الإثنين , أبريل 29 2024

الربيع الأول في السيرة النبوية | الموسم الثاني | الحلقة 1 الصدام الكبير

نقدم لكم الربيع الأول في السيرة النبوية الموسم الثاني الحلقة 1 الصدام الكبير وضاح خنفر، مع ملخص مكتوب للحلقة.

قد يهمك:

banar_group

الربيع الأول في السيرة النبوية

الموسم الثاني

الحلقة 1 الصدام الكبير

قراءة استراتيجية وسياسية في عام 622م:

عام 622م هو نقطة تحول في مسار الأحداث السياسية لماذا؟

هو العام الذي شهد الهجرة النبوية، لكن هنا نقرأ العالم قراءة استراتيجية وسياسية في هذا العام

مراكز القوى موازينها وتحالفاتها كما بدت في ذلك العام:

هذا العام بدأ فيه انتصار الروم وهزيمة الفرس، والحضارة الفارسية هي الأقرب إلى جزيرة العرب والأكثر تواصل مع النسيج القبلي.

هناك 20 عام من الحروب بين اثنين يقتسمان الهيمنة على العالم القديم، وقد أنهك فيها الفرس والروم، لكن إنهاك الروم كان أكبر لأن بلاد فارس سيطرت على معظم الدولة الرومانية عدا:

بيزنطة (القسطنطينية) وما حولها، وأثينا ، وجزر البحر الأحمر المتوسط (قبرص وصقلية)، وقرطاج فتضاءلت مساحتها وأصبحت نهباً للفرس.

وصلت حضارة الفرس في عام 622م إلى أقصى ما يمكن أن تصله الدولة في ذلك الوقت واكتمل انتصارها.

في عام 622م بداية انقلاب في هيمنة الفرس على العالم القديم، والروم يقوم بحرب التحرير والمواجهة مع فارس.

كسرى الثاني ملك الفرس:

ملك فارس كسرى الثاني الملقب ببراويز ويعني المظفر (كسرى ليس لقباً للملك وليس وصفاً لكل من حكم فارس بل هو اسم علم).

في عام 622م كان عمره 32 سنة وكان واقع تحت عبأ الإنتصار والاستعلاء والطغيان وبدأ يدخل في نفسه شيء من الخوف من قواده.

هرقل الامبراطور البيزنطي:

عام 610م الملك البيزنطي المحنك هرقل كان شاباً وانطلق من قرطاج باتجاه بيزنطة وسيطر على القسطنطينية، وقتل امبراطورها وأصبح ملكاً، وفي عام 622م أصبح عمره 47 وبدأ يفكر كيف يقلب مسار المعركة مع الفرس، فأسس جيش صغير في هذا العام وقاده إلى لواء الإسكندرون عبر البحر متسللاً خلف الحصار الفارسي، ومن هناك بدأ يأسس لمعسكرات تضم مجموعات من الشباب الجدد وأدخل الديانة المسيحية، فجعلهم يقاتلون باسم الرب، فبدأ الأمر كأنه حرب تحرير دينية ضد الدولة الفارسية.

بعد عام 622م بدأت مناوشات صغيرة ومعارك صغيرة رفعت من ثقة الجيش البيزنطي بنفسه وتهيئته للمعركة الفاصلة في عام 627م عندما دخل الروم عاصمة الفرس وأنهوا هيمنتها.

حرب عالمية عام 622م:

ليست حرب بين الفرس والروم فقط بل كانت حرب عالمية لأن باقي الجبهات كانت مشتعلة فهناك معارك بين:

1- القبائل التركية ضد الفرس:

الفرس وبين القبائل التركية في وسط أسيا وكانت من أكبر مهددات الأمن القومي الفارسي، وفي عام 622م كانت تلك القبائل تتحين الفرص للتحالف ضد الفرس فتحالفت مع الروم.

2- قبائل شرق أوروبا ضد الروم:

يتحالف الفرس مع الآفار والسلاف قبائل شرق أوروبا في البلقان ضد الروم.

3- قبائل العرب ضد الفرس:

هناك جبهة أخرى صغيرة لكنها مهمة وهي قبائل العرب، فالمناذرة في العراق كانوا داخل نطاق الدولة الفارسية، وحدثت معركة رمزية صغيرة تقريباً عام 612م وهي ذي قار وكانت ذات ثأيثر قوي على نفسية القبائل العربية وهزم فيها الجيش الفارسي.

بدأ العرب يهاجموا القوافل الفارسية التي تمر عبر الصحراء العربية باتجاه اليمن، واليمن تحت الحكم الفارسي فكانت هناك مشكلة في الإمتدادات العسكرية للفرس عبر طريق الصحراء.

إنهاك الدولة الفارسية:

أنهكت الدولة الفارسية من ناحية القبائل التركية ومن ناحية القبائل العربية وانقطعت صلتها مع اليمن، وكان لاتساع الرقعة التي تسيطر عليها الفرس مشكلة في التواصل والإمددات، وهي نقطة الضعف الكبرى في الاستراتيجية الفارسية التي اتخذها هرقل فقرر أن يبني دفاعه ليس على هجوم مباشر على الجيوش الفارسية ولكن قام بعملية إلتفاف من أعظم عمليات الإتفاف العسكرية.

ذهب هرقل مع القبائل التركية وانقض على عمق فارس ودخل تبريز فجأة وفتحها وكانت من أكبر عواصم الفرس وقتئذ، ثم قلب عجلة الهزائم الرومانية وحولها إلى انتصارات، وبدأ إعادة تحرير الأراضي الرومانية.

المراكز الحضارية للعرب:

العرب ليسوا في جزيرة العرب فقط لكن هناك 3 مراكز حضارية بالنسبة للعرب:

1- اليمن:

ذو ثقل تاريخي وتراث حكم وسياسة وموازين قوة بالغة التأثير لكنها تحت الحكم الفارسي، إذا بهزيمة الفرس سيضيف للدولة الإسلامية الناشئة ثقلاً بضخامة اليمن.

2- الحيرة:

عاصمة المناذرة في العراق، وهي قبائل عربية مستقرة قوية ولها تاريخ ولها حضور، وكانت تحت النفوذ الفارسي أيضاً.

3- الغساسنة:

كانوا حلفاء للروم لكنهم قد هزموا أمام الفرس في 622م، فبلاد الشام والقدس وكل جوارها كان تحت النفوذ الفارسي، فدخلت في صراع ليس لها فيه ناقة ولا جمل وتنتظر من ينقذها.

أخيراً:

عام 622م هو عام انقلاب في موازين القوى من ضعف الروم وعز الفرس إلى هزيمة محققة بعد سنوات قليلة للفرس وإلى انتصار ولو جزئ للروم لأنهم سيقابلوا خطراً لم يكن في الحسبان وهو القبائل العربية التي تقاتل اليوم تحت راية التوحيد وراية الإسلام، فكان هذا تهديداً استراتيجياً لم يحسب له لا الفرس ولا الروم أي حساب، وسيكون هو الوريث الحقيقي للتداعي وللتدافع وللصراع الذي استمر نحو 700 عام بين الفرس والروم لتنهيه جيوش المسلمين بهزيمة الفرس والروم.

في عام 622م سوف يؤسس لمركز عربي جديد في المدينة المنورة قاده محمد صلى الله عليه وسلم وأصحاب، وهو مركز استراتيجي وسياسي مطلوب في هذا الزمن من المناطق الرئيسية المحيطة بالجزيرة خاصة في اليمن والعراق والشام، ولذلك عندما انطلقت الدولة الإسلامية في المدينة كانت أصدائها عندما وصلت إلى تلك الحواضر الثلاث إيجابية.

وقدوم النبي صلى الله عليه وسلم نفسه إلى المدينة قد استقبل استقبالاً إيجابياً من الأوس والخزرج لإنهاء حالة الصراع فرأوا فيه منقذاً ومخلصاً من صراعهم الطويل.

أيضاً رأى العرب في مركز جديد ينطلق بعد سنوات قليلة فرصة للتخلص من الوقوع الدائم ضحية لصراع لا يريده العرب ولا يحتاجونه ولا يستفيدون منه بل هي قوى تتصارع ودولتان كبيرتان تتصارعان على النفوذ فما مصلحة العرب في ذلك؟!

تعليق واحد

  1. جزاكم الله خيرا رائع جدا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *