوا يسألوه عن أوصاف الأنبياء وبيت المقدس وعن عيرهم التي هي في طريق الشام، فأجابهم ووصف حال الإبل في ثلاثة أماكن مختلفة وأخرها في التنعيم وأنها ستصل مكة من الثَّنِية ولما رأوا ذلك قالوا: ساحر.

وافتتن بعض المسلمون وارتدوا عن الإسلام وذهبوا لأبي بكر وقالوا له: صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس! قال: أو قال ذلك؟! قالوا: نعم! قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق! قالوا: أو تصدقه: أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟!

قال: نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء، في غدوة أو روحة. ولذلك سمي بالصديق.

 فوائد ودروس وعبر:

1-بعد كل محنةٍ منحة:

فبعد ما تعرض النبي صلى الله عليه وسلم للأذى في مكة وثقيف وقبائل العرب، وأصبح النبي صلى الله عليه وسلم في خطرٍ بعد وفاة عمه أبي طالب أتته منحة الإسراء  .

2-التمحيص قبل الهجرة:

فالحدث كان جللاً أسفرعن تخليص الصف من الضعاف المترددين، والذين في قلوبهم مرض، وتثبيت المؤمنين الأقوياء.

3-الجهر بالحق رغم صعوبته مع بيان دلائل الإقناع.

4-قوة إيمان الصِّدِّيق.

5-الإسلام دين الفطرة.

6-انتقال القيادة والريادة:

من الأنبياء إلى محمد صلى الله عليه وسلم إن على الَّذين يعقدون مؤتمرات التقارب بين الأديان أن يُدركوا هذه الحقيقة.

تابع:

7-الربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى له دلالات،

وفوائد منها:

أ-حب المسجد الأقصى، وفلسطين فهي مباركة ومقدسة.

ب-مسئولية المسجد الأقصى كالمسجد الحرام وتحريمهم في حال احتلالهم.

ج-التهديد الذي يتعرض له المسجد الأقصى توطئة وتهديد المسجد الحرام:

– (أرناط) الصليبي صاحب مملكة الكرك، أرسل بعثة للاعتداء على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.

-حاول البرتغاليون (النَّصارى) الوصول إلى الحرمين الشريفين ولكنهم واجهوا مقاومة شديدة من المماليك، والعثمانيون.

– بعد حرب (1967) التي احتل اليهود فيها بيت المقدس صرحوا بأن الهدف التالي الحجاز، وخاصة المدينة وخيبر.

– قال زعيم اليهود دافيد بن جوريون بعد احتلال الأقصى: لقد استولينا على القدس، ونحن في طريقنا إلى يثرب.

– قالت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل: إَني أشمُّ رائحة أجدادي في المدينة، والحجاز، وهي بلادنا التي سوف نسترجعها.

8-أهمية الصلاة ومنزلتها.

9-مخاطر الأمراض الاجتماعية وعقوبتها:

-الغيبة: رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أناساً يأكلون الجيف، فأخبره جبريل: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس.

-أكلة أموال اليتامى: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالاً لهم مشافر -شفاه كبيرة -كمشافر البعير في أيديهم قطع من نار كالحجارة يقذفونها في أفواههم، فتخرج من أدبارهم، فأخبره جبريل: هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلماً.

-أكلة الرِّبا: أتى النبي صلى الله عليه وسلم على قومٍ بطونهم كالبيوت، فيها الحيات ترى من خارج بطونهم، فأخبره جبريل: هؤلاء أكلة الرِّبا.

-وذكرت الروايات عقوبة الزُّناة، ومانعي الزَّكاة، وخطباء الفتنة والتَّهاون في الأمانة.

-ثواب المجاهدين: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يزرعون في يومٍ ويحصدون في يومٍ، كلما حصدوا عاد كما كان، فأخبر جبريل: «هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنات بسبعمائة ضعفٍ، وما أنفقوا من شيء فهو يُخلَف.

10-إدراك الصحابة لأهمية المسجد الأقصى:

-حرَّره عمر بن الخطَّاب من الرُّومان.

قد يهمك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *