الفطرة والفكرة | قبس من نور

نقدم لكم كلمات من نور تغريدات بعنوان الفطرة والفكرة، قبس من نور تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية، تتضمن:

الفطرة، الفطرة وذاكرة الإشهاد، العقل والفكر، الإدراك الروحي والحسي، الفطرة روح الإنسان، وختاماً الفطرة والفكرة هما جناحا الإنسان في رقيه وارتقاءه.

قد يهمك:

الفطرة والفكرة | قبس من نور

الفطرة:

فطر الله الخلق جميعاً على فطرة واحدة “فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله”.

والفطرة صادقة على الدوام لأنها مبنية على اليقين.

والفطرة سامية عالية رفيعة لأنها منسوبة إلى الله الفاطر.

والفطرة ليست مبنية على العقل المجرد وإنما على التوحيد والدين القيم.

وحقيقة الفطرة أنها خطاب الله في وجدان الإنسان سؤالاً واتصالاً “وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ..”.

الفطرة وذاكرة الإشهاد:

أودع الله في نفوس الناس دلائل الوحدانية فهي ملازمة للفكر.

والتأمل والتفكر غايته إعادة الذاكرة الأولى ..ذاكرة الإشهاد…

فالفطرة ذاكرة استشهادية.

وحياة الإنسان بغير هذه الذكرى وهذه الفطرة معناها أنه يعيش فاقداً للذاكرة.

وما أنزلت الكتب وبعثت الرسل إلا لاستعادة هذه الذاكرة ثم البناء عليها.

وينبنى عليها أصول الحياة وهي التحقق بالعبودية وحمل الأمانة.

العقل والفكر:

وكل من الإشهاد والعبودية والأمانة يشترط فى تحققها الحصول على قدرة العقل والفكر.

فهذه القدرة هي منبع الإرادة في الإنسان.

وبدون إرادة يفقد الإنسان خاصيته.

كما أنه بدون فطرة يفقد أصوليته.

والإرادة ينبثق منها الباعث والعزم والنية وهذا ما يعرف بالقصد الشعوري.

والشعور وجدان بقصد الغاية.

والقول بأن القلب مصدر الشعور والنظر نتاج العقول هذا مما تسرب إلينا من فلسفة الإغريق.

فالعقل عندنا فعل إدراكي يصدر عن القلب وهو مقترن بالقصد.

*ومبدأ العقل الأول هو مبدأ الشهادة التي تجعل الإنسان يستعيد فطرته فيحصل حقيقة هويته.

*والمبدأ الثاني هو مبدأ الأمانة التي تجعله يتجرد من روح التملك فيعلم أنه مخول مملوك لصاحب الملك.

*والمبدأ الثالث هو مبدأ التزكية والعروج الروحي التي تجعله يتحقق بالقيم والمعاني المنزلة.

الإدراك الروحي والحسي:

شتان بين الإدرك الروحي والإدراك الحسي:

فالأول وجداني يطلب المعاني الرقيقة والثاني استدلالي محكوم بالظاهر.

والصورة الفطرية الروحية لا تعارض العقل إلا أن يكون عقلاً منكراً.

وهذا الإنكار يأتي من خارجه لا من داخله لوجود الهوى.

وغاية الوحي المنزل أن يصرف عنه الهوى لئلا يتخذه إلهاً فيخل بمدأ الإشهاد ومبدأ الأمانة.

فيكون بهذا منطمس الفطرة منطمس الهوية فيفقد بذلك إنسانيته وكرامته.

وتأتي التزكية لتتولى تحرر الإنسان من سلطان النفس والهوى.

حتى إذا ترقى في هذا التحرر استرجع ذاكرته الأصلية التي فطر عليها.

الفطرة روح الإنسان:

الفكرة تعيد الفطرة والفطرة روح الإنسان.

وقد وجد الإنسان أولاً روحاً مجردة قبل أن يوجد في عالم الشهادة مجسداً.

وشاهدت روحه وهي في غاية صفائها جلال الأولوهية وعرف بهذا الشهود الميثاق وأخذه.

وعندما خرج إلى الدنيا وشهواتها وعاداتها نسي ولم يكن له عزما.

وإنما شرعت العبادات ووضعت الأحكام لكي تعيد للإنسان ذاكرته وتوقظه من غفلته.

فهي متجددة وليست متكرره.

فأى عبادة وشريعة فى رسومها قوالب والغاية منها هذا القلب الذي يؤديها.

فيشهد بأدائها شاهدية خاصة تصير العلاقة علاقة قرب.

فيذهب بهذا الشعور قهر الأمر والنهي ويحل محله شعور الأنس.

وعلى قدر هذه الشاهدية يرتقي العبد من مكابدة المشقة إلى التنعم بالود الإلهي، “سيجعل لهم الرحمن ودا”.

وهنا تتحول القيم والمعاني والأفكار إلى جمال.

يصبح الإحساس الوجداني حينئذ مصدر اتصال.

ويصبح الإدراك المعرفي مصدر رحمة.

ختاماً:

الفطرة والفكرة هما جناحا الإنسان في رقيه وارتقاءه.

وعليهما يتفاوت الخلق في سعيهم وتحقق سعادتهم.

والكون كله بأفاقة أجراس منبهة ليقظة الفكرة.

والقرآن كله بآياته أنوار تشرق في الروح لإعادة الفطرة، “أفلا تتذكرون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *