الجمعة , أبريل 26 2024

غزوة خيبر | الرحيق المختوم

نتناول فيما يلي النشاط العسكري بعد صلح الحديبية ومن بينها أحداث غزوة خيبر والتي تم فيها إنهاء وكر التآمر اليهودي في حصون خيبر.

الرحيق المختوم

غزوة الغابة أو غزوة ذي قَرَد‏‏

هذه الغزوة حركة مطاردة ضد فصيلة من بني فَزَارة قامت بعمل القرصنة في لِقَاحِ رسول الله، وهي أول غزوة غزاها رسول الله بعد الحديبية، وقبل خيبر‏.‏

وخلاصة الروايات أن سلمة بن الأكوع بطل هذه الغزوة، كان عند ظهر النبي ومعه غلامه رباح، فإذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على الظهر، فاستاقه أجمع، وقتل راعيه.

فأرسل سلمة الغلام ليخبر الرسول، ثم انطلق سلمة في آثار القوم يطاردهم ويرميهم بالنبل وبالحجارة، فراحوا يتركون بعير ظهر الرسول.

ولا زال سلمة يواصل مطاردتهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة، وثلاثين رمحاً ليتخففوا من حملهم أثناء الجري، وكلما طرحوا شيئاً وضع سلمة عليه حجارة كعلامة يعرفها رسول الله.

ولما جلسوا بمكان يتغدون، جلس سلمة على رأس قَرْن في الجبل، فصعد إليه 4 وهددهم بقوته فرجعوا، وحينها وصل فوارس رسول الله.

وقتل عبد الرحمن، وولي القوم مدبرين، فهرول سلمة على قدمه خلفهم، حتى منعهم من الوصول إلى مكان فيه ماء وهم عطاشى.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة‏)‏‏.‏

 

غزوة خيبر ووادي القُري

المحرم 7 هـ‏

سبب الغزوة‏

كانت خيبر مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع على بعد ثمانين ميلا من المدينة‏، وكانت وكرة الدس والتآمر والاستفزازات العسكرية ضد المسلمين.

فأهل خيبر هم الذين حزبوا الأحزاب ضد المسلمين، وأثاروا بني قريظة على الغدر والخيانة، واتصلوا بالمنافقين وبغطفان وأعراب البادية، وكانت خيبر تتهيأ لقتال المسلمين واغتيال النبي.

فلما اطمأن النبي من قريش بعد صلح الحديبية، أراد أن يحاسب اليهود وقبائل نجد حتى يسود الأمن والسلام، ويفرغ المسلمون لتبليغ رسالة الله والدعوة إليه‏.‏

 

الخروج إلى خيبر

أعلن رسول الله ألا يخرج معه إلا راغب في الجهاد، فلم يخرج إلا أصحاب الشجرة وهم 1400‏.‏

وأرسل رأس المنافقين عبد الله بن أبي إلى يهود خيبر‏:‏ إن محمداً قصد قصدكم، وتوجه إليكم، فخذوا حذركم، ولا تخافوا منه فإن عددكم وعدتكم كثيرة، وقوم محمد شرذمة قليلون، عزّل، لا سلاح معهم إلا قليل.

فأرسلت خيبر إلى غطفان يستمدونهم، وشرطوا لهم نصف ثمار خيبر إن هم غلبوا المسلمين‏.‏

فتهيأت غطفان وتوجهوا إلى خيبر، وفي الطريق سمعوا من خلفهم حساً ولغطاً، فظنوا أن المسلمين أغاروا على أهاليهم وأموالهم فرجعوا، ولم يساعدوا خيبر‏.‏

 

الطريق إلى خيبر‏

واتجه رسول الله نحو خيبر، ومر على وادي الرجيع، بالقرب من غطفان (التي ظنت أن النبي هاجم أهلها فرجعت عن إمداد خيبر).

وأراد النبي أن يدخل خيبر من جهة الشمال (جهة الشام) حتى يحول بين خيبر وغطفان، ويحول بين اليهود وفرارهم إلى الشام.

دعا النبي الدليلين اللذين كانا يسلكان بالجيش، ليدلاه على الطريق الأحسن، فلما وصلوا لمفترق طرق قال أحدهما للنبي: كل هذه الطرق تؤدي للمقصد.

وذكر اسم كل طريق، وهى: حزن، وشاش، وحاطب، ومَرْحَب، فاختار النبي طريق مرحب.

كان عامر بن الأكوع شاعراً، وكان يحدو بالقوم، يقول: اللهم لولا أنت ما اهتديـنا ** ولا تَصدَّقْنا ولا صَلَّيـنـا.

ولما دنا النبي من خيبر قال‏:‏ ‏(‏قفوا‏)‏، فوقــف الجيش، فــقال‏:‏

‏(‏اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما أذرين

فإنا نسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها، ونعوذ بك من شر هذه القرية، وشر أهلها، وشر ما فيها، أقدموا، بسم الله‏)‏‏.‏

 

الجيش إلى أسوار خيبر‏‏

صلي النبي الفجر بغَلَس، وركب المسلمون، وفوجئ الفلاحون بجيش المسلمين، فرجعوا هاربين إلى مدينتهم.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الله أكبر، خربت خيبر، الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين‏)‏‏.‏

 

حصون خيبر‏‏

وكانت خيبر منقسمة إلى قسمين:

القسم الأول (5 حصون)، وهى ناعم، والصَّعْب بن معاذ‏، وقلعة الزبير، وأبي‏، والنِّزَار‏.‏ والقسم الثاني (3 حصون)، حصن القَمُوص، والوَطِيح، والسُّلالم‏.‏

وفي خيبر حصون وقلاع أخرى صغيرة ليست بأهمية الحصون الثمانية‏.‏

والقتال المرير إنما دار في القسم الأول، أما الثاني فحصونها الثلاثة مع كثرة المحاربين فيها سلمت دونما قتال‏.‏

 

معسكر الجيش الإسلامي‏‏

وتقدم النبي حتى اختار لمعسكره منزلاً، فأتاه حُبَاب بن المنذر، فقال‏:‏ يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل أنزلكه الله، أم هو الرأي في الحرب‏؟‏

قال‏:‏ ‏(‏بل هو الرأي‏)‏

فقال‏:‏ يا رسول الله، إن هذا المنزل قريب جدًا من حصن نَطَاة، وجميع مقاتلي خيبر فيها، وهم يدرون أحوالنا، ونحن لا ندري أحوالهم.

وسهامهم تصل إلينا، وسهامنا لا تصل إليهم، ولا نأمن من بياتهم، وأيضًا هذا بين النخلات، ومكان غائر، وأرض وخيمة، لو أمرت بمكان خال عن هذه المفاسد نتخذه معسكرًا.

قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الرأي ما أشرت‏)‏، ثم تحول إلى مكان آخر‏.‏

 

التهيؤ للقتال وبشارة الفتح‏‏

ولما كانت ليلة الدخول ـ وقيل‏:‏ بل بعد عدة محاولات ومحاربات ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ‏[‏يفتح الله على يديه ‏]‏‏)‏

فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال‏:‏ ‏(‏أين علي بن أبي طالب‏؟‏‏)‏ فقالوا‏:‏ يا رسول الله، هو يشتكي عينيه، قال‏:‏ ‏(‏فأرسلوا إليه‏)‏

فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرئ، كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال‏:‏ يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟

قال‏:‏ ‏(‏انفذ على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله، لأن يهدي الله بك رجلا واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم‏)‏‏.‏

 

فتح حصن ناعم‏‏

أول حصن هاجمه المسلمون هو حصن ناعم‏.، وهو خط الدفاع الأول لليهود لمكانه الاستراتيجي، وهو حصن “مرحب” البطل اليهودي الذي كان يعد بالألف‏.‏

خرج علي بن أبي طالب بالمسلمين، ودعا اليهود إلى الإسلام فرفضوا، وبرزوا إلى المسلمين ومعهم ملكهم مرحب، فلما خرج إلى ميدان القتال دعا إلى المبارزة.

تبارز مرحب مع عامر بن الأكوع فأصيب عامر في عين ركبته فمات منه، فخرج علي بن أبي طالب لمبارزة مرحب، فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه‏.‏

ودار القتال المرير حول حصن ناعم، قتل فيه عدة سراة من اليهود، انهارت لأجله مقاومة اليهود، وعجزوا عن صد هجوم المسلمين.

هذا القتال دام أيامًا لاقي المسلمون فيها مقاومة شديدة، إلا أن اليهود يئسوا، فتسللوا إلى حصن الصَّعْب، واقتحم المسلمون حصن ناعم‏.‏

 

فتح حصن الصعب‏‏

حصن الصعب ثاني الحصون قوة ومناعة بعد حصن ناعم، قام المسلمون بالهجوم عليه تحت قيادة الحباب بن المنذر الأنصاري.

فرض المسلمون الحصار ثلاثة أيام، حتى أجهدوا ونفد الطعام، وكان رجال من الجيش قد ذبحوا الحمير، ونصبوا القدور على النيران، فلما علم النبي نهاهم عن لحوم الحمر الإنسية‏.‏

وفي اليوم الثالث للحصار، شكى بعض المسلمين للنبي الجهد، فدعا النبي:

‏(‏اللهم إنك قد عرفت حالهم، وأن ليست بهم قوة، وأن ليس بيدي شيء أعطيهم إياه، فافتح عليهم أعظم حصونها عنهم غَنَاء، وأكثرها طعامًا ووَدَكًا‏)‏‏.‏

وبعد دعائه ندب النبي لمهاجمة الحصن، ودار البراز والقتال، ثم فتح الحصن قبل أن تغرب الشمس، ووجد فيه المسلمون بعض المنجنيقات والدبابات‏، وطعاماً كثيراً‏

 

فتح قلعة الزبير‏

انسحب اليهود من كل حصون النَّطَاة إلى قلعة الزبير، وهو حصن منيع، وحاصره النبي ثلاثة أيام، حتى جاءه رجل من اليهود وأخبره بطريقة لفتح الحصن.

قال الرجل‏:‏ يا أبا القاسم، إنك لو أقمت شهرًا ما بالوا، إن لهم شرابًا وعيونًا تحت الأرض، يخرجون بالليل ويشربون منها، ثم يرجعون إلى قلعتهم فيمتنعون منك، فإن قطعت مشربهم عليهم أصحروا لك‏.‏

فقطع ماءهم عليهم، فخرجوا فقاتلوا أشد القتال، قتل فيه نفر من المسلمين، وأصيب نحو العشرة من اليهود، وافتتحه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

 

فتح قلعة أبي‏

وبعد فتح قلعة الزبير انتقل اليهود إلى قلعة أبي وتحصنوا فيه، وفرض المسلمون عليهم الحصار، وقام بطلان من اليهود واحد بعد الآخر بطلب المبارزة، وقد قتلهما أبطال المسلمين.

والذي قتل المبارز الثاني هو البطل المشهور أبو دُجَانة صاحب العصابة الحمراء‏.‏ وقد أسرع أبو دجانة إلى اقتحام القلعة، ومعه الجيش.

وجري قتال مرير ساعة داخل الحصن، ثم تسلل اليهود إلى حصن النزار آخر حصن في الشطر الأول‏.‏

 

فتح حصن النَّزَار‏

كان اليهود على شبه اليقين بأن المسلمين لا يستطيعون اقتحام هذه القلعة، فهو يقع على جبل مرتفع، ولذلك أقاموا فيها مع الذراري والنساء‏.‏

فرض المسلمون الحصار، ولا يجدون سبيلا للاقتحام، أما اليهود فقاوموا مقاومة عنيدة برشق النبال، وبإلقاء الحجارة‏.‏

عندئذ أمر النبي بنصب آلات المنجنيق، فأوقعوا الخلل في جدران الحصن، واقتحموه، ودار قتال مرير في داخل الحصن انهزم أمامه اليهود هزيمة منكرة.

ولم يتمكن اليهود من التسلل كما الحصون السابقة، بل فروا تاركين للمسلمين نساءهم وذراريهم‏.‏

وبهذا الحصن تم فتح الشطر الأول من خيبر، وهي ناحية النَّطَاة والشَّقِّ، وكانت فيه حصون صغيرة أخري قد هرب أهلها إلى الشطر الثاني من خيبر‏.‏

 

فتح الشطر الثاني من خيبر‏

لما أتي رسول الله إلى هذه الناحية ـ الكتيبة ـ فرض على أهلها أشد الحصار، ودام الحصار 14يومًا، واليهود لا يخرجون من حصونهم.

فلما همّ رسول الله أن ينصب عليهم المنجنيق، أيقن اليهود بالهلكة فسألوا النبي الصلح‏.‏

 

المفاوضة‏‏

والتقى ابن أبي الحُقَيْق رسول الله، وتصالح على حقن دماء مَنْ في حصونهم، ويخرجون من خيبر وأرضها بذراريهم، ويتركون للنبي المال والأرض، والذهب والفضة، إلا ثوبًا على ظهر إنسان.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏وبرئت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتموني شيئا‏)‏، فصالحوه على ذلك ، وبعد هذه المصالحة تم تسليم الحصون إلى المسلمين، وبذلك تم فتح خيبر‏.‏

لكن ابني أبي الحقيق نقضوا العهد وأخبأوا كنزاً عندهم، وعلم رسول الله، فسألهما وأنكرا، فقال‏:‏ ‏(‏أرأيت إن وجدناه عندك أأقتلك‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ نعم.

فأمر بالخربة، فحفرت، فأخرج منها بعض كنزهم، ثم سأله عما بقي، فأبي أن يؤديه، فقتله.

وسبي رسول الله صفية بنت حيي بن أخطب، وكانت تحت كنانة بن أبي الحقيق، وكانت عروسًا حديثة عهد بالدخول‏.‏

 

الغنائم‏‏

وأراد النبي أن يجلي اليهود من خيبر، فقالوا‏:‏ يا محمد، دعنا نكون في هذه الأرض، نصلحها، ونقوم عليها، فنحن أعلم بها منكم، فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع.

ويدل على كثرة مغانم خيبر ما رواه البخاري عن ابن عمر قال‏:‏ ما شبعنا حتى فتحنا خيبر.

ولما رجع النبي إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم إياها من النخيل‏.‏

 

قدوم جعفر بن أبي طالب والأشعريين‏‏

وفي هذه الغزوة قدم عليه ابن عمه جعفر بن أبي طالب وأصحابه، ومعهم الأشعريون أبو موسى وأصحابه‏.‏

ولما قدم جعفر على النبي تلقاه وقَبَّلَ ما بين عينيه وقال‏:‏ ‏(‏والله ما أدري بأيهما أفرح‏؟‏ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر‏)‏‏.‏

 

الزواج بصفية‏‏

جاء دحية بن خليفة الكلبي، فقال‏:‏ يا نبي الله، أعطني جارية من السبي، فقال‏:‏ اذهب فخذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي.

فجاء رجل إلى النبي فقال‏:‏ يا نبي الله، أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة وبني النضير، لا تصلح إلا لك.

قال‏:‏ ‏(‏ادعوه بها‏)‏‏.‏ فجاء بها، فلما نظر إليها النبي قال‏:‏ ‏(‏خذ جارية من السبي غيرها‏)‏، وعرض عليها النبي الإسلام فأسلمت، فأعتقها وتزوجها، وجعل عتقها صداقها.

 

أمر الشاة المسمومة‏

ولما اطمأن النبي بخيبر بعد فتحها أهدت له زينب بنت الحارث، شاة مَصْلِيَّةً، وقد أكثرت فيها من السم.

فلما وضعتها بين النبي تناول الذراع، فَلاَكَ منها مضغة فلم يسغها، ولفظها، ثم قال‏:‏ ‏(‏إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم‏)‏.

ثم دعا بها فاعترفت، فقال‏:‏ ‏(‏ما حملك على ذلك‏؟‏‏)‏ قالت‏:‏ قلت‏:‏ إن كان ملكًا استرحت منه، وإن كان نبيًا فسيخبر.

وقيل أن النبي تجاوز عنها‏ أولاً، لكن بعدما مات أحد أصحابه من سم الشاة أمر بقتلها قصاصاً.

 

قتلى الفريقين في معارك خيبر‏

استشهد من المسلمين في معارك خيبر 16، وقيل 81، وقيل 91، أما قتلي اليهود فعددهم 93 قتيلاً‏.‏

 

فَـدَك‏‏

كان النبي قد أرسل إلى يهود فدك يدعوهم للإسلام، فأبطأوا عليه، فلما فتح الله خيبر قذف الرعب في قلوبهم، فبعثوا يصالحونه على النصف من فدك كما خيبر، فقبل ذلك منهم.

 

وادي القُرَي‏

ولما فرغ النبي من خيبر، انصرف إلى وادي القري، وكان بها جماعة من اليهود، وانضاف إليهم جماعة من العرب‏.‏

فلما نزلوا استقبلتهم يهود بالرمي، وهم على تعبئة، وقتلوا عبد لرسول الله.

وعَبَّأ النبي أصحابه للقتال، ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا، فخرج رجل منهم يطلب المبارزة فقتل، ثم خرج آخر فقتل، وهكذا حتى قتل منهم 11 رجلاً.

وكلما قتل منهم رجل دعا النبي من بقي إلى الإسلام‏، ثم قاتلهم حتى أمسوا، وغدا عليهم فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطوا ما بأيديهم، وفتحها عنوة، وغَنَّمَهُ اللهُ أموالهم‏.‏

وأقام النبي بوادي القري 4 أيام، وقسم الغنائم، وترك الأرض والنخل بأيدي اليهود، كما عامل أهل خيبر‏.‏

 

تَيْمَـــاء‏‏

ولما بلغ يهود تيماء خبر استسلام أهل خيبر ثم فَدَك ووادي القُرَي، لم يبدوا أي مقاومة ضد المسلمين، بل بعثوا من تلقاء أنفسهم يعرضون الصلح.

وقبل النبي منهم وأقاموا بأموالهم،‏ وكتب لهم بذلك كتابا وهاك نصه‏:‏

هذا كتاب محمد رسول الله لبني عاديا، أن لهم الذمة، وعليهم الجزية، ولا عداء ولا جلاء، الليل مد، والنهار شد‏.‏

 

العودة إلى المدينة‏

ثم أخذ رسول الله في العودة إلى المدينة، وبعد النظر في تفصيل معارك خيبر، يبدو أن رجوعه كان في أواخر صفر أو ربيع الأول 7 هـ‏.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *