الربيع الأول في السيرة النبوية | وضاح خنفر | الحلقة الخامسة الزرادشتيه والدولة الفارسية

نقدم لكم الربيع الأول في السيرة النبوية وضاح خنفر الحلقة الخامسة الزرادشتيه والدولة الفارسية.

عندما يصبح الدين جزءً من ثقافة الدولة ويصبح جزءً من أدواتها، وجزءً من ثقافتها، يصبح ألعوبة في أيدي ملوكها وأباطرتها، فيفقد روحه ويفقد تأثيره في النفوس ويحين الوقت لانطلاق دين جديد ذو مرجعية لا قيصرية ولا كسروية ذات مرجعية تنتمي إلى عالم علوي مستقل للناس جميعاً لا يفرق بينهم.

قد يهمك:

الربيع الأول في السيرة النبوية

وضاح خنفر

الحلقة الخامسة الزرادشتيه والدولة الفارسية

ما هي الديانة الزرادشتية:

الزرادشتية: هي الديانة الرسمية للأسر الفارسية الكبرى التي حكمت بلاد فارس مدة 2500 سنة وهي الاخمينية والبرثية و الساسنية.

وكانت أخر تلك الأسر هي الساسنية في القرن السادس.

الزرادشتية تنتمي إلى زرادشت وهو عند الفرس نبي جاء بمجموعة من العقائد والرؤى والتصورات.

أصبحت الزرادشتية هوية رسمية للفرس، ولم تنتشر انتشاراً واسعاً خارج الدولة الفارسية.

شكل الزرادشتية الأصلي:

هناك إله واحد اسمه (أهورا مزدا) الإله الحكيم، المتعالى، العظيم، العادل، والرحيم، وهو المسيطر على عالم الخير وعالم الشر، ويعطي الإنسان حرية الاختيار، فيعطيه من الحكم والهداية ما يمكنه من الانتصار على الشر، وإذا مات الإنسان انتقلت روحه إلى نعيم دائم أو إلى جحيم دائم وفقاً لسير حياته.

لديها 5 صلوات تبعاً لليل والنهار، عند طلوع الشمس، وعند الظهيرة، وبعد الزوال، وصلاة عند الغروب، وصلاة في منتصف الليل.

وعندها الطهارة بغسل الوجه والأطراف قبل البدأ في الصلاة، والصلاة عندها عبارة عن دعاء وقدر من الترانيم التي أخذت من كتاب الافيستا (وهو كتاب زرادشتي قديم جمع في عهد الساسنيين من مقولات الكهنة عبر الزمن).

حرق معظم الكتاب الزرادشتي عندما هاجم الاسكندر بلاد فارس، وجمع كسرى الأول ما تبقى منه عندما استلم الحكم عام 531 للميلاد ( توفي كسرى أنو شروان عام 579 بعد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ب 8 سنوات تقريباً).

الديانة المزدكية:

يقول مؤسسها مزدك: النبلاء يمتصون دماء الشعوب والناس سواسية ولذلك دعى إلى ما يشبه الاشتراكية أي يصبح المال مشترك بين الناس جميعاً ويقال النساء أيضاً ولذلك اتهموه بالإباحية.

احتضن قباذ والد كسرى أنو شروان ديانة المزدكية، وكان يحارب النبلاء الإقطاعيون الذين سيطروا على الأراضي، فسمح للمزدكية أن تنتشر لتقلل من نفوذ الاقطاعيين.

جاء كسرى الأول ورأى أن المزدكية تتعارض مع فلسفة الدولة لأن الإقطاعيون جزء من هيكلة الدولة، وقضى على المزدكية ونشر الزرادشتية بشكل أوسع فعاشت الزرادشية عصرها الذهبي في عهد كسرى أنو شروان .

كسرى الأول والتعامل مع الديانات الأخرى:

أعطى كسرى الأول حرية العبادة لأنصار نسطور المسيحي الذين هاجروا إلى فارس من بيزنطة ورعاهم (لاستغلالهم ضد بيزنطة)، وطلب منهم نشر ديانتهم في خارج الفرس، فاعتنق ديانة النسطورية العرب وليس الفرس ( لم يصبح العرب مجوساً يوماً ما بل تنصر كثير منهم، ومنهم من اتبع الديانة اليهودية).

كسرى الثاني والزرادشتية:

كسرى الثاني حفيد كسرى الأول حكم فارس أثناء العصر الإسلامي، كانت زوجته مسحية، وكان أكثر تصالحاً مع البيزنطيين لأنهم أرجعوه إلى عرش فارس بقوة السلاح بعد عزله، وكان أكثر تعاطفاً مع المسحية فلم تكن الزرادشتية أكثر تألقاً في عهده.

في عام 628 هزم هزيمة نكراء من قبل هرقل وكان هو أخر الأكاسرة الكبار للفرس بعده جاء ابنه فترة بسيطة، ثم جاءت الفتوحات الإسلامية وفككت الدولة الفارسية وسيطرت عليها.

كانت الدولة الفارسية تستخدم الدين سواء الزرادشتية أو المسيحية أو اليهودية، وكانت تريد أن تؤسس هوية للدولة كما فعلت الدولة البيزنطية.

تعليق واحد

  1. معلومات قيمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *