الثلاثاء , أكتوبر 15 2024

قبس من نور | الإيمان

نقدم لكم كلمات من نور تغريدات بعنوان الإيمان، قبس من نور تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية.

قد يهمك:

قبس من نور | الإيمان

الإيمان:

تصديق وحب وبذل.

والتصديق محله القلب، والحب مصدره الفؤاد، والبذل باعثه الإخلاص.

وعلى قدر حظ المرء من الإيمان على قدر حظه من السعادة.

فالإيمان كلما ازداد جزؤه العملي ازداد مجموعه الكلي، حتى يصل إلى الكمال بعلم اليقين وعين اليقين.

وتعتري الحالات الإيمانية الزيادة والنقصان من جهات ثلاث:

وسيلته … وهي الأدلة وتأثر النفس بها من حيث قوتها وحجتها وبيانها وحجتها.

متعلقه …فمن يقف على تفاصيله ليس كمن يقف على إجماله، ومن يتغلل في بواطنه ليس كمن يقف على ساحله.

ثمرته … وهي العمل وآثاره على الفكر والشعور وإشراقه في النفوس.

وإذا توفر في العمل صدقه ودوامه ازداد الإيمان وتمكن وتحصن، والمصباح إن لم تكن له زجاجة عصفت به الريح.

الشك والوسوسة:

لابد أن يختبر المرء في إيمانه، فإن كان صادقاً كان له من الله العون والهداية والإنشراح

“أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ..”.

هذا النور هو من يبدد ظلمات الفتنة والشبهة.

وعلى قدر صفاء الفطرة على قدر تأذيها بما يعرض عليها من شبهات.

وقد اشتكى الصحابة مثل هذه الوسوسات العارضة على الفكرة حتى أنهم لو ألقوا من على جبل لكان أهون من أن يتلفظوا بها.

وحينها قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم:

“أو قد وجتموه ذلك صريح الإيمان” أي إنكار هذه العارضات على الفكر واستعظامها فضلاً عن اعتقادها رغم التشكيك الذي يلقيه الشيطان هو صريح الإيمان.

ومثل هذا ما يعتري المرء من انقباض واشمئزاز عندما يسمع متحامل أو متجاهل أو متسافل يقدح في الدين.

والشيطان لا يسترسل في وسوسته إلا مع من قبلها وانشرح لها.

فمن قاومها وعارضها واستعصم بالله عندها، فهذه نعمة من الله عليه ولذلك قال النبي صل الله عليه وسلم:

“الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة”، فعدت نعمة من هذا الجانب أي جانب الإنكار لها.

السعادة:

الإيمان طمأنينة النفس ورضا القلب، وهذا قمة السعادة البشرية.

وفاقد الإيمان مضطرب حيران قلق وهذا عذاب أليم.

والمؤمن لا يخاف من الأقدار بل يسترسل معها بحسن ظن وتوكل، وأخذه بالأسباب تعبداً لا اعتماداً.

والحركات النفسية في مظاهرها ثلاثة:

( وجدان ..فكر .. إرادة ).

وما هي إلا أزمة في يد القدرة الإلهية، والإيمان يحيط بها من كل جانب.

فمن ناحية الوجدان “ولكن الله حبب إليكم الإيمان ..”.

ومن ناحية الفكر “واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ..”.

ومن ناحية الإرادة “وما تشاءون إلا أن يشاء الله ..”.

ومن هنا كان المؤمن قوى الصلة بالله متجه الكلية له مستسلم الوجه لرب العالمين.


الرؤية:

رؤية الله قمة الوصول الإيماني.

وحظ المؤمن من الرؤية في الدنيا هو تلك الإشراقة النورانية التي تنطبع في القلب فيرى بها أثر الجلال والإكرام، وتظهر حقيقتها في المراقبة والحياء.

فعلمك برؤيته يبعثك على أن تكون في معاملته بحال تشبه رؤيتك إياه.

فالعامل إذا رأى رقيبه أتقن العمل وليس مبعث الإتقان هنا رؤية العامل بل علمه برؤية الرقيب له حتى ولو سمع صوته، أو أخبر بقدومه دون أن يراه ولذلك قال: “فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.

والمراقبة القلبية أخت المشاهدة العينية لأنها شهود بالبصيرة كما أن تلك شهود بالبصر، وهذه المراقبة تورثك الاستحياء والحياء خلق الإسلام.


طعم الإيمان:

التلذذ بالمعنويات أقوى أثراً وفاعلية من التلذذ بالمحسوسات.

يدرك ذلك من ذاق طعم العلم والإيمان ولذة الأنس والقرب.

ولا يكفي في الإيمان مجرد التصديق حتى اليقين لا يكتفي به المؤمن، فهمته عالية ومراميه سامية.

وإذا هبطت الفكرة من السماء فحلت في أرض القلب أثمرت مع العرفان الوجدان:

“ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الإيمان …”.

وعلى قد الحضور والشهود والقرب تتفاوت الدرجات، وأعلى درجات الوصول أن يكون الله لك صاحباً ومحباً وخليلاً.

وهنا لا تؤثر شيئاً عليه وعلامة ذلك بذل الروح “والذين آمنوا أشد حباً لله”.

ولا تستكمل تلك المحبة مالم تثمر في أعماق القلب ووجدانه قوة العزم المتفجر منه غاية الوسع والبذل والمسارعة “ففروا إلى الله”.


القرآن:

هو الجامع لكل هذه المعاني شرط أن يقبل الإنسان عليه إقبال القاصد الذي لا يحيد والساعي الذي لا يفتر والباحث المثور الذي يغوص في المعاني.

والتعامل مع القرآن ليس تكراراً، بل تجديد حياة مع كل ما تعاوده فيه.

وحينما تجد في روحك انجذاب قهري نحوه وأنساً ملك عليك أركانك، وعلماً تفجرت ينابيعه من حيث لا تدري
حينها فاعلم أن الله أراد بك خيراً.

فلا تفكر النعمة وزد شكر تزد فضلاً ورضاً.

“وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً”.

“رضي الله عنهم ورضوا عنه”.

” ورضوان من الله أكبر “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *