هذه المادة المختصرة من كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق تتناول فضل المساجد وبناءها، وأدعية وأذكار الذهاب للمسجد والآداب والسنن المتعلقة بالمسجد.
مما اختص الله به هذه الأمة أن جعل لها الأرض طهورا ومسجداً فأيما رجل من المسلمين أدركته الصلاة فليصل حيث أدركته، ومنح الله الثواب الجزيل لمن يبني مسجداً ابتغاء مرضاته، ولمن يعمر مساجد الله، ولمن يذهب ويغدو لبيوت الله، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تعظيم بيوت الله والذكر عند الذهاب إليه والدخول فيه وعند الخروج منه، ويصلي ركعتين تحية للمسجد، وجعل الله أفضل المساجد على الأرض هي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى.
عن عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة” متفق عليه.
أذكار الذهاب إلى المسجد والدخول والخروج
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة وهو يقول: “اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، وخلفي نورا وفي عصبي نورا، وفي لحمي نورا، وفي دمي نورا، وفي شعري نورا، وفي بشري نورا”. وفي رواية لمسلم: “اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي لساني نورا، واجعل في سمعي نورا، وفي بصري نورا، واجعل من خلفي نورا، ومن أمامي نورا، واجعل من فوقي نورا، ومن تحتي نورا: اللهم أعطني نورا”.
ويسن لمن أراد دخول المسجد أن يدخل برجله اليمنى ويقول: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم. بسم الله: اللهم صل على محمد: اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك. وإذا أراد الخروج خرج برجله اليسرى ويقول: بسم الله: اللهم صل على محمد: اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك: اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم.
فضل وآداب الصلاة في المسجد
وروى أحمد والشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له الجنة نزلا كلما غدا وراح”.
وروى أحمد وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان والترمذي وحسنه والحام وصححه، عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان” قال الله عز وجل: “إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الاخر”.
وروى مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئته والاخرى ترفع درجته”.
روى الجماعة عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا جاء أحدكم المسجد فليصل سجدتين من قبل أن يجلس”.
روى البيهقي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي ألف صلاة، وفي بيت المقدس خمسمائة صلاة”. حسنه السيوطي
وعند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن هذه المساجد لا تصلح لشئ من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله وقراءة القرآن”.
ويحرم رفع الصوت على وجه يشوش على المصلين ولو بقراءة القرآن، ويستثنى من ذلك درس العلم.
ويجوز التحدث بالحديث المباح في المسجد وبأمور الدنيا وغيرها من المباحات وإن حصل فيه ضحك ونحوه ما دام مباحا.
ويباح الأكل والشرب والنوم فيه.
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في المقبرة، عند أحمد ومسلم عن جندب بن عبد الله البجلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس يقول: “إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك”.
وحمل كثير من العلماء النهي على الكراهة، وعند الظاهرية النهي محمول على التحريم، وعند الحنابلة كذلك إذا كانت تحتوي على ثلاثة قبور فأكثر، أما ما فيها قبر أو قبران فالصلاة فيها صحيحة مع الكراهة إذا استقبل القبر وإلا فلا كراهة.
ويستحب للمصلي أن يجعل بين يديه سترة تمنع المرور أمامه وتكف بصره عما وراءها، فعن أبي هريرة قال، قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: “إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا، فإن لم يجد شيئا فلينصب عصا، فإن لم يكن معه عصا فليخط خطا ولا يضره ما مر بين يديه” رواه أحمد وأبو داود وابن حبان وصححه، كما صححه أحمد وابن المديني، وقال البيهقي لا بأس بهذا الحديث في هذا الحكم إن شاء الله
ويحرم المرور بين يدي المصلي وسترته، فعن بسر بن سعيد قال: إن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جهيم يسأله ماذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، في المار بين يدي المصلي ؟ فقال أبو جهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خير له من أن يمر بين يديه” رواه الجماعة.
وإذا اتخذ المصلي سترة يشرع له أن يدفع المار بين يديه إنسانا كان أو حيوانا أما إذا كان المرور خارج السترة فلا يشرع الدفع ولا يضره المرور.
انظر أيضاً: