الشجاعة تضحية، والشجاعة إقدام، والثبات على المبدأ من الشجاعة، والمواقف الجريئة من الشجاعة، والإدلاء بالرأي من معاني الشجاعة ، الشجاعة صفة الأبطال، وصفة رواد المجتمعات الذين يغيرون مجتمعاتهم، حين نصبح صادقين مع أنفسنا ومع الله نصبح شجعاناً، وحين نؤمن بالآخرة إيماناً يقينياً نكون شجعاناً، وحينما نعيش لمبدأ كبير نكون شجعاناً.
قد يهمك متابعة الروابط التالية:
- قالوا عن الشجاعة | كلمات عن الشجاعة
- مواقف من شجاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
- من معاني الشجاعة | د. محمد راتب النابلسي
من معاني الشجاعة | د. محمد راتب النابلسي
الشجاعة تضحية
الشجاعة هي أن تضحي بالدنيا من أجل الآخرة، والشجاعة أن تجعل حركتك وفق منهج الله.
حينما ألقي بنفسي إلى التهلكة أكون خالفت منهج الله، وحينما أضن بنفسي عن أية مخاطرة أكون قد خالفت منهج الله.
أما حينما يرتسم في ذهني هدف نبيل يرضى الله عنه، ينبغي أن أسعى إليه مع كلفة باهظة، هذه هي الشجاعة.
الشجاعة أن أضحي بالغالي من أجل الأغلى، أن أضحي بالدنيا من أجل الآخرة، أن أضحي بحياتي من أجل ديني.
الشجاعة إقدام
الشجاعة إقدام على المهالك والمكاره والمتاعب من أجل هدف نبيل.
“وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ”. البقرة 216
الشجاعة حركة، لكنها حركة ذات هدف نبيل وواضح ومشروع، فليست الشجاعة اقتراف الآثام والجرأة في المعاصي، فمن يضحي بحياته بهدف سرقة المال ليس بشجاع، ومن اتخذ وسائل غير مشروعة لتحقيق هدف مشروع ليس بشجاع.
قال بعض العلماء:
الحق لا يقوى إلا بالتحدي، وأهل الحق لا يستحقون جنة عرضها السماوات والأرض إلا ببذل الغالي والرخيص والنفس والنفيس.
من الممكن أن ينتصر الله من أعداء دينه بدون صراع بين أهل الحق وأهل الباطل، لكن شاءت حكمته أن يجعل شجاعة أهل الحق وإقدامهم من متطلبات النصر.
اختبار الشجاعة
الشجاعة تحتاج إلى إيمان وتضحية، ومن المستحيل أن نصل إلى شيء ثمين من دون امتحان.
“أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ”. العنكبوت
وقد سئل الإمام الشافعي:
يا إمام، أندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين؟
فقال: لن تمكن قبل أن تبتلى.
التمكين يسبقه ابتلاء، واجتياز الابتلاء بنجاح يتطلب شجاعة، والشجاعة تتطلب إيمان بالآخرة وتضحية بالدنيا.
الموت عرس المؤمن الشجاع
كان قائد المسلمين يخاطب عدوه: جئناك بأناس يحبون الموت كما تحبون الحياة.
ومر صحابي يتفقد جرحى المسلمين فرأى سعد بن الربيع، فقال له : يا سعد ، إن رسول الله أمرني أن أتفقدك أنت مع الأموات أم مع الأحياء ؟
قال: قل له أنا مع الأموات، ولكن بلغ رسول الله مني السلام، وقل له: جزاك الله خير ما جزى نبي عن أمته، وقُل لأصحابه لا عذر لكم إذا خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف.
إنسان فقد حياته لم يصرخ يا ويلي ويا ويل أولادي، وإنما يصرح بما يعبر عن سعادته، “جزاك الله خير ما جزى نبي عن أمته”، فالشجاعة جعلت من الموت عرساً لا مصيبة.
الرسول الكريم سيد الشجعان
النبي عليه الصلاة والسلام كان سيد الشجعان، يقول الصحابة: كنا إذا حمي الوطيس كنا نحتمي برسول الله.
وفي خضم المعركة وشدة الخطورة يقف النبي صائحاً: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب.
عرض عليه المال والنساء والزعامة فقال:
والله يا عم، لو وضعوا الشمس في يميني، و القمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته.
نسأل الله أن نكون من الشجعان
….
هذه المادة مقتبسة بتصرف من موقع الدكتور محمد راتب النابلسي