نقدم لكم فيما يلي كلمات من نور تغريدات بعنوان بين العقل والهوى، قبس من نور، تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية، بقلم نور محمد.
قد يهمك:
بين العقل والهوى | قبس من نور
بين العقل والهوى:
لا يخاف عليك أن يلتبس عليك الطريق، ولكن يخاف عليك أن تتبع الهوى.
إن أقل انصاف من النفس يجردها كي تنظر بعيني العقل لا بعيني الهوى والظن.
وفي التأمل في مدركات النفس ووسائل إدراكها، نعرف كثيراً مما عليه اختلاف البشر وتعدد الملل والنحل.
قال ابن حزم في التقريب:
“واعلم أن الحواس السليمة قد تقصر عن كثير من مداركها وقد تضعف عنها وقد تخطئ، ثم لا يلبث أن يستبين للنفس غلطها وتقصيرها وما خفي عنها.
وإدراك العقل في كل ذلك واحد والعقل قوة أفرد الباري به النفس والعقل لا يخون.
وادراك النفس من قبل الحواس فيه للجسد شركة والجسد كدر ثقيل.
فإدراكها بالعقل إذا نظرت به ولم تغلب عليه الشهوات الجسدية أو سائر أخلاقها المذمومة إدراك صاف تام غير مشوب، فترى النفس في حال النوم تشاهد جزءا من النبوة بالرؤيا الصحيحة مما لا سبيل إلى مشاهدته في حال اليقظة.
وهكذا كلما انفردت وتخلت عن الجسد أدركت الغوامض وصحيح العواقب في الآراء”.
والحس والعقل والظن والتخيل من قوى النفس.
وأما الفكر فهو حكم النفس فيما أوصلته إليه هذه القوى، وتجد النفس إذا افتقدت بالنسيان شيئاً مما اختزنته تفتش عنه في مذكراتها بالفكر.
واعلم أنه لا يدرك الأشياء على حقائقها إلا من جرد نفسه عن الأهواء والظنون، ونظر في الآراء نظراً مستوياً، وفتش في أخلاق نفسه بعقله تفتيشاً لا يترك فيها من الهوى والتقليد شيئاً، ثم سلك بعقله طريق الهداية.
“إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى”.
ولا يتوصل إلى الحقيقة إلا بالبحث، والبحث لا يكون إلا عن فكر أو من تذكر أو من نظر.
وليس على المرء أكثر من نصر الحق وتبيينه، ثم ليس عليه أن يصور للحواس أو في النفوس ما لاسبيل إلى تصوره له أصلاً.
وحسبنا قيام صحة ذلك في النفس بدلالة العقل على أنه حق.
ولو جاز لكل من لا يتشكل في نفسه شئ أن ينكره، لجاز للأخشم أن ينكر الروائح، وللأعمى أن ينكر الألوان، وكل هذا باطل.
وبالجملة فالجهل لا خير فيه، والعلم إذا لم يستعمله صاحبه فهو أسوأ من الجهل وعلمه حجة زائدة عليه.
اللهم لا تجعل للهوى الينا سبيل