موقع اسكتشات فنون سمعية وبصرية
نقدم لكم الربيع الأول في السيرة النبوية وضاح خنفر الحلقة 27 الدعوة بين منهجين والأخيرة من الموسم الأول، مع ملخص مكتوب للحلقة.
تنتهي بتلك الحلقة الفترة المكية التي استمرت 13 عاماً، وقد عرض فيها وضاح خنفر تلك الفترة من منظور استراتيجي سياسي.
لم يتم سرد للمواقف والقصص كما سردتها كتب السيرة المختلفة لكن تناولها من منظور سياسي استراتيجي، ويدعو لمتابعة كتب السيرة ومعرفة سرد المواقف لأهميتها بجانب تلك الحلقات.
قد يهمك:
الربيع الأول في السيرة النبوية
وضاح خنفر
الحلقة 27 الدعوة بين منهجين
بالهجرة اكتملت المرحلة المكية 13 عاماً والتي تكونت من 3 مراحل هي:
- تكوين النواة الأولى.
- وأنذر عشيرتك الأقربين.
- وجولاته صلى الله عليه وسلم الخارجية.
مقارنة بين المنهج المكي والمنهج المدني:
القرآن المكي:
غالبيته تمحور حول قيمة التوحيد وتنقية الإيمان من الشرك والعودة إلى أسس العقيدة الإبراهيمية الصحيحة، ثم القواعد الكبرى الأخلاقية.
“قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ مِّنْ إمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَواحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ* وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* وَأَنَّ هَـذَا صِراطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.,الأنعام 151 * 153
القرآن المدني:
تحدث عن القواعد، وعن الحدود، وعن المجتمع وتنظيم العلاقات، وعن أهل الكتاب.
الخطاب النبوي في مكة والمدينة:
في مكة تمركز حول هذه النقاط الثلاث ( التوحيد وتنقية الإيمان والأخلاق) لأن هنا النبي صلى الله عليه وسلم يزرع الأسس والقواعد التي تمحور حولها الإسلام، في المدينة ما يحدث هو تطبيق لتلك القواعد وهذا المنهج، فالمرحلة المدنية هي التي بني فيها الصرح وظهر فيها التطبيق والفعل.
الخطاب القرآني في مكة:
- كان يا أيها الناس.
- الخطاب في مكة فيه المحاججة، وفيه الوعظ العميق، والإشارات للأمم السابقة.
الخطاب القرآني في المدينة:
- كان يا أيها الذين آمنوا.
- الخطاب في المدينة كان الحديث عن الشرائع والقوانين والنظم وتنظيم المجتمع الداخلي وعن الأخلاقيات المنظمة لمجتمع مدني وليس لقرية كما الحال في مكة.
ملخص دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في موقف أكثم بن صيفي:
لما سمع أكثم بن صيفي ( سيد قبيلة تميم والتي أسلمت متأخراً في أخر الدعوة الإسلامية) بخروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قال: سأتيه، فقالوا له: أنت شيخ كبير وسيدنا نرسل مبعوثين، فبعثوا باثنين.
ذهب اثنين للقاء النبي صلى الله عليه وسلم وقالا له: يا محمد نحن رسل أكثم بن صيفي إليك فمن أنت؟ وما أنت؟ وماذا تدعوا إليه؟
فقال لهم:
أما من أنا؟ فأنا محمد بن عبد الله.
وأما ما أنا؟ فأنا عبد الله ورسوله.
أما ماذا أدعو؟ فتلى قول الله تعالى:
“إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون”.
عادوا إلى سيدهم وقالا:
سألناه عن نسبه فلم يرفعه، فلما سألنا عن نسبه في الخارج وجدناه ذكي النسبي من أوسط مضر.
ولما سألناه عن ما يدعوا إليه قال كذا وكذا وتلو الآيات.
فرد أكثم وقال:
يا بني تميم أطعوني إنه يدعو إلى مكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها كونوا في هذا الأمر رؤساء ولا تكونوا فيه ذيولاً.
أدرك أكثم أن هذا الخطاب وهذه الشخصية ليس امتداد للاعتداد القريشي ولا التفاخر بالأحزاب والأنساب، وأن هذه الرسالة لا يقوم بها إلا نبي، ولهذا طلب منهم أن يسلموا، لكنهم لم يستجيبوا لنصيحته لأن مالك بن نويرة (كان من زعماء القبيلة سيسلم فيما بعد لكن سيقتله خالد بن الوليد في حروب الردة) وقف وقال:
لقد خرف شيخكم.
هنا انتهى وضاح خنفر من عرض الموسم الأول وتناول الفترة المكية، وفي الموسم الثاني سيتناول الفترة القادمة من البعثة النبوية بمنظور مختلف عن سابقيه.
