الثلاثاء , مايو 14 2024

الربيع الأول في السيرة النبوية | وضاح خنفر | الحلقة الرابعة المسيحية والدولة الرومانية

نقدم لكم الربيع الأول في السيرة النبوية وضاح خنفر الحلقة الرابعة المسيحية والدولة الرومانية.

قد يهمك:

الربيع الأول في السيرة النبوية

وضاح خنفر

الحلقة الرابعة المسيحية والدولة الرومانية

الامبراطورية الرومانية والبيزنطية المتفرعة منها والامبراطورية الفارسية كل منهم له دينه الخاص به.

الدين عند البيزنطيين:

كيف تعاملت روما وبيزنطة مع الدين؟

ورثت الدولة الرومانية الديانات الوثنية التي تتعامل مع النجود والكواكب فكان لديه 12 إله 6 ذكور 6 إناث أهمها كان جوبتر المشتري ملك الألهة وكان المسئول عن القوانيين والنظم والتشريعات وإدارة العالم، وكان لديها إله للحرب وإله للسلم والجمال وللزورع والمطر والرعد وغيرهم.

كان الدين أداة بيدها لاستخدام تلك الألهة والمعابد من أجل احتكار السلطة في يد فئة قليلة من النبلاء ومجلس الشيوخ السند بالاضافة للامبراطور والحاشية حوله.

أقر مجلس الشيوخ الروماني القديم أن الكهنة ينتخبون من بين أبناء الشعب وبالطبع من أبناء النبلاء والنبلاء هم أنفسهم الذين يتنافسون على مقاعد مجلس الشيوخ وهم الذين يتنافسون على المناصب الرسمية المختلفة بما فيها حكام المقاطعات.

الامبراطور يوليوس سيزر الذي قتل طعناً في مجلس الشيوخ عام 44 قبل الميلاد انتخب زعيماً للكهنة في روما وهو قنصل وقائد للقوات الرومانية والامبراطور ولما عاد من الحرب أعطى نفسه لقباً أخر أعلى من سابقيه وسمى نفسه ديكتاتور (أي هو الشخص الذي ينفذ الأمور دون العودة إلى إجماع مطلوب سابقاً كما كان يفعل أسلافه).

قسطنطين والديانة المسحية:

جاء بعده ابنه قسطنطين عام 27 قبل الميلاد وابتدع بدعة جديدة (كان هناك مذنب في السماء فقال هذه روح أبي سيزر تصعد إلى السماء لتلتقي بالألهة)، وجمع مجلس الشيوخ وأعلن والده إلهاً وأقام له معبداً، ليصبح قسطنطين ابن الإله.

على نهج قسطنطين صار أباطرة روما كل يدعي قدسية أعلى من غيره وكلهم أبناء للآلهة وفلا اعتراض على أرائهم لأنها أراء الآلهة فأصبح الدين جزءً من السياسة الرومانية.

ولد عيسى عليه السلام في عهد قسطنطين، ورأى قسطنطين أن روما فاسدة وأن ديانتها أصبحت ضيقة على روما العظيمة هذه الدولة التي يمتد نفوذها ليشمل البحر المتوسط كله، فغير عاصمته من روما إلى بيزنطة (القسطنطينية فيما بعد) وغير دينه واعتنق المسيحية ليبدأ عصر جديد.

عيسى ومجامع المسيحية:

  • جمع قسطنطين أول مجمع مسئولي للكنيسة في عام 325 في مدينة نقية به 314 من أساقفة المسيحية ليبتوا في أمر مهم وهو هل عيسى بشر أم إله؟

قال الأسقف أريوس أن عيسى عبد لله ومخلوق من عند الله نزلت عليه الرسالة من عند الله وهو إنسان، لكن بابا الإسكندرية الإسكندر رفض ذلك وقال أنا عيسى منذ ولادته ذو طبيعة إلهية.

جمع قسطنطين الجمع وافتتحه بذاته وظلت المناقشات لمدة سنة وتم الإقرار بالتصويت على أن طبيعة عيسى هي طبيعة إلاهية

لم تكن تلك المسيحية هي الموجودة في كنائس المشرق (الأقرب للدين المسيحي في مهد)، لكنه أراد صياغة المسيحية على هواه، وكان يريد التدخل المباشر في صياغة المسيحية.

  • مجمع أفسوس في عام 431 كان هناك خلاف كبير بين أسقف المسيحية، قال الأسقف نسطور أن عيسى ذو طبيعتان بشرية وتنزلت عليه الكلمة فأصبح له طبيعة أخرى غير البشر.

خالفه في ذلك أساقفة الإسكندرية وحرم نسطور كما حرم أريوس من قبل وطرد أتباعه من مختلف الدولة البيزنطية، فهاجر أتباع أريوس إلى جزيرة العرب، وجماعة نسطور هاجروا إلى بلاد فارس واحتموا ببلاد فارس التي رحبت بهم لاستخدامهم أداة ضد الدولة البيزنطية.

  • في مجمع خلقيدونية عام 441 كان أيضاً الخلاف على طبيعة المسيح الكنيسة الملكينية (نسبة للملك) وبين كنائس المشرق، فأخذت كنائيس المشرق السريانية وأرمانية والقبطية موقفاً حادة من النسخة الرسمية للمسيحية الأرثوذكسية الرومانية.

في نهاية القرن 6 الميلادي أصبحت عملياً الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية للدولة البيزنطية، وتدخل الامبراطور في العقيدة وصياغة مقولاتها الكبرى، وترجيح كفة على كفة واستخدام سلطان الدولة في تأييد كنيسة ما أو حرمان أسقف ما أو إغلاق كنسية ما أو الانتقام من عقائد ما تختلف مع التصور الرسمي الدولة.

أدى ذلك كله إلى غضب في كنائس المشرق، فكان لذلك أثر أن رحبت تلك الكنائس بالفتح الإسلامي والتخلص من الدكتاتورية البيزنطية التي كانت تصادر حرية الناس في التدين وكانت تجعلهم يؤمنون بنسخة واحدة تمنحها الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *