الإثنين , يناير 13 2025

التاريخ الإسلامي | قبس من نور

نقدم لكم فيما يلي كلمات من نور تغريدات بعنوان التاريخ الإسلامي، قبس من نور تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية، بقلم نور محمد.

قد يهمك:

ليس التاريخ الإسلامي تاريخ أحداث وسرد قصص وظواهر وأوضاع، بل هو قبل هذا كله تاريخ فكرة وعقيدة لها مقوماتها وخصائصها.

التاريخ الغربي تبلور من خلال حركة المجتمع وهو في فحواه استجابة لحركة الأحداث، ثم كان مجال استنباط النظرية

أما عندنا فالعكس، فالتاريخ هو مجال تطبيق النظرية وليس محل استنباطها.

ثقافتنا هي من صنعت التاريخ، فحركة التاريخ كانت استجابة للوحي وللإسلام بوصفه منهج حياة.

وقد تقلبت هذه الحركة مداً وجزراً وصعوداً وهبوطاً تبعاً لاستجابة المجتمع بالشروط القرآنية.

وأكبر برهان على هذا هو نزول القرآن منجماً وبعده الزماني.

فقد أتاح للنظرية أن تقوم بمهمة التصحيح والتصويب لوقائع التاريخ أو لحركة التطبيق.

وفحوى هذا أن النظرية هي المهيمنة وهي المصوبة لمسار التاريخ.

تاريخنا هو الصورة التطبيقية للإسلام التطبيق الواقعي، ولا يمكن فهم التاريخ الإسلامي بمنأى عن العقيدة والشريعة.

وقد سلك أعداء الإسلام لتشويه تاريخه بالتشكيك والتجهيل والإهمال لأجل تشويه العقيدة نفسها والشريعة.

لابد من النظرة إلى التاريخ الإسلامي على أنه كائن حي لا يزال مرئياً مع إدراك الوقائع.

وأهم خصائص الإسلام أنه عقيدة جادة فاعلة في الوجدان والحركة، ومهمة الإسلام أن يدفع بالطاقة البشرية للانطلاق نحو المعالي.

وتأبى العقيدة أن تكون مجرد شعور وجداني فقط، وإنما تتحقق ذاتها في عالم الواقع بترجمة مدلولات القرآن في الحياة.

التاريخ ليس هو الحادثات وإنما هو تفسير هذه الحادثات والاهتداء إلى روابطها.

ومن تلقى التاريخ وهو معطل الفكر والروح حرم الإدراك وخرج فهمه ناقصاً.

والتفسير الإسلامي للتاريخ قضية فكرية وتربوية أيضاً.

ويستمد التفسير الإسلامى للتاريخ من المقررات الإسلامية عن الوجود كله وعلاقته بخالقه والسنن التي أجراها الله في كونه.

والمقومات التي يقوم عليها التفسير الإسلامي للتاريخ هي:

الإنسان وطبيعته.

السنن الإلهية ومعرفتها.

التدافع وصراع الحق والباطل.

معيار الإنجاز البشري الحضاري.

وهذا يحتاج شرحاً مفصلاً.

التاريخ الإسلامي تاريخ أمة أخرجت بهذا الدين وهذا الكتاب، والحياة البشرية متطورة في أشكالها لكنها ثابتة بفطريتها.

وحقيقة الإنسان أنه يغير صور حياته مئات المرات خلال التاريخ لكنه هو هو من الداخل لا يتغير.

الفكر الإسلامي عبر ثوابته هو الذي يحدث وعياً حقيقياً للتاريخ وإدراكاً حقيقياً لسنن الله في الأرض وإيماناً راسخاً بهذه المعرفة.

الوعي بالتاريخ هو إدراك لمعنى الوجود الإنساني عبر الزمان وأثر هذا البعد في الحياة الإنسان، بالإضافة إلى أن هذا الوعي يصحح تصور الإنسان للحياة وما بعدها.

وقد حوى القرآن قصصاً ووقائع أكثر من ثلثيه لأهمية هذا الأمر.

“لَقَدۡ كَانَ فِی قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةࣱ لِّأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِۗ مَا كَانَ حَدِیثࣰا یُفۡتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصۡدِیقَ ٱلَّذِی بَیۡنَ یَدَیۡهِ وَتَفۡصِیلَ كُلِّ شَیۡءࣲ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣰ لِّقَوۡمࣲ یُؤۡمِنُونَ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *