نقدم لكم فيما يلي كلمات من نور تغريدات بعنوان العبودية والولاية، قبس من نور تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية، بقلم نور محمد.
قد يهمك:
العبودية والولاية | قبس من نور
العبودية والولاية:
( أليس الله بكاف عبده ..) وعند حمزة ( أليس الله بكاف عباده ).
فإذا أردت أن يتولى الله أمرك فأصدق له العبادة، وعلى قدر الإقبال على قدر الكفاية.
والعبادة مبتدأ والعبودية منتهى، تبدأ بعبادة الجوارح وتنتهي بعبودية القلب.
العبادة:
اسم جامع لكل ما يحبه الله وشمولية العبادة تشمل حياة الإنسان كلها بل ومماته أيضاً.
( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ..).
وأصل العبادة أن لا يعبد إلا الله وأن يعبد بما أمر، والتعبد تذلل.
فالعبادة غاية الذل مع غاية الحب، فالعالم العلوي والسفلي إنما وجد بالمحبة ولأجلها.
وحركات الأفلاك والملائكة والحيوان جذبت ووجدت بالمحبة، سواء كانت حركة طبيعية أو قسرية أو إرادية.
والعبادة هي العلة الغائية للقلب، فلا يصلح ولا يفلح ولا يطيب ولا يسعد ولايطمئن إلا بعبادة ربه، ويظل القلب تائها مضطربا مقبوضا تعيسا حتى يتعرف على الله.
الولاية:
الأولياء على صنفين:
صنف أولياء حق الله:
وهم من قاموا بحق العبادة فحفظوا الجوارح عن المحارم وأنابوا إلى ربهم وقاموا بحق الوفاء له، وهذا مقام العبادة الخالصة.
وصنف هم أولياء الله:
وهم من تنسموا روح القرب وعاشوا في فسحة التوحيد وأعتقوا من رق النفس والدنيا، فلا يشغلهم شئ عن الله فهم بالله ولله ومع الله، وهذا مقام العبودية الموهوبة.
ويبين حقيقة الصنفين قوله تعالى:
( الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ).
فهنا اجتباء واهتداء.
الإجتباء من الله للعبد والاهتداء من العبد لله.
واعلم أن من أراد الله هدايته واكتنفته رحمته منحه الطريق لمحبته، فسبيله إذا فتح له الطريق أن يرزقه العلم فإذا رزقه العلم برزت منه الخشية، فإذا فتح له ذلك شاهد الأشياء ببصر قلبه.
ومن أراد الله اجتباءه جذبه إليه بالمحبة ورقاه إلى القربة ونقاه بنوره وفتح له طريق الوحدانية وأحياه به، فلا يزال يتولى تربيته على عينه.
وما وصل أحد إلى الله إلا بالله.
وأساس العبودية ومنتهاها قائم على تحقق الولاية.
( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ).
الروح:
العبد الذي فيه روح أي فيه أمر رباني، ومدار الطريق على الروح الذي يجده العابد عند علو همته في العبادة.
وبدء الروح عند حصول القلب على المعرفة وعند حلول النور فيه، وبهذا النور وتلك المعرفة يلتحق بالأحياء ويكتب الله له الحياة.
( أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به ..).
وإذا أحكم العبد شروط الإيمان حصل له التجلي، وهو أول نزول السكينة في قلبه.
والتجلي كشف يرى به القلب ما غاب عن العين، وهو سر من أسرار العلاقة بين العبد والرب.
وما نزل القرآن إلا لإقامة هذه العلاقة، وسماه الله روحاً.
( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ).
والوحي سرعة يسرع به أثر الكلام في نفس السامع، فالوحي إسراع الروح الإلهية بالإيمان واليقين.
والوحي للنبي كلام من الله معه روح من الله.
وحظ الذين صدقوا المرسلين منه الفهم والإلهام والعلاقة التي بها يتقرب العبد من ربه.
وهذا لا يحصل إلا لمن كان له قلب صاف شفاف، ولا يحصل للقلب هذا إلا إذا طهر.
( لا يمسه إلا المطهرون ).
والمتطهرون أهل الله اختصهم الله لحضور حظيرة قدسه.
والقلوب أوعية وكل وعاء يحتمل بقدره، وأولياء الله وأصفياؤه ( كتب في قلوبهم الإيمان ).
وجعل لهم متعلقاً بقوله ( وأيدهم بروح منه ).
وأوجب لهم الرضا ( رضي الله عنهم ).
ووصفهم بأنهم أهل الرضا ( ورضوا عنه ).
ثم وصفهم بأنهم حزبه ( أولئك حزب الله ).
ثم كتب لهم الفلاح ( ألا إن حزب الله هم المفلحون ).
العباد يعقلون بعقولهم والأولياء يعقلون بنور الله الذي قذفه في قلوبهم.
كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر {به وفؤاده الذي يعقل به ولسانه الذي ينطق به}.
البداية والنهاية:
ولاية الله لعبده تبدأ أولاً من العبد نفسه.
فإذا كان العبد صحيح الفطرة طيب التربة وزكي النفس صافي الذهن سليم الصدر لين الخلق، هنا يفتح الله له باب الإنابة والهداية والتوفيق للخير.
حتى يصل به إلى باب الكشف، فيرى بعين الله، فيبلغ به باب القرب، فينقله إلى ملك الجلال والجمال كأنه يرى الله ( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ).
وهنا يستغني بالله عن كل شئ ويغيب في وحدانيته، فيشهد أن لا إله إلا الله.
مشاهدة كأنه يرى الله وتجريداً كأنه لا يرى إلا الله.
فاللطف يفرده والرحمة تجمعه والمحبة تقربه والشوق يدنيه، ثم يناجيه، ثم يبسط له، فإذا صار في هذا المحل انقطع الكلام.
وهذا منتهى العقول والقلوب، فالسر الإلهي سر.