نتناول هنا الرسالة العاشرة من رسائل الأب لابنه الشاب بعنوان بين الجد واللعب، رسائل إلى ابني الشاب 10 | مع الإنترنت يقلم أحمد السيد.
قد يهمك:
رسائل إلى ابني الشاب 10 | مع الإنترنت
ابني الحبيب..
صار الإنترنت جزءاً من حياتنا المعاصرة، والشباب هم أكثر جمهور الإنترنت استخداماً ونشاطاً وتفاعلاً.
فالإنترنت صار مصدراً رئيسياً للمعلومات والأخبار والتواصل والترفيه وبيئة حرة للتعبير عن الذات وكشف القدرات ودعم الإبداع.
وساهم الإنترنت في تطوير الأعمال المهنية وأساليب التجارة والتربح وأداء الخدمات، وفتح المجال للعمل من المنزل عن بعد، وظهر ذلك في معظم المجالات التعليمية والطبية والإعلامية والتجارية والإدارية وغيرها.
وصار الإنترنت سوقاً عالمياً تجاوز الحدود الجغرافية واللغوية والقيود الحكومية والسياسية.
وفي المقابل فإن للإنترنت مخاطر يغفل عنها الكثيرون، فقد فتح باب للشيطان واسعاً لنشر الفواحش عبر المواقع الإباحية والترويج لأعمال البغاء وتجارة الأعضاء البشرية والمخدرات والسلاح على مستوى دولي كبير.
كما ساعد على تطوير وانتشار أعمال التجسس والسرقات وانتهاك الخصوصيات من خلال الحصول على بيانات المستخدمين الشخصية وصورهم وقوائم هواتفهم وأصدقائهم، وتتبع تحركاتهم من خلال الموبايل، وتشغيل الكاميرا والمايك عن بعد، ودون دراية من صاحبه.
ويتم المتاجرة بهذه البيانات وبيعها لجهات عديدة تستغلها في التربح والهيمنة على الشعوب والحكومات واستهداف الأفراد والدول وتوجيه الرأي العام وخداعه.
وقد ساعد الإنترنت على تطوير أساليب الغزو الفكري والثقافي والديني لصالح الدول الكبرى، وساعم في نشر الإلحاد والمثلية الجنسية والتبشير، وغيرها من الاتجاهات والمذاهب المنحرفة.
ورغم الفوائد الكبيرة للإنترنت فإن أكثر الشباب العربي لم يستفد منه حق الاستفادة بسبب استغراقهم في متابعة المواد الترفيهية، وضعف هممهم من أثر المواقع المنحرفة أخلاقياً، وبسبب استخدامهم العشوائي للإنترنت دون الاستفادة من الأساليب العلمية والمنهجية للتعامل مع الإنترنت.
ابني الحبيب ..
لكي يحسن بك الانتفاع بالإنترنت وتجنب مضاره، ينبغي عليك مراعاة بعض الأمور:
1- لكي تصل إلى المحتوى الجيد فاعلم أن المحتوى الأجنبي _ للأسف _ أجود من المحتوى العربي (باستثناء المواد الإسلامية)، وأن المحتوى المدفوع الأجر أجود من المحتوى المجاني، وأن المواقع التابعة لجهات معروفة وموثوقة أجود وأكثر مهنية من المواقع المجهولة، وأن البحث المتقدم أجود من البحث العادي للوصل الدقيق إلى المعلومات.
2- ينبغي لمستخدم الإنترنت أن يكون على دراية كافية بكيفية الحماية وتأمين المعلومات وحفظ الخصوصية، ويعرف كيفية إغلاق الأبواب المفتوحة في برامج وتطبيقات الكمبيوتر والموبايل وشبكة توصيل الإنترنت وكيفية حفظ الحسابات الشخصية ومنع أي جهة من أن تقوم بتشغيل الكاميرا والمايك عن بعد، أو أن تقوم بسلب البيانات الشخصية.
إن الإهمال في حماية الخصوصية نوع من الغفلة يفتح المجال للخداع والإضرار.
يقول عمر بن الخطاب:
“لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني”، أي لست بالماكر المخادع ولا يُمكن أن يخدعه الماكِر المراوغ.
3- يختلف الحديث وجهاً لوجه عن الحديث عبر الإنترنت (مكتوباً أو مسجلاً صوتياً أو مرئياً) فالأول ينسى، أما الثاني فقد صار وثيقة بيد اأخرين قد تدين صاحبها أو تسبب له حرجاً أو توقعه في مشكلات إذا ما نشرت لغير أهلها ولغير وقتها، لذلك ينبغي الحرص والتدقيق قبل نشر كلمة مكتوبة أو مسجلة.
وقديماً قالوا:
ليس كل ما يعرف يقال، وليس كل ما يقال حضر أهله، وليس كل ما حضر أهله حضر أوانه.
ونقول:
وليس كل ما حضر أوانه حضرته الوسيلة الملائمة.
4- ليس من الحكمة نشر الصور الشخصية الخاصة للجمهور العام دون النظر في مدى ملائمتها، وليس من الصواب نشر صور بدقة جودة عالية وذلك لمنع المشاغبين من أن يتلاعبوا فيها ويسيئوا لأصحابها، فكن حذراً.
5- المستخدم الجيد للإنترنت هو الذي يتخذ لنفسه قائمة من المواقع الجيدة للحصول على المعلومات الصحيحة في جميع المجالات، والمستخدم الجيد للإنترنت هو الذي يتخذ لنفسه مكاناً جيداً داخل الإنترنت يقدم محتوى جيداً نافعاً لجمهور الإنترنت، والمستخدم الجيد للإنترنت هو الذي يستطيع أن يتربح المال ويتخذ لنفسه مهنة أو خدمة تدر عليه دخلاً مالياً حلالاً، والمستخدم الجيد للإنترنت يحرص على أن يؤهل نفسه ويتعلم المهارات اللازمة قبل الخوض في تجارب الإنترنت.
6- استمرار متابعة الإنترنت على مدار اليوم والساعة يضر بالصحة النفسية، فإما أن تخصص أوقاتاً لتشغيل الإنترنت، وإما أن تخصص أوقاتاً لإغلاق الإنترنت.
والدك
الوصايا:
1- اهتم بمتابعة المحتوى الجيد بالإنترنت.
2- احرص على حماية بياناتك وحفظ خصوصيتك.
3- كن حريصاً عندما تنشر محتوى مكتوباً أو مسجلاً.
4- اتخذ لنفسك مكاناً مميزاً في الإنترنت، تقدم محتوى يدر عليك دخلاً.
5- خصص أوقاتاً لإغلاق الإنترنت.