الثلاثاء , أبريل 23 2024

أشعار و قصائد حسان بن ثابت (15)

المجموعة الخامسة عشر من قصائد وأشعار الصحابي حسان بن ثابت، شاعر الرسول، وفي هذه المجموعة نستعرض قصيدة ليتَ خبيباً لم تخنهُ أمانةٌ، و قصيدة إذا رأيتَ راعيينِ في غنمْ، و قصيدة ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما، و قصيدة أُولئكَ قوْمي، فإن تسألي، و قصيدة مَنَعَ النّوْمَ، بالعِشاءِ، الهمومُ، و قصيدة ما هَاجَ حسّانَ رُسومُ المَقامْ.

وشاعر الرسول حسان بن ثابت رضي الله عنه، هو حسان بن ثابت الأنصاري، كان شاعرًا فصيحاً كتب الشعر لملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، وبعد إسلامه أصبح شاعر الرسول، وحارب بشعره لأجل الدعوة الإسلامية.

وكان أكثر شعر حسان بن ثابت في الهجاء،حيث وجه شعره اللاذع لقريش وللكفار ولأولئك الشعراء الذين يهاجمون النبي محمد صلى الله عليه وسلم وراح يحاربهم بشعره وبلسانه، كما كتب حسان بن ثابت مدحاً للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك في كبار الصحابة الذين أبلوا بلاء حسناً وضحوا بأموالهم وأنفسهم لله ولنشر هذه الدعوة.

 

===========

قصيدة: ليتَ خبيباً لم تخنهُ أمانةٌ

ليتَ خبيباً لم تخنهُ أمانةٌ؛ ** وَلَيْتَ خُبَيباً كانَ بالقَومِ عالِمَا

شَراهُ زُهَيرُ بنُ الأغَرّ وجامِعٌ ** وكانَا قَديماً يَركَبانِ المَحارِمَا

أجرتمْ، فلما أن أجرتم غدرتمُ ** وكنتُمْ بأكنافِ الرّجيعِ لَهاذِمَا

===========

قصيدة: إذا رأيتَ راعيينِ في غنمْ

إذا رأيتَ راعيينِ في غنمْ ** أُسَيِّدَينِ يَحلِفانِ بنُهَمْ

بَينَهُما أشلاءُ لحمٍ مُقتَسَمْ ** من بطنِ عَمقٍ ذي الجَليلِ والسَّلَمْ

===========

 

قصيدة: ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما

ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما ** بمَدْفَعِ أشْداخٍ، فبُرْقةِ أظْلما

أبَى رَسْمُ دارِ الحيّ أن يتَكلّما ** وهل ينطقُ المعروفَ من كانَ أبكما

بقاعِ نقيعِ الجِزْع من بطن يَلبَنٍ ** تَحَمّلَ منهُ أهلُهُ، فتَتهمّا

دِيارٌ لِشعْثاءِ الفُؤادِ وَتِرْبِها ** لياليَ تحتَلُّ المَرَاضَ، فتغلَما

وإذ هيَ حوراءُ المدامعِ ترتعي ** بمندفعِ الوادي أراكاً منظما

أقامتْ بهِ بالصّيْفِ، حتى بدا لها ** نشاصٌ، إذا هبتْ له الريحُ أرزما

وقدْ ألّ من أعضادِهِ، ودَنا لَهُ ** من الأرضِ دانٍ جوزهُ، فتحمحما

تحنُّ مطافيلُ الرباعِ خلالهُ ** إذا استنّ، في حافاته البرْقُ، أثجَما

وكادَ بأكنافِ العقيقِ وثيدهُ ** يحطُّ، من الجماءِ، ركناً ململما

فلمّا عَلا تُرْبانَ، وانهلّ وَدْقُهُ ** تداعى، وألقى بركهُ وتهزما

وأصبحَ منهُ كلُّ مدفعٍ تلعةٍ ** يكبُّ العضاهَ سيلهُ، ما تصرما

تنادوا بليلٍ، فاستقلتْ حمولهمْ ** وعالينَ أنماطَ الدرقلِ المرقما

عَسَجْنَ بأعْنَاقِ الظّباءِ، وأبرَزَتْ ** حواشي برودِ القطرِ وشياً منمنما

فأنى تلاقيها، إذا حلّ أهلها ** بِوادٍ يَمانٍ، منْ غِفارٍ وأسلَما

تلاقٍ بعيدٌ، واختلافٌ من النوى ** تَلاقِيكَها، حتى تُوَفيَ مَوْسِما

سأهدي لها في كلّ عامٍ قصيدةً ** وَأقعُدُ مَكْفيّاً بِيثرِبَ مُكرَمَا

الستُ بنعمَ الجارُ يولفُ بيتهُ ** لذي العرفِ ذا مالٍ كثيرٍ ومعدما

وندمانِ صدقٍ تمطرُ الحيرَ كفهُ ** إذا رَاحَ فيّاضَ العشيّاتِ خِضرِما

وَصَلْتُ بهِ رْكني، وَوَافقَ شيمتي ** ولم أكُ عِضّاً في الندامى مُلوَّما

وأبقى لنا مرُّ الحروبِ، ورزؤها ** سيوفاً، وأدراعاً، وجمعاً عرمرما

إذا اغبَرّ آفَاقُ السّماءِ، وأمحَلَتْ ** كأنَ عليها ثوبَ عصبٍ مسهما

حسِبْتَ قدُورَ الصّادِ، حوْل بيوتِنا ** قنابلَ دُهماً، في المحلّةِ، صُيَّما

يظلُّ لديها الواغلونَ كأنما ** يوافونَ بحراً، من سُميحةَ، مُفعَما

لنا حاضرٌ فعمٌ، وبادٍ كأنهُ ** شماريخُ رضوى عزةً، وتكرما

مَتى ما تَزِنّا من معَدٍّ بعُصْبَةٍ ** وغسانَ، نمنعْ حوضنا أن يهدما

بكلّ فتىً عاري الأشاجعِ، لاحهُ ** قِرَاعُ الكماة، يرْشحُ المِسكَ والدما

إذا استدبرتنا الشمسُ درتْ متوننا ** كأنّ عرُوقَ الجوْفِ ينضَحن عَندما

وَلدْنا بَني العنْقاءِ وابنيْ مُحرِّقٍ ** فأكرمْ بنا خلالً وأكرمْ بنا ابنما

نسودُ ذا المالِ القليلِ، إذا بدتْ ** مروءتهُ فينا، وإن كانَ معدما

وإنّا لنَقري الضّيفَ، إن جاء طارِقاً ** من الشحم، ما أمسى صَحيحاً مسلَّما

ألسنا نردُّ الكبشَ عن طية الهوى ** ونقلبُ مرانَ الوشيجِ محطما

وكائنْ ترى من سيد ذي مهانةٍ ** أبوه أبونا، وابنُ أُختٍ ومَحْرَما

لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يلمعنَ بالضّحى ** وأسيافنا يقطرنَ من نجدةٍ دما

أبَى فِعلُنا المعرُوف أن ننطِقَ الخنا ** وقائلنا بالعرفِ إلا تكلما

أبَى جاهُنا عندَ المُلوكِ وَدَفعُنا ** ومِلْءُ جِفانِ الشِّيزِ، حتى تهزَّما

فكلُّ معدٍّ قد جزينا بصنعهش ** فبؤسى ببؤساها، وبالنعمِ أنعما

===========

قصيدة: أُولئكَ قوْمي، فإن تسألي

أُولئكَ قوْمي، فإن تسألي ** كرامٌ، إذا الضيفُ يوماً ألمّ

عِظامُ القُدُورِ لأيْسارِهمْ ** يكبونَ فيها المسنَّ، السنمْ

يُواسونَ مَوْلاهُمُ في الغِنى ** ويَحْمونَ جارَهمُ إن ظُلِمْ

وكانوا مُلوكاً بأرْضِيهِمِ ** يُبادُونَ غَضْباً، بأمرٍ غَشِم

مُلوكاً على النّاس لم يُمْلَكوا ** من الدّهرِ يوْماً، كحِلّ القَسَمْ

فأنْبَوْا بِعادٍ وأشياعِها ** ثمودَ، وبعضِ بَقايَا إرَمْ

بيَثْرِبَ قد شيّدُوا في النَّخيلِ ** حصوناً، ودجنَ فيها النعمْ

نَوَاضِحَ قدْ عَلَّمتْها اليَهُودُ ** عُلَّ إليكِ، وقوْلاً هَلُمّ

وفيما اشتهوْا من عصِيرِ القِطافِ ** وعيْشٍ رَخيٍّ على غيْرِهِمْ

فساروا إليهمْ بأثقالهمْ ** على كلّ فحلٍ هِجانٍ قَطِم

جيادُ الخيولِ بأجنابهمْ ** وقدْ جللوها ثخانَ الأدمْ

فلما أناخوا بجنبيْ صرارٍ ** وشَدّوا السُّرُوجَ بِلَيّ الحُزُمْ

فما رَاعَهُمْ غيرُ مَعْجِ الخيو ** لِ، والزّحفُ من خلفهم قد دهِم

فطاروا شلالاً وقد أفزعوا ** وطرنا إليهمْ كأسدِ الأجمْ

على كلّ سَلْهَبَةٍ في الصيّا ** نِ، لا تستكينُ لطولِ السأمْ

وكلِّ كميتٍ، مطارِ الفؤادِ ** أمينِ الفصوصِ، كمثلِ الزلمْ

عليها فوارسُ قدْ عاودوا ** قِرَاعَ الكُماة، وَضرْبَ البُهَمْ

لُيوثٌ إذا غَضِبوا في الحُرُو ** بِ، لا يَنكِلون، ولكن قُدُمْ

فَأُبْنا بِسادتِهِمْ والنّسَا ** ءِ قَسْراً، وأموالِهِم تُقتَسمْ

ورثنا مساكنهمْ بعدهمْ ** وكنا ملوكاً بها لمْ نرمْ

فلمّا أتانا رَسُولُ المَلِيـ ** ـكِ بالنُّورِ والحقّ بعد الظُّلَمْ

ركنا إليهِ، ولمْ نعصهِ ** غداةَ أتانا منَ ارضِ الحرمْ

وقلنا: صَدقتَ، رَسولَ المليك ** هلمّ إلينا، وفينا أقمْ

فنشهدْ أنكَ، عندَ الملي ** كِ، أرسلتَ حقاً بدينٍ قيمْ

فنادِ بما كنتَ أخفيتهُ ** نداءً جهاراً، ولا تكتتمْ

فإنا وأولادنا جنةٌ ** نَقِيكَ وَفي مالِنا فاحتكِمْ

فنحْنُ وُلاتُكَ، إذ كذّبوكَ ** فنادِ نداءً، ولا تحتشمْ

فطارَ الغواةُ بأشياعهمْ ** إليهِ، يظنونَ أن يخترمْ

فقمنا بأسيافنا دونهُ ** نُجالِدُ عَنْهُ بُغاةَ الأُمَمْ

بكلّ صقيلٍ، لهُ ميعةٌ ** رقيقِ الذبابِ، غموسٍ خذمْ

إذا ما يُصادِفُ صُمَّ العِظا ** مِ لمْ يَنبُ عنها، ولمْ ينثلِمْ

فذلكَ ما أورثتنا القرو ** مُ مجْداً تليداً، وعِزَّاً أشَمّ

إذا مرّ قرنٌ كفى نسلهُ ** وخلفَ إذا ما انقصمْ

فما إنْ من النّاسِ إلاّ لنا ** عليه، وإن خاس، فضلُ النعمْ

===========

 

قصيدة: مَنَعَ النّوْمَ، بالعِشاءِ، الهمومُ

مَنَعَ النّوْمَ، بالعِشاءِ، الهمومُ ** وَخيالٌ، إذا تغورُ النّجومُ

مِنْ حبِيبٍ أصابَ قلبَكَ مِنهُ ** سَقَمٌ، فهوَ داخلٌ مَكتومُ

يا لَقَوْمٍ هلْ يقتُلُ المرْءَ مِثلي ** وَاهنُ البَطشِ والعِظامِ، سَئومُ

همُّها العِطرُ، والفِرَاشُ، وَيعْلُو ** ها لُجَينٌ وَلُؤلُؤ مَنظُومُ

لوْ يَدِبُّ الحَوْليُّ مِنْ ولدِ الذّ ** رِّ عليها، لأندبتها الكلومُ

لمْ تفقها شمسُ النهارِ بشيءِ ** غيرَ أنّ الشبابَ ليسَ يدومُ

إنّ خالي خطيبُ جابيةِ الجو ** لانِ عندَ النُّعمانِ حينَ يقُومُ

وَأبي، في سُميحةَ، القائلُ الفا ** صلُ، يومَ التقتْ عليه الخصومُ

وأنا الصقرُ عندَ بابِ ابنِ سلمى ** يومَ نعمانُ في الكبولِ مقيمُ

وأبيٌّ، ووافدٌ أطلقا لي ** ثمّ رُحنا، وقُفلُهُمْ محْطومْ

وَرَهَنْتُ اليدَيْنِ عنهمْ جمِيعاً ** كلُّ كفٍّ فيها جزٌ مقسومُ

وَسَطَتْ نِسْبَتي الذّوائبَ منهمْ ** كلُّ دارٍ فيها أبٌ لي عظيمُ

ربّ حلمٍ أضاعهُ عدمُ الما ** لِ، وجهْلٍ غطّى عليه النَّعيمُ

ما أبالي أنبَّ بالحزنِ تيسٌ ** أم لَحَاني بِظَهْرِ غَيْبٍ لئيمُ

تلكَ أفعالنا، وفعلُ الزبعرى ** خامِلٌ في صَديقِهِ، مَذْمومُ

وليَ البأسَ منكمُ، إذ حضرتمْ ** أسرةٌ منْ بني قصيٍّ، صميمُ

تِسعةٌ تحمِلُ اللواءَ، وطارَتْ ** في رعاعٍ منَ القنا، مخزومُ

لمْ يولوا، حتى أبيدوا جميعاً ** في مَقامٍ، وكلُّهُمْ مَذْمومُ

بِدَمٍ عاتِكٍ، وكانَ حِفاظاً ** أن يقيموا، إنّ الكريمَ كريمُ

وَأقاموا حتّى أُزِيرُوا شَعوباً ** والقنا، في نحورهمْ، محطومُ

وقريشٌ تلوذُ منا لواذاً ** لمْ يُقيموا، وخَفّ منها الحُلُومُ

لمْ تُطِقْ حملَهُ العَواتقُ منهم ** إنما يحملُ اللواءَ النجومُ

===========

قصيدة: ما هَاجَ حسّانَ رُسومُ المَقامْ

ما هَاجَ حسّانَ رُسومُ المَقامْ ** ومظعنُ الحيّ، ومبنى الخيامْ

والنُّؤيُ، قدْ هَدّمَ أعْضَادَهُ ** تَقادُمُ العَهدِ، بوَادٍ تهامْ

قدْ أدْرَكَ الوَاشونَ ما حَاوَلوا ** فالحبلُ من شعثاءَ رثُّ الرمامْ

جِنّيّةٌ أرّقَني طَيْفُهَا ** تذْهَبُ صُبْحاً وَتُرَى في المنامْ

هَلْ هِيَ إلاّ ظَبْيَةٌ مُطفِلٌ ** مألفها السدرُ بنعفيْ برامْ

تُزْجي غَزَالاً، فاتِراً طَرْفُهُ ** مقاربَ الخطوِ، ضعيفَ البغامْ

كأنّ فاها ثغبٌ باردٌ ** في رصفٍ، تحتَ ظلالِ الغمامْ

شُجّتْ بِصَهْبَاءَ، لهَا سَوْرَةٌ ** منْ بيتِ رأسٍ عتقتْ في الخيامْ

عَتّقَها الحانوتُ دَهْراً، فَقَدْ ** مرّ عليها فرطُ عامٍ، فعامْ

نشربُها صِرْفاً وممزوجةً ** ثم نُغَنّي في بُيوتِ الرَّخامْ

تَدِبُّ في الجسمِ دَبِيباً، كما ** دَبَّ دَبًى، وَسطَ رقَاقٍ هيَامْ

كأساً، إذا ما الشيخُ والى بها ** خَمْساً، تَرَدّى بِرِدَاءِ الغُلامْ

منْ خمْرِ بَيْسانَ تَخَيّرْتُها ** ترياقةً تورثُ فترَ العظامِ

يسعى بها أحمرُ، ذو برنسٍ ** مُختلَقُ الذِّفْرَى، شديدُ الحِزَامْ

أرْوَعُ، للدّعوَةِ مُستعجِلٌ ** لمْ يَثْنِهِ الشانُ، خفيفُ القِيامْ

دعْ ذكرها، وانمِ إلى جسرةٍ ** جلذيةٍ، ذاتِ مراحٍ عقامْ

دفقةِ المشيةِ، زيافةٍ ** تهوي خنوفاً في فضولِ الزمامْ

تحسبها مجنونةً تغتلي ** إذْ لفعَ الآلُ رؤوسَ الإكامْ

قَوْمي بَنُو النَّجّارِ، إذْ أقْبلتْ ** شهْباءُ تَرْمي أهْلَها بالقَتَامْ

لا نخذلُ الجارَ ولا نسلمُ الـ ** ـمولى، ولا نخصمُ يومَ الخصامْ

منا الذي يحمدُ معروفهُ ** وَيَفْرُجُ اللَّزْبَةَ يوْمَ الزّحامْ

تابع أيضاً

أشعار وقصائد حسابن بن ثابت شاعر الرسول | المجموعة كاملة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *