نقدم لكم الربيع الأول في السيرة النبوية وضاح خنفر الحلقة 14 تكوين الفريق المؤهل الموسم الأول، مع ملخص مكتوب للحلقة.
قد يهمك:
الربيع الأول في السيرة النبوية
وضاح خنفر
الحلقة 14 تكوين الفريق المؤهل
تكوين الفريق المؤهل:
المشروعات الكبرى تحتاج إلى عنصرين كي تنجح:
1- الرؤية القوية المتماسكة
2- الفريق المنسجم المؤمن بالرؤية الفاعل في تنفيذها.
قبل البعثة:
لم يكن العقل البشري قادر بربط مظاهر الطبيعة بعضها ببعض فكانوا يعتقدون أن هناك عالم ما لابد أن يتدخل لحل إشكاليات تلك المظاهر وهو عالم الألهة
وعندهم مظاهر الكون تعطي حياة في ذاتها كالشمس قوة بعيدة عن الإنسان لكن هذا الكيان حي في ذاته له قدراته له إرادته ولذلك كانت الشمس تعبد وكذلك القمر.
كان عندهم آلهة لكل مظاهر الحياة، فللزرع إله، وللمطر إله، وللبحر إله، وللرياح إله، حتى أنه للمشاعر آلهة للنفس وللحب وللجمال.
كان العقل البشري عقلاً مجزأ ينظر للدنيا على أنها مجموعة غير منسجمة ولا متفقة ولا متحدة من المظاهر المتباعدة كل في ذاته له شيء خاص به، هنا كان الإنسان ضعيفاً مقهوراً متوزعاً بين كل هذه الألهة وهناك صراع بينهم.
فجاء النص القرآني الأول وأعاد توحيد المنظومة الكونية في نسق واحد، فكل ما في الكون يخضع لنظام واحد ويتبع خالق واحد، ليس هناك صراع فالكون كله منسجم والإنسان أيضاً منسجم معه.
الله هو الذي خلق وهو الذي أخبر بغاية الخلق فلا يستقيم حال الإنسان إلا بالاتصال بالخالق.
السور الأولى كلها كانت تخاطب النبي بمنهجين:
الأول:
إعداد شخصي للنبي صلى الله عليه وسلم وتهيئة نفسه كقائد للمسيرة القادمة لاستقبال القول الثقيل الذي سينزل عليه.
“يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ”.
“يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا”.
الثاني:
إعداد منهجي فكري للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه له علاقة بالنظر في الكون، أي أن هذا الكون لا شيء فيه يخشى منه، فهو كون مخلوق بنظام، فللشمس نظامها وللقمر نظامه وللأنفس أيضاً نظامها، واختلاف الإنسان وتميزه عن بقية المخلوقات في اختياره، فكلهم تبعاً لمنظومة خلقها الله وتسخير ما في الكون للإنسان.
لم يكن هذا المنهج هو القائم في قريش فقريش تناقش أنسابها وأحسابها وتجارتها وأحلافها وىلهتها وأشعارها، بينما في جانب من هذا المجتمع القريشي تتشكل عصبة من الناس تتلقى خطاباً يختلف تماماً عن الخطاب السائد في المجتمع القريشي يأتي من عالم السماء للأرض بمعقولية يفهم ما يحدث حوله فلا يتيه في عوالم الغيب ولا يحتاج للكهنة والمشعوذين والجن والشياطين.
لابد أن تعيش تلك الفئة هذه التهيئة النفسية والإعداد الذهني والرؤية الجديدة التوحيديه المتجه إلى الله المتصالحة مع الكون.
الفريق الأول المؤسس:
أول من آمن بالنبي زوجه وآل بيته المقربين على بن أبي طالب ابن عمه، وزيد بن محمد الابن بالتبني.
صديقه الثقة أبو بكر الصديق.
عثمان زوج ابنته رقية.
عبد الله بن عوف.
طلحة بن عبيد الله.
قليل من الصحابة المقربين من هذه الفئة القليلة ومرتبطين ببيت النبوة إما بقرابة أو بنسب أو بصحبة
مهمة الفريق المؤسس:
- يقدم الدعم النفسي والسكينة للنبي صلى الله عليه وسلم.
- يقدم هذا الفريق النصح والاستشارة للنبي صلى الله عليه وسلم في كيفية التواصل مع الناس،فكان أبو بكر من أعلم الناس بالأنساب، وكان عثمان وعبد الله بن عوف متصلين بعالم التجار، ومجموعة من الموالي والعبيد متصلين بدوائرهم.
مجموعة فريدة متصلة ببعضها البعض ولا تشبه شيئاً من عادات قريش ولا من قبليتها وتراتيبها الطبقية، مجموعة تمثل كل الشرائح ويتسمون بصفات قادرة على أن تنقل تلك الرؤية الجديدة للدائرة الأوسع العشيرة المقربة من النبي صلى الله عليه وسلم والدوائر الأخرى.
رضوان الله وتعالى علي الصحابة اجمعين