نقدم لكم فيما يلي كلمات من نور تغريدات بعنوان الدعوة إلى الله، قبس من نور تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية وجولات في جوانب العلم والترقي المعرفي، بقلم نور محمد.
قد يهمك:
الدعوة إلى الله | قبس من نور
الدعوة إلى الله:
“ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله”.
استدل الفخر الرازي من هذه الآية باستدلال أصولي فقال:
كل ما كان أحسن الأعمال وجب أن يكون واجباً لأن كل ما لا يكون واجباً، فالواجب أحسن منه، فثبت أن كل ما كان أحسن الأعمال فهو واجب.
والدعوة واجبة على العموم بحسب الطاقة، وعلى الخصوص لإقامة الدين.
“ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ….”.
ولا تكون الدعوة إلا عن بصيرة واتباع حتى لا تنقطع روح الرسالة.
“قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني …”.
المنهج القرآني:
الإسلام هو هوية الشعوب التى استظلت تحت ظلة أربعة عشر قرناً أو يزيد، لا تفرقها لغة أو عرق أو جنس أو لون.
وأمة الإسلام أمة واحدة.
من غانة إلى فرغانة إذ انطلقنا من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي.
ومن جزر الفلبين على خط طول ١٢٥ درجة في الشرق إلى أقصى المغرب في إفريقيا.
ومن أعالى نهر الفلجا عند خط عرض ٦٠ درجة شمالاً إلى أواسط إفريقية جنوب خط الإستواء.
ومن ملقا بالملايو شرقاً إلى ملقة بالأندس غرباً.
“إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”.
عاش أهل تلك البلاد قروناً لا يحتكمون إلا إلى الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة.
حتى دخل المستعمر الخبيث واستبدل قانونه ونظامه بالإسلام.
ونشأ تحت سيطرته أجيالاً لا يفقهون دينهم ولا يعرفون عدوهم.
واستدار الزمان، وأصبحت الدعوة للإسلام كحالتها الأولى بين جاهلية أكبر من الجاهلية الأولى.
والعاملين لدين الله في هذه الغربة لهم أجر خمسين من الصحابة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فطوبى لمن استنهضهم الله لدينه.
ولا كيان للأمة إلا كما قال الإمام مالك:
لا يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به حال أولها.
والمعنى أن أولها صلحوا بالتوحيد والقيام بأمر الله وأداء حقه والدفاع عنه ونشره، وهذا هو عبء الدعاة في كل جيل،
وكفى بهم شرفاً أنهم تبوأوا مقام رسول الله في الأمة.
الدعوة منهج:
دعوات الباطل اليوم دعوات منظمة مخطط لها مدعومة لها مبشرون في كل بقاع الأرض.
وإذ لم تواجه دعوة الإسلام بنفس القوة والتدبير، فستكون فتنة في الأرض وفساد كبير، فالدعوة لا يكفي فيها العاطفة ولا الحماسة.
ولنا في صحابة رسول الله خير مثال.
أول ما يجب على الدعاة هو أن يكونوا أقوياء، وأول القوة هي القوة الروحية بالصلة بالله منزل الرسالة.
فالجانب الروحي هو القوة الدافعة والباعث الحثيث، ثم القوة العلمية بفهم الرسالة وتاريخها وسيرة صاحبها حتى يكونوا على بينة من الأمر، ويكملها المعرفة الدقيقة بكل محاربيها وأساليب مكرهم في كل عصر.
ثم القوة النفسية بتحمل الأذى ورد الشبهات والصبر على البلاغ فطريق الدعوة هو طريق الأنبياء وقد قص علينا كيف كانت سيرتهم.
ثم القوة الترابطية بأن تتوحد الجهود وتتآخى القلوب وما أصاب أعداؤنا منا بمثل التفرقة والبغضاء والتناحر حتى ذهبت ريحنا.
وأولى بمن يدعون إلى الله أن يعتصموا جميعاً بحبل الله.
دعوتنا:
هي دعوة القرآن ورسالة الإسلام وإخراج الناس من الظلمات إلى النور.
وخصائص دعوة الإسلام:
أنها دعوة ربانية من عند الله شاملة لكل مناحي الحياة مستقلة وسطية لا شرقية ولا غربية.
وعلى كل الدعاة أن يتحرو الدعوة الأولى بكل تفاصيلها ومجرياتها حتى يكونوا أهلاً للاتباع على بصيرة.
وغاية هذه الدعوة هي هداية الناس لرب العالمين وإرشادهم إلى الخير وسعادة الدارين.
وفي دعوة الرسول الأمين وسيرته دليل مبين لسالك الطريق.
بدأت الدعوة بزوجته وصاحبه ومولاه وصبي معهم، فكانت هذه أول اللبنات بهذا التكوين الفردي والأسري معاً.
ثم انتقلت لصفوة المجتمع في بيت الأرقم، وكانت هذه هي اللبنة الثانية بتكون وتربية من آمن بها.
ثم في العشيرة الأقربين والأقرب فالأقرب.
حتى إذا ما ضاقت عليهم الأرض وعقمت انتقلوا إلى أرض خصبة نبتت فيها خير البرية من المهاجرين والأنصار وبقوة الإيمان، ثم بقوة الإخاء كانت صلابة الدعوة في مواجة أعدائها.
وبهذا التكوين الإجتماعي الفريد انطلقت الدعوة تنشر ضيائها في الجزيرة، حتى إذا ما توحدت تحت راية الإسلام
انطلقت نحو العالمية فقدمت أعظم نموذج حضاري عرفه التاريخ.
هذا هو سبيل محمد ودعوته، وهذا هو سبيل الذين يسيرون على منهجه على بصيرة.
اصطفاء واجتباء:
“الله أعلم حيث يجعل رسالته”.
ويختار الله لدعوته صفوة خلقه.
يدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
ويحمل هذا العلم وهذه الرسالة من كل خلف عدوله.
ينفون عن تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
وهل هناك بعد الأنبياء من فضل إلا من اختارهم الله أن يكونوا في الناس مقامهم.
ولما كان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، فمعناه أن أمته لا تحتاج إلى نبي بعده لوفرة القائمين بالقسط منهم.
وكما جاء في صحيح الجامع عن أنس قال صلى الله عليه وسلم:
“في كل قرن من أمتى سابقون”.
ويلحق السابقون بالسابقين الأولين، فاربأ بنفسك أن تكون مع الهمل، والعلماء أولى الناس بدعوة النبي فهم ورثته.