نقدم لكم فيما يلي كلمات من نور تغريدات بعنوان النور الإلهي، قبس من نور تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية، بقلم نور محمد.
قد يهمك:
النور الإلهي | قبس من نور
النور الإلهي:
الخلق كلهم حيرى ما لم يهتدوا إلى نور الله، ولا يهتدون إلى نوره إلا بنوره.
( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ).
أول البدء:
كان الله ولم يكن شئ قبله ولا شئ معه.
لفظ كان تعطي التقييد الزماني، وليس المراد هنا التقييد، وإنما المراد به الكون الذي هو الوجود.
فهي هنا حرف وجود لا فعل زماني كما قال سيبويه وهو ما تعقله العرب، ومنه قوله تعالى ( وكان الله غفوراً رحيماً )، وأمثالها في القرآن.
ولما أراد الله ابتداء الخلق ابتدأه بالأمر، فكان مظهراً لاسمه الأول الظاهر.
وكل الموجودات تنعم بأمرين لا غنى لهم عنهما:
نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد.
وبدونهما ينعدم كل شئ خلقه، سبحانه هو الحي القيوم.
ولما خلق الله الخلق خلقه في ظلمة، فألقى عليه من نوره، فمن أصابه هذا النور يومئذ اهتدى ومن أخطأه ضل.
( يهدي الله لنوره من يشاء ).
كيفيات:
كيف ينزل النور وكيف يدخل القلب وكيف يحيا به العبد ؟.
الإجابة عنها لا يدركها العقل، إنما يدركها من أصابه النور.
فالوجدان هنا هو عين المعرفة، والذوق هنا هو عين الوجدان، ( ذاق طعم الإيمان )( وجد حلاوة الإيمان ).
والكلام هنا لمن أصاب شيئاً وهم لبلوغ غايته.
أول ما بدئ به الوحي الرؤيا الصالحة.
والرؤيا ليست حسية، فالعبد يرى بها بلا عين ويسمع بلا أذن.
وهي تقرب لك معنى الإدراك الروحي والرؤية القلبية، ( ما كذب الفؤاد ما رأى ).
فهنا إثبات بأن القلب يرى.
وإذا كانت النبوة قد رفعت تشريعاً ووحياً، إلا أن آثارها باقية في أتقياء هذه الأمة.
فالرؤيا الصالحة جزء من ست وأربعين جزءً من النبوة.
ومن قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه.
المعنى المقصود أن هناك روحاً تسري في أرواح طاهرة لا تنقطع إلى قيام الساعة.
ذكر لنا الله لنا وصفاً للقرآن بأنه نور وأنه روح.
( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ..).
( ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا.. ).
وهنا تبدأ الحياة، حينما يتنزل هذا النور في القلب وتسري هذه الروح فيه.
ولا يجد عبد هذه الروح إلا إذا تبتل وانقطع إلى الله.
حتى لا يرى الأشياء إلا أنها بصائر له عن رؤية الله وإلا كانت حاجبة له عنه.
وعندما ترفع الحجب ويرى ويشهد يكون قد اكتسب المعرفة التي بها تحيا روحه.
( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ).
فلا حياة إذن إلا بإحياء الله لك ولا إحياء إلا إذا حل النور الإلهي فيك.
فبدء الروح نور من حضرة الربوبية، وأصل الروح أنها من عالم الأمر لا من عالم الخلق.
( قل الروح من أمر ربي ).
وعالم الأمر هو كل موجود لا يوجد عند سبب كوني يتقدمه.
أول علامات الحياة:
أول النفحات الإلهية هي حصول السكينة في القلب.
فلا يركن صاحبها إلا إلى الله، والطمأنينة بدء السكينة والإيمان معية الطمانينة.
( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ..).
والسكينة سلم لحصول أمر مغيب يقع له الإيمان به فيكون معه وجود السكون.
مثل سكون من تعود وجود الأسباب أو توفر له القوت، فلا يحصل له اضطراب لمعاينة ما عنده فتسكن نفسه.
وحصول الإيمان بتلك المثابة وصاحبه صاحب سكون.
وإنما سميت سكينة لأنها تقطع عنه الشواغل ووجود الهبوب ومنه سميت السكين سكينا للقطع.
ولا تكون سكينة إلا بمشاهدة ولا مشاهدة إلا بنور يسطع في القلب، وحينها يزداد الإيمان إيماناً.
( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ..).
فالسكينة تتنزل كما يتنزل النور وتحل في القلب كما يحل هو فيه.
الأثر:
الله سبحانه منه الإيجاد وإليه منتهى الإدراك.
( هو الأول والآخر ).
فهو غاية ما يرتقى إليه درجات العارفين وكل معرفة مرقاة إلى معرفته، ( والظاهر والباطن ).
لا تدركه الأبصار فهو باطن عن إدراك الحواس، لكنه ظاهر لرؤية القلب والروح بنور منه.
فمن أراد أن يحيا فليتهيأ لنور الله فيه بمحو كثف الآثار وحجب الأغيار.
ولا محو إلا بكشف وتجلي من الله على عبده، فليطلب منه ألنور وليطلب منه الحياة.
فلا حياة إلا بنوره ولا حياة إلا بروحه، ( أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ..).
هذه كلمات لاينتفع بها إلا من ألقى السمع وهو شهيد.
ومن أذن الله له بالسماع فقد أذن له بالحياة.
( وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء ).