هذه المادة المختصرة من كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق تتحدث عن المرض وتكفيره للسيئات، وما يتعلق بالصبر عند المرض، وعيادة المريض، وآداب العيادة، ومسائل التداوي والعلاج بالرقي وبعض الأدعية الواردة في ذلك، والنهي عن التمائم.
المرض يكفر السيئات ويمحو الذنوب
روي البخاري ومسلم عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه “.
الصبر عند المرض
روى مسلم عن صهيب بن سنان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير – وليس ذلك لاحد إلا للمؤمن – إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له “.
عيادة المريض
من أدب الإسلام أن يعود المسلم المريض ويتفقد حاله تطبيبا لنفسه ووفاء بحقه، روى البخاري ومسلم ” حق المسلم على المسلم ست، قيل: ما هن يا رسول الله ؟ قال إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده. وإذا مات فاتبعه “.
وروى ابن ماجه عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من عاد مريضا نادى مناد من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا “.
وروى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال أما علمت ان عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ ! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني ؟ قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي “.
آداب العيادة:
يستحب في العيادة أن يدعو العائد للمريض بالشفاء والعافية وأن يوصيه بالصبر والاحتمال، وأن يقول له الكلمات الطيبة التي تطيب نفسه، وتقوي روحه، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل، فإن ذلك لا يرد شيئا، وهو يطيب نفس المريض. ” وكان صلوات الله وسلامه عليه إذا دخل على من يعود قال: ” لا بأس طهور إن شاء الله “.
ويستحب تخفيف العيادة وتقليلها من أمكن حتى لا يثقل على المريض إلا إذا رغب في ذلك.
التداوي
روى النسائي وابن ماجة والحاكم وصححه عن ابن مسعود: ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء فتداووا. “
التداوي بالمحرم: ذهب جمهور العلماء إلى حرمة التداوي بالخمر وغيرها من المحرمات، روى البيهقي وصححه ابن حبان، عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ” وذكره البخاري عن ابن مسعود.
الطبيب الكافر: وفي كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح: وقال الشيخ تقي الدين: إذا كان اليهودي أو النصراني خبيرا بالطب ثقة عند الإنسان جاز له أن يستطب “أي يجعل طبيبا” كما يجوز له أن يودعه المال وأن يعامله.
جواز استطباب المرأة: يجوز للرجل أن يداوي المرأة، ويجوز للمرأة أن تداوي الرجل عند الضرورة.
العلاج بالرقي والأدعية:
يشرع العلاج بالرقى والأدعية إذا كانت مشتملة على ذكر الله، وكانت باللفظ العربي المفهوم.
بعض الأدعية الواردة في ذلك:
روى البخاري ومسلم عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: ” اللهم رب الناس أذهب البأس اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما “.
وروى مسلم عن عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا بحدة في جسده. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: باسم الله، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ” قال ففعلت ذلك مرارا فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم.
وعن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك. إلا عافاه الله من ذلك المرض “. رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري.
النهي عن التمائم:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التمائم. فعن عقبة بن عامر، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” من علق تميمة فلا أتم الله له. ومن علق ودعة فلا أودع الله له ” رواه أحمد والحاكم. وقال: صحيح الاسناد. والتميمة: هي الخرزة التي كان العرب يعلقونها على أولادهم يمنعون بها العين في زعمهم، فأبطله الإسلام ونهى عنه.
انظر أيضاً: