الإثنين , أبريل 29 2024

رسائل إلى ابني الشاب 4 | علاقات الطلبة والطالبات

رسائل إلى ابني الشاب، هي سلسلة رسائل من الأب إلي ابنه الشاب في المرحلة الجامعية، تتناول سمات المرحلة السنية، وتوجيه نصائح للاستفادة من هذه المرحلة.

وقد تناولنا من قبل رسائل إلى ابني البالغ – في جزئين – في مرحلة المراهقة، وهنا نتناول رسالة من رسائل الأب لابنه الشاب بعنوان التعارف والتزاور بقلم أحمد السيد.

قد يهمك:

رسائل إلى ابني الشاب 4

علاقات الطلبة والطالبات

ابني الحبيب..

في حضارة الإسلام كانت للبنات مجالس تعليم خاصة بهن، تحترم خصوصياتهن، وتحفظ حياءهن، وتغلق أبواب الشيطان على من كان في قلبه مرض.

أما بعدما استولى الغرب على العالم الإسلامي، وفرض هيمنته، عمد إلى تشجيع الاختلاط المخل، والمخادنة وإقامة علاقات بين الجنسين خارج إطار الزواج، بدعوى الحرية، ورفضاً للقيود الدينية، واستعان بالفنون والآداب لترسيخ تلك الآفات.

وقد عمد فيما عمد إلى وضع نظام للتعليم يفرض الاختلاط بين البنين والبنات فرضاً، فكان الاختلاط غير المنضبط في قاعات المحاضرات ومجموعات السكاشن والمشاريع، وفي الرحلات والمعسكرات والمتنزهات والمطاعم والمقاهي.

ومن أثر ذلك وقوع علاقات مكروهة ومحرمة بين الطلبة والطالبات، بلغت في بعض الحالات حد الفاحشة.

ومن أثر ذلك أيضاً أن تجد من البنين والبنات من يجاهر ويتفاخر بعلاقاته الغرامية ومغامراته الشيطانية، وأن تجد من يتربص بالمتدينين وأصحاب الخلق حتى يوقعوهم فيما وقعوا فيه.. “وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا”. النور 27

ومن أكثر أبواب الشيطان التي تفتح الصداقات بين البنين والبنات، مواقع التواصل الاجتماعي والمحادثات الإلكترونية (الشات) بسبب سهولة التواصل على مدار الساعة، وتوفر الأدوات والرموز التي تعزز الصداقة، كرموز الإعجاب والملاطفة والضحك والمزاح وغيرها من الرسوم والتعبيرات التي لا تليق بين شاب وفتاة.

لقد أسفرت هذه الثقافة عن شيوع ظاهرة الانفصام بين العلم والخلق، فلم يعد غريباً أن تجد من هو متفوقاً علمياً وسيئاً خلقياً، فصار هؤلاء قدوة سيئة زادت الخرق اتساعاً.

ابني الحبيب..

الحديث بين البنين والبنات ليس محرماً، لكن له ضوابط وآداب ينبغي مراعاتها، والعمل المشترك بين الرجال والنساء ليس ممنوعاً، ولكن فيه محاذير ينبغي التنبه لها، وعادة ما تشتد الضوابط والمحاذير بين الشباب خاصة، وذلك لمقاصد أراد بها الإسلام أن يحافظ على أبنائه، فيحفظ حياءهم، ويرعى عفافهم حتى يغنيهم الله من فضله.

إن النظر بين الرجال والنساء أمرٌ مطلوب لمسايرة الحياة، لكن بعض النظر يحتاج للغض والمنع، كالنظر إلى المفاتن والعورات وما يثير الشهوات ويستدرج لخطوات الشيطان، فاحفظ بصرك عما لا يليق.

“قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ”

“وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” النور 30 -31

والحديث بين الرجال والنساء أمر طبيعي وجائز، على أن يكون قدر الحاجة، ولا يتعرض لخضوع بالقول، أو لإيراد مغازلة لا تصح، أو أن يخلو رجل بامرأة.

والعمل المشترك بين الرجال والنساء لا حرج فيه، على أن يكون دور الرجل مناسب له ودور المرأة مناسب لها ويراعى خصوصياتها.

إن العلاقة الخاصة بين شاب وفتاة لا تصح إلا بالزواج وعبر دخول البيوت من أبوابها، وينبغي على الطلبة والطالبات الذين لا يستطيعون الزواج أن يتعففوا خير لهم، وألا يتورطوا في فعل يندمون عليه في حياتهم ويوم حسابهم.

“وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ” النور 33

وعلى الذين يستطيعون الزواج أن يحسنوا دراسة قرارهم، فلا يتعجلوا، ولا يغلبوا العاطفة على العقل، وعليهم أن يستشيروا، ويتفقهوا في أمور الزواج والأسرة، حتى لا يفشل الزواج، ويقع الطلاق الذي انتشر في أيامنا بصورة غير مسبوقة.

ابني الحبيب..

النفس بطبيعتها تميل إلى الشهوات، وصاحب النفس الضعيفة عادة ما يقع في المحظور، أما صاحب النفس القوية فيجاهد نفسه وينازعها ويضبطها حتى يغنيه الله من فضله بالحلال الطيب الذي لا إثم فيه.

“وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا” الشمس

والدك

الوصايا:


1- احفظ بصرك عما لا يليق.

2- التزم بضوابط الإسلام عند الحديث أو التعامل مع الطالبات.

3- احذر مكائد الذين يتبعون الشهوات.

تعليق واحد

  1. اللهم احفظ اولادنا وبناتنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *