في هذه المادة المختصرة من كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق نتناول ما يتعلق بالصلاة من شروط وفرائض وسنن، وما ورد فيها من أذكار ومن أدعية مستحبة.
شروط الصلاة
- العلم بدخول وقت الصلاة.
- الطهارة، لقول الله تعالى: “يأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم، وأيديكم إلى المرافق، وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، وإن كنتم جنبا فاطهروا”.
- طهارة البدن والثوب والمكان الذي يصلى فيه.
- سترة العورة، والعورة التي يجب على الرجل سترها عند الصلاة، القبل والدبر، أما ما عداهما من الفخذ والسرة والركبة فقد اختلفت فيها الآراء، وبدن المرأة كله عورة يجب عليها ستره، ما عدا الوجه والكفين.
- استقبال القبلة، ومن خفيت عليه أدلة القبلة، اجتهد وصلى حسب اجتهاده، وصلاته صحيحة ولا إعادة عليه، حتى ولو تبين له خطؤه بعد الفراغ من الصلاة.
كيفية الصلاة
عن أبي هريرة قال: دخل رجل المسجد فصلى، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسلم فرد عليه السلام وقال: “ارجع فصل فإنك لم تصل”
فرجع، ففعل ذلك ثلاث مرات، قال فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني.
قال: “إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما،
ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها”
رواه أحمد والبخاري ومسلم.
فرائض الصلاة
1. النية:
لقول الله تعالى: “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين” البينة 5
2. تكبيرة الإحرام:
لحديث علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم” رواه الشافعي وأحمد وأبو داود وابن ماجة والترمذي
3. القيام في الفرض:
وهو واجب لمن قدر، “حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، وقوموا لله قانتين”. “قانتين: أي خاشعين منذلين”.
وعن عمر بن حصين قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة ؟
فقال: “صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعل جنب” رواه البخاري.
القيام في النفل:
يجوز أن يصلي من قعود مع القدرة على القيام، إلا أن ثواب القائم أتم من ثواب القاعد.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صلاة الرجل قاعداً نصف الصلاة”
رواه البخاري ومسلم.
4. قراءة الفاتحة:
في كل ركعة من ركعات الفروض والنفل
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب”.
رواه الجماعة.
5. الركوع:
ويتحقق الركوع بمجرد الانحناء، بحيث تصل اليدان إلى الركبتين، ولابد من الطمأنينة فيه.
6. الرفع من الركوع والاعتدال قائما مع الطمأنينة.
7. السجود بطمأنينة:
وأدنى حد للطمأنينة بمقدار تسبيحة، وأعضاء السجود: الوجه، والكفان، والركبتان، والقدمان.
8. القعود الأخير وقراءة التشهد فيه:
وأصح ما ورد في التشهد تشهد ابن مسعود، قال: “كنا إذا جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا السلام على الله قبل عباده، السلام على فلان وفلان.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن إذا جلس أحدكم فليقل:
التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين،
فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض. أو بين السماء والأرض. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
ثم ليختر أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به” رواه الجماعة.
ويلي تشهد ابن مسعود في الصحة تشهد ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن، وكان يقول:
“التحيات المباركات، الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله”
رواه الشافعي ومسلم وأبو داود والنسائي.
قال الشافعي: ورويت أحاديث في التشهد مختلفة، وكان هذا أحب إلي، لأنه أكملها.
9. السلام:
عن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم”.
رواه أحمد والشافعي وأبو داود وابن ماجة والترمذي
وعن وائل بن حجر قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يسلم عن يمينه: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”. وعن شماله: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”
ويرى جمهور العلماء أن التسليمة الأولى هي الفرض، وأن الثانية مستحبة.
سنن الصلاة
1. رفع اليدين:
يستحب أن يرفع يديه في أربع حالات: عند تكبيرة الاحرام، وعند الركوع والرفع منه، وعند القيام إلى الركعة الثالثة.
2. وضع اليمين على الشمال:
يندب وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة.
3. التوجه أو دعاء الاستفتاح:
يستفتح بها الصلاة بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة، ومنها:
عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنيهة قبل القراءة فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟
قال: أقول: “اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد.”
رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن. إلا الترمذي.
وعن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة كبر ثم قال:
“وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين،
اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت،
واهدني لأحسن الاخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، وأنا بك وإليك تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك .”
رواه أحمد ومسلم والترمذي وأبو داود وغيرهم.
4. الاستعاذة:
قال ابن المنذر:
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول قبل القراءة “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”، ويسن الاتيان بها سراً.
5. التأمين:
يسن لكل مصل، إماماً أو مأموماً أو منفرداً، أن يقول آمين، بعد قراءة الفاتحة، يجهر بها في الصلاة الجهرية، ويسر بها في السرية.
معنى آمين: اللهم استجب.
6. القراءة بعد الفاتحة:
يسن للمصلي أن يقرأ سورة أو شيئا من القرآن بعد قراءة الفاتحة في أول ركعتين من الفرض، وفي جميع ركعات النفل.
ومن السنة أن يجهر المصلي في ركعتي الصبح والجمعة، والأوليين من المغرب والعشاء، والعيدين والكسوف والاستسقاء.
وأما بقية النوافل، فالنهارية لا جهر فيها، والليلية يخير فيها بين الجهر والإسرار.
وفي صلاة الجماعة يجب على المأموم الاستماع والإنصات إلى الإمام في الصلاة الجهرية، فقراءة الإمام له قراءة.
7. تكبيرات الانتقال:
يكبر في كل رفع وخفض وقيام وقعود، إلا في الرفع من الركوع فإنه يقول: سمع الله لمن حمده.
8. هيئات الركوع:
الواجب في الركوع مجرد الانحناء، ولكن السنة فيه تسوية الرأس بالعجز، والاعتماد باليدين على الركبتين مع مجافاتهما على الجنبين، وتفريج الأصابع على الركبة والساق، وبسط الظهر.
9. الذكر في الركوع:
يستحب الذكر في الركوع بلفظ “سبحان ربي العظيم”.
10. أذكار الرفع من الركوع والاعتدال:
يستحب للمصلي أن يقول عند الرفع من الركوع: سمع الله لمن حمده، فإذا استوى قائماً فليقل: ربنا ولك الحمد.
11. كيفية النزول للسجود:
ذهب الجمهور إلى استحباب وضع الركبتين قبل اليدين، وذهب مالك والأوزاعي وابن حزم إلى استحباب وضع اليدين قبل الركبتين.
12. هيئة السجود:
يستحب للساجد أن يراعي:
تمكين أنفه وجبهته ويديه على الأرض مع مجافاتهما عن جنبيه
ووضع الكفين حذو الأذنين أو حذو المنكبين
وأن يبسط أصابعه مضمومة، وأن يستقبل بأطراف أصابعه القبلة.
13. مقدار السجود وأذكاره:
يستحب أن يقول الساجد حين سجوده: “سبحان ربي الاعلى”. والسنة ألا يقل عن ثلاث تسبيحات.
ويستحب الدعاء، ففي الحديث الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“أقرب ما يكون أحدكم من ربه وهو ساجد، فأكثروا فيه من الدعاء”.
14. صفة الجلوس بين السجدتين:
يجلس مفترشا، أي يبسط رجله اليسرى ويجلس عليها، وينصب رجله اليمنى، جاعلا أطراف أصابعها إلى القبلة.
ويستحب الدعاء بقول “رب اغفر لي” أو بقول “اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني”.
15. جلسة الاستراحة:
هي جلسة خفيفة بعد السجدة الثانية وقبل النهوض إلى الركعة التالية. واختلف العلماء في حكمها.
16. صفة الجلوس للتشهد:
يضع يديه على ركبتيه، ويشير بسبابته اليمنى، ويفترش في التشهد الأول ويتورك في التشهد الأخير.
17. التشهد الأول:
يرى جمهور العلماء أن التشهد الأول سنة لحديث عبد الله ابن بحينة أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في صلاة الظهر وعليه جلوس، فلما أتم صلاته سجد.
18. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
يستحب للمصلي أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الاخير
فعن أبي مسعود البدري قال: “قال بشير بن سعد: يا رسول الله أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك ؟ فسكت ثم قال:
“قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم. وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم”
رواه مسلم وأحمد.
19. الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام:
عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إذا فرغ أحدكم من التشهد الاخير فليتعوذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال”
رواه مسلم.
20. الأذكار والأدعية بعد السلام:
عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثا وقال:
“اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام، رواه الجماعة إلا البخاري.
وعن معاذ بن جبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوما ثم قال: “يا معاذ إني لأحبك” فقال له معاذ: “بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأنا أحبك”
قال: “أوصيك يا معاذ، لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”
رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال صحيح على شرط الشيخين.
وعن عبد الله بن الزبير قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في دبر الصلاة يقول:
“لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا نعبد إلا إياه، أهل النعمة والفضل والثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون”.
رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي.
وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت”
رواه النسائي والطبراني.
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين تلك تسع وتسعون. ثم قال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زيد البحر”
رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود.
😍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍