موقع اسكتشات فنون سمعية وبصرية
نقدم لكم من حلقات الربيع الأول الموسم الأول في السيرة النبوية وضاح خنفر، الحلقة 10 مكة ثقافياً، مع ملخص مكتوب للحلقة.
قد يهمك:
الربيع الأول في السيرة النبوية
وضاح خنفر
الحلقة 10 مكة ثقافياً
وسائل الإعلام في جزيرة العرب:
أهم ما كان ينقل بين الناس هو الشعر، يحمل أخبارهم وثقافاتهم عبر الأسواق، هناك 3 أسواق مهمة قريبة من مكة هم:
سوق عكاظ وسوق مجنة وسوق ذى المجاز.
تنعقد تلك الأسواق قبيل الحج، فيعقد عكاظ من أول ذو القعدة إلى 20 ذو القعدة، ثم يتحولوا لسوق ذي المجاز، ثم سوق مجنة حتى 8 ذو الحجة، ثم يبدأون في طقوس وشعائر الحج.
سخرت قريش الحج لبناء منظومة حولها اقتصادية وثقافية، فأصبح سوق عكاظ هو المحطة الأساسية للثقافة العربية في ذلك الوقت يؤمها الشعراء والخطباء والأدباء، فكان سوق عكاظ منصة مهمة للتخاطب بين قبائل العرب المختلفة ومدن الجوار.
اللغة التي كانت تتداول في سوق عكاظ هي لغة قريش ولهجتها، فكان الشعراء ينشدون أشعارهم بتلك اللغة فتنتشر في كل الجزيرة، فأصبحت لغة قريش هي السائدة في المنطقة.
كانت الأسواق منتداً سياسياً يلتقي فيها زعماء القبائل لعقد التحالفات، وإنهاء الخلافات، وسد الديات، كما كانت ملتقاً تجارياً.
الشعر كان أداة سياسية وفي بعض الوقت أداة عسكرية وليس مجرد أداة للتسلية فالشاعر ثروة قبلية مهمة للقبيلة.
كان الشعر عند العرب أمراً سهلاً لأنهم كانوا يحبون الحفظ وهم أحفظ من غيرهم.
قصص عن أهمية الشعر عند العرب:
الحرب بين بنو عبس وبنو الذبيان (حرب داحس والغبراء):
من أطول الحروب، وقد استمرت 40 عاماً قبيل البعثة، بين فرعين من قبيلة غطفان هما عبس والذبيان، دخلت تلك الحرب في أدبيات الشعر العربي.
السبب المعلن أن فرسان تسابقا للقبيلتين، ففاز أحدهما، فادعت كل منهما أن فرسها هو الفائز، لكن في الحقيقة السبب أعمق من ذلك، كانت قوافل المناذرة والفرس تمر عبر نجد، فتهاجمها القبائل وتسلب ما فيها، فأوكل النعمان بن المنذر إلى قبيلة عبس حماية هذه القوافل، فغضبت قبيلة الذبيان لتفوق عبس عليها بالامتيازات التي سوف تأخذها، فكان الاحتقان حاصلاً بين القبيلتان.
عرفت تفاصيل تلك الحرب من الشعراء، فالشاعر النابغة الذبياني (وهو من أعظم ثلاث شعراء عرفهم التاريخ الجاهلي بالإضافة إلى امرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى) كان ناطقاً إعلامياً باسم قبيلة الذبيان وينقل الأخبار إلى المناذرة، وكان عنترة العبسي ناطقاً إعلامياً باسم قبيلة عبس وكان عبداً وحرر أثناء المعركة نفسها.
ألف زهير بن أبي سلمى حكيم الشعراء معلقتة الشهيرة على إثر الصلح بين الطرفين مادحًا سيدان من قبيلة ذبيان هما: هرم بن سنان والحارث بن عوف لتدخلهما في إنهاء الحرب، فخلد اسمهما بفضل تلك المعلقة.
قصة الراعي النميري وجرير:
كان الفرزدق وجرير من أشعر شعراء بني تميم في الدولة الأموية، فجاء راعي من بني نمير إلى مجلس الشعراء، فقيل من أشعر الشعراء؟
فقال الراعي: الفرزدق، فنهره جرير وقامت مشادة بينهما، وفي اليوم التالي كتب جرير قصيدته القاطعة أو الدامغة لقبيلة نمير.
ومن أشهر أبياتها:
فَغُضَّ الطَرفَ إِنَّكَ مِن نُمَيرٍ ***** فَلا كَعباً بَلَغتَ وَلا كِلابا
قيل لما انطلقوا في طريقهم ما مروا على قوم وسألوهم من أين أنتم؟
فما إن قالوا نمير إلا وكان الرد عليهم ببيت شعر جرير، حتى وصلوا للقبيلة نفسها فقابلهم أهلها بمظاهرة احتجاجاً عليهم.
يقول الراعي النميري: ” خرجنا من البصرة فما وردنا ماء من مياه العرب إلا وسمعنا البيت قد سبقنا إليه حتى أتينا حاضر بنى نمير فخرج النساء والصبيان يقولون: قبحكم الله وقبح ما جئتمونا به”.
وبعد ذلك إذا سئل أهل قبيلة نمير: من أين أنتم؟
كانوا يقولون من بني عامر (الجد الأعلى لهم) دون ذكر نمير.
شاعر استطاع أن يقضي على سمعة قبيلة بين العرب لكن عندما جاء الإسلام هذب ذلك، وأعاد الإسلام الشعر إلى ما ينبغي أن يكون عليه.
“وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ * أَلَمۡ تَرَ أَنَّهُمۡ فِي كُلِّ وَادٖ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمۡ يَقُولُونَ مَا لَا يَفۡعَلُونَ * إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ “.
الشعراء 224 : 227
ذات صلة:
