السبت , أبريل 20 2024

واجبنا نحو القرآن الكريم

القرآن الكريم كلام الله، وإن من واجبنا نحو القرآن الكريم أن نتلوه ونتدبره ونتعلمه ونحفظه، ونتعاهده، ونعمل به في حياتنا، ونتعاهده فلا نهجره.

القرآن الكريم ، أشهر الكتب العالمية ، وأكثرها عددا ونسخا ، وهو الكتاب الوحيد الذى يحفظه عشرات الآلاف عن ظهر قلب رجالا ونساءا وصبيانا عربا وعجما.

والقرآن يحمل بين طياته خيرات كثيرة وجزاءات عظيمة لقارئه وحافظه ومحفظه والناظر إليه والمتدبر فيه، والعامل به.

ويتسع الخير لمعلم القرآن ومتعلمه وسامعه ودارسه ومدرسه وكاتبه وناسخه وحامله، والمجتمعون عليه بل والجالسون بجوارهم.

ومن يعرض عنه ويهجره وينشغل بغيره يصاب بالضنك والكرب والضيق وتستحوذ عليه شياطين الإنس والجن.


واجبنا نحو القرآن الكريم

(1) تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه:

يقول الله تعالى:

“وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً”.

المزمل

ويقول تعالى :

“إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ”

فاطر 29

ويقول تعالى:

“وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” .

الأعراف 204

وعن أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

«اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ ..”.

وطلب النبى صلى الله عليه وسلم من ابن مسعود أن يقرأ عليه شيئاً من القرآن فقال : أقرأ عليك وعليك أنزل؟!

قال : إنى أشتهى أن أسمعه من غيرى.


(2) تعلم القرآن الكريم (تجويده ومدارسته والاجتماع عليه) :

يقول النبى صلى الله عليه وسلم :

“ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده”

يقول سعيد بن جبير :

من قرأ القرآن ثم لم يفسره كان كالأعمى أو كالأعرابى.

وقال مجاهد:

أحب الخلق إلى الله تعالى ، أعلمهم بما أنزل.

ويقول الشيخ شمس الدين محمد بن الجزري في متنه :

 وَالأَخْـذُ بِالتَّـجْـوِيـدِ حَـتْـــمٌ لازِمُ          مَــــنْ لَــمْ يُـجَـوِّدِ الْـقُـرَآنَ آثِــمُ


(3) حفظ القرآن الكريم أو بعضه :

عن ابن عباس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

“إن الذى ليس فى جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب”.

رواه الترمذي وقال حديث حسن

عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران.

رواه البخاري


(4) تدبر القرآن :

يقول تعالى :

“كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ”

سورة ص 29

ويقول تعالى:

“أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ”.

الحديد 16

ويقول على كرم الله وجهه :

ألا لا خير فى عبادة ليس فيها فقه ، ولا فى علم ليس فيه فهم ، ولا فى قراءة ليس فيها تدبر.


(5) العمل بالقرآن واتباع تعاليمه :

يقول تعالى :

“وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.

الأنعام 155

وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

“مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَتَعَلَّمَهُ وَعَمِلَ بِهِ أُلْبِسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَاجًا مِنْ نُورٍ ضَوْءُهُ مِثْلُ ضَوْءِ الشَّمْسِ، وَيُكْسَى وَالِدَيْهِ حُلَّتَانِ لاَ يَقُومُ بِهِمَا الدُّنْيَا فَيَقُولانِ: بِمَا كُسِينَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ”.

رَوَاهُ الْحَاكِمُ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

وسئلت السيدة عائشة عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت :

كان خلقه القرآن.

ويقول حذيفة بن اليمان :

زينوا القرآن بأعمالكم.

وقال ابن مسعود رضى الله عنه :

“ينبغي لحامل القرآن أن يُعرَف بليله إذا الناس ينامون، وبنهاره إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون مستكيناً ليناً ، ولا ينبغي له أن يكون جافياً ، ولا ممارياً ، ولا صياحاً ، ولا صخاباً ، ولا حديداً (من الحدة والغضب).


(6) تعاهد القرآن (عدم الانقطاع عنه) :

عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:

إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ .

رواه الشيخان


(7) تعليم القرآن وتبليغه:

عَن عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

“خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ”.

رَوَاهُ أًحْمَد وَأَصْحَابُ الْكُتُبِ السِّتَّةِ.

وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ:

«أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ، فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟» فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: “أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ”.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم قَال:

” بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ” .

رواه البخاري

 

قد يهمك متابعة هذه الروابط:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *