تبع فتح مكة استكمال أعمال المقاتلة والجهاد بالتوازي مع تسابق الشعوب والقبائل لاعتناق الإسلام، وقد كانت غزوة حنين من تبعات أعمال فتح مكة.
غزوة حنين
بوغتت القبائل المجاورة بفتح مكة، ولم تستلم بعض القبائل المتغطرسة، وفي مقدمتها بطون هوازن وثقيف، واجتمعت إليها نصر وجشم وسعد بن بكر وناس من بني هلال.
اجتمعت هذه البطون إلى مالك بن عوف النصري، وقررت المسير إلى حرب المسلمين.
مسير العدو ونزوله بأوطاس
لما أجمع القائد العام مالك بن عوف المسير إلى حرب المسلمين، ساق مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم، فسار حتى نزل بأوْطَاس بالقرب من حُنَيْن.
ورفض مالك رأي دُرَيْدُ بن الصِّمَّةِ وهو شيخ كبير، ليس فيه إلا رأيه ومعرفته بالحرب وكان شجاعاً مجرباً، وقد طلب من مالك عدم اصطحاب النساء والأموال خلف الجيش لكن مالكاً رفض واستخف برأيه.
سلاح استكشاف
وجاءت عيون مالك إليه مذعورة حينما رأت جيش المسلمين وقالوا: رأينا رجالاً بيضا على خيل بُلْق، والله ما تماسكنا أن أصابنا ما تري.
في المقابل بعث رسول الله أبا حَدْرَد الأسلمي، وأمره أن يدخل في جيش مالك، فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم، ثم يأتيه بخبرهم، ففعل.
الرسول يغادر مكة إلى حنين
وفي يوم 6 شوال 8 هـ غادر رسول اللّه مكة في 12 ألفاً من المسلمين، وأكثرهم حديثو عهد بالإسلام واستعار من صفوان بن أمية مائة درع بأداتها، واستعمل على مكة عَتَّاب بن أسيد.
ولما كان عشية جاء فارس، فقال: رأيت هوازن على بكرة آبائهم بِظُعُنِهم ونَعَمِهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين. فتبسم رسول اللّه وقال: (تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء اللّه).
وفي طريقهم إلى حنين، نظر بعضهم إلى كثرة الجيش وقال: لن نُغْلَبَ اليوم. وكان قد شق ذلك على رسول اللّه.
الجيش الإسلامي يُباغَتْ بالرماة والمهاجمين
انتهي الجيش الإسلامي إلى حنين، وكان مالك بن عوف قد سبقهم، فأدخل جيشه بالليل في ذلك الوادي.
وفرق كُمَنَاءه في الطرق والمداخل والشعاب والأخباء والمضايق، وأصدر إليهم أمره بأن يرشقوا المسلمين أول ما طلعوا، ثم يشدوا شدة رجل واحد.
وبالسَّحَر عبأ رسول اللّه جيشه، وعقد الألوية والرايات، وفي عَمَاية الصبح استقبل المسلمون وادي حنين، وشرعوا ينحدرون فيه، وهم لا يدرون بوجود كمناء.
فبينا هم ينحطون إذا تمطر عليهم النبال، وإذا كتائب العدو قد شدت عليهم شدة رجل واحد، فانشمر المسلمون راجعين، لا يلوي أحد على أحد.
وكانت هزيمة منكرة، حتى قال أبو سفيان بن حرب، وهو حديث عهد بالإسلام: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر الأحمر وصرخ كَلَدَةُ بن الحَنْبَل: ألا بطل السِّحْر اليوم.
وانحاز رسول اللّه جهة اليمين وهو يقول: (هَلُمُّوا إلى أيها الناس، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد اللّه) ولم يبق معه في موقفه إلا عدد قليل من المهاجرين والأنصار.
وحينئذ ظهرت شجاعة النبي التي لا نظير لها، فقد طفق يركض بغلته قبل الكفار وهو يقول: (أنا النبي لا كَذِبْ ** أنا ابن عبد المطلب)
بيد أن أبا سفيان بن الحارث كان آخذا بلجام بغلته، والعباس بركابه، يكفانها ألا تسرع، ثم نزل رسول اللّه فاستنصر ربه قائلاً: (اللّهم أنزل نصرك).
رجوع المسلمين واحتدام المعركة
وأمر رسول اللّه عمه العباس وكان جَهِيَر الصوت أن ينادي الصحابة، فنادي: أين أصحاب السَّمُرَة؟ فقالوا: يا لبيك، يا لبيك.
ثم استكمل العباس نداءه: يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، ثم قصر الدعوة في بني الحارث بن الخزرج.
وتلاحقت كتائب المسلمين واحدة تلو الأخري كما كانوا تركوا الموقعة، وتجالد الفريقان مجالدة شديدة، ونظر رسول اللّه إلى ساحة القتال، وقد استحر واحتدم، فقال: (الآن حَمِي الوَطِيسُ).
ثم أخذ رسول اللّه قبضة من تراب الأرض، فرمي بها في وجوه القوم وقال: (شاهت الوجوه)، فما خلق اللّه إنساناً إلا ملأ عينيه تراباً من تلك القبضة.
انكسار حدة العدو وهزيمته الساحقة
وما هي إلا ساعات قلائل حتى انهزم العدو هزيمة منكرة، وقتل من ثَقِيف وحدهم نحو 70، وحاز المسلمون ما كان مع العدو من مال وسلاح وظُعُن.
وهذا هو التطور الذي أشار إليه سبحانه وتعالى في قوله:
{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} [التوبة:25، 26]
حركة المطاردة
ولما انهزم العدو صارت طائفة منهم إلى الطائف، وطائفة إلى نَخْلَة، وطائفة إلى أوْطاس، فأرسل النبي إلى أوطاس طائفة من المطاردين يقودهم أبو عامرالأشعري.
فَتَنَاوَشَ الفريقان القتال قليلاً ، ثم انهزم جيش المشركين، وفي هذه المناوشة قتل القائد أبو عامر الأشعري.
وطاردت طائفة أخري فلول المشركين الذين سلكوا نخلة، فأدركت دُرَيْدَ بن الصِّمَّة فقتله ربيعة بن رُفَيْع.
وأما معظم فلول المشركين الذين لجأوا إلى الطائف، فتوجه إليهم رسول اللّه بنفسه بعد أن جمع الغنائم.
الغنائم
وكانت الغنائم: السبي ستة آلاف رأس، والإبل أربعة وعشرون ألفاً ، والغنم أكثر من أربعين ألف شاة، وأربعة آلاف أوقية فضة.
أمر رسول اللّه بجمعها، ثم حبسها بالجِعْرَانَة، وجعل عليها مسعود بن عمرو الغفاري، ولم يقسمها حتى فرغ من غزوة الطائف.
وكانت في السبي الشيماء بنت الحارث السعدية؛ أخت رسول اللّه من الرضاعة، فلما جيء بها إليه، أكرمها، وبسط لها رداءه، ثم منّ عليها، وردّها إلى قومها.
غزوة الطائف
وهذه الغزوة امتداد لغزوة حنين، وذلك أن معظم فلول هَوَازن وثَقِيف دخلوا الطائف مع مالك بن عوف وتحصنوا بها، فسار إليهم رسول الله بعد فراغه من حنين.
وسلك رسول الله إلى الطائف، فمر في طريقه على لِيَّةَ، وكان هناك حصن لمالك بن عوف فأمر بهدمه، ثم واصل سيره حتى انتهي إلى الطائف، وفرض الحصار على أهل الحصن.
ودام الحصار مدة غير قليلة، ووقعت في هذه المدة مراماة، ومقاذفات، وقد رمى أهل الحصن رمياً شديداً، حتى أصيب من المسلمين جروج، وقتل منهم 12 رجلاً، واضطروا إلى تغيير مكان معسكرهم.
ونصب النبي المنجنيق، وقذف به القذائف، حتى وقعت شدخة في جدار الحصن، فدخل نفر من المسلمين، لكن العدو رمى عليهم سكك الحديد محماة بالنار، فخرجوا من تحتها، فرموهم بالنبل وقتلوا منهم رجالاً.
وأمر رسول اللّه بقطع الأعناب وتحريقها، فقطعها المسلمون قطعاً ذريعاً، فسألته ثقيف أن يدعها للّه والرحم، فتركها للّه والرحم.
ونادى مناديه صلى الله عليه وسلم: أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر، فخرج 23 رجلاً، فأعتقهم النبي وأعطاهم مؤنة، فشق ذلك على أهل الحصن.
ولما طال الحصار، وأصيب المسلمون، استشار رسول اللّه نَوْفَل بن معاوية الدِّيلي فقال: هم ثعلب في جحر، إن أقمت عليه أخذته وإن تركته لم يضرك.
وحينئذ عزم النبي على الرحيل، فثقل ذلك على المسلمين وقالوا: نذهب ولا نفتحه؟ عنئذ قال رسول اللّه : (اغدوا على القتال).
فلما غدوا أصابهم جراح، فقال رسول الله: (إنا قافلون غداً إن شاء اللّه). فسروا بذلك وأذعنوا، وجعلوا يرحلون، ورسول اللّه يضحك.
ولما ارتحلوا واستقلوا قيل: يا رسول اللّه، ادع على ثقيف، فقال: (اللّهم اهد ثقيفا، وائت بهم).
قسمة الغنائم بالجِعْرَانَة
ولما عاد رسول اللْه بعد رفع الحصار عن الطائف مكث بالجعرانة بضع عشرة ليلة لا يقسم الغنائم، ويتأني بها، يبتغي أن يقدم عليه وفد هوازن تائبين فيحرزوا ما فقدوا.
ولكنه لم يجئه أحد، فبدأ بقسمة المال، ليسكت المتطلعين من رؤساء القبائل وأشراف مكة، فكان المؤلفة قلوبهم أول من أعطي وحظي بالأنصبة الجزلة.
حتى شاع في الناس أن محمداً يعطي عطاءً، ما يخاف الفقر، فازدحمت عليه الأعراب يطلبون المال حتى اضطروه إلى شجرة، فانتزعت رداءه فقال:
(أيها الناس، ردوا علي ردائي، فو الذي نفسي بيده لو كان عندي عدد شجر تهامة نعماً لقسمته عليكم، ثم ما ألفيتموني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً).
ثم قام إلى جنب بعيره فأخذ من سنامه وبرة، فجعلها بين إصبعه، ثم رفعها، فقال:
(أيها الناس، واللّه مالى من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم).
وبعد إعطاء المؤلفة قلوبهم، أمر رسول اللّه زيد بن ثابت بإحضار الغنائم والناس، ثم فرضها على الناس، فكانت سهامهم لكل رجل إما أربعاً من الإبل، وإما أربعين شاة، فإن كان فارساً أخذ اثني عشر بعيراً أو عشرين ومائة شاة.
الأنصار تَجِدُ على رسول اللّه
كانت هذه القسمة مبنية على سياسة حكيمة، لكنها لم تُفْهَم أول الأمر، فأُطْلِقتْ ألسنة شتي بالاعتراض.، خاصة أن النبي لم يعط شيئاً للأنصار.
فدخل عليه سعد بن عبادة فقال: يا رسول اللّه، إن هذا الحي من الأنصار قد وَجَدُوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء.
قال: (فأين أنت من ذلك يا سعد؟) قال: يا رسول اللّه، ما أنا إلا من قومي. قال: (فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة).
فلما اجتمعوا أتاهم رسول اللّه فحمد اللّه، وأثني عليه، ثم قال:
(يا معشر الأنصار، ما قَالَهٌ بلغتني عنكم، وَجِدَةٌ وجدتموها على في أنفسكم؟ ألم آتكم ضلالاً فهداكم اللّه؟ وعالة فأغناكم اللّه؟ وأعداء فألف اللّه بين قلوبكم؟) قالوا: بلي، اللّه ورسوله أمَنُّ وأفْضَلُ.
ثم قال: (ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟) قالوا: بماذا نجيبك يا رسول اللّه؟ للّه ورسوله المن والفضل. قال: (أما واللّه لو شئتم لقلتم، فصَدَقْتُمْ ولصُدِّقْتُمْ: أتيتنا مُكَذَّبًا فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فآسَيْنَاك).
(أوَجَدْتُمْ يا معشر الأنصار في أنفسكم في لَعَاعَةٍ من الدنيا تَألفَّتُ بها قوماً ليُسْلِمُوا، ووَكَلْتُكم إلى إسلامكم؟
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول اللّه إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار.
ولو سلك الناس شِعْبًا، وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللّهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار).
فبكي القوم حتى أخْضَلُوا لِحَاهُم وقالوا: رضينا برسول اللّه قَسْمًا وحظاً، ثم انصرف رسول اللّه، وتفرقوا.
قدوم وفد هوازن
وبعد توزيع الغنائم أقبل وفد هوازن مسلماً، وهم 24 رجلاً، فأسلموا وبايعوا ثم قالوا: يا رسول اللّه، إن فيمن أصبتم الأمهات والأخوات، والعمات والخالات، وهن مخازي الأقوام.
فقال: (إن معي من ترون، وإن أحب الحديث إلى أصدقه، فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم؟)
قالوا: ما كنا نعدل بالأحساب شيئاً.
فقال: (إذا صليت الغداة أي صلاة الظهر فقوموا فقولوا: إنا نستشفع برسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى المؤمنين، ونستشفع بالمؤمنين إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن يرد إلينا سبينا).
فلما صلي الغداة قاموا فقالوا ذلك. فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وسأسأل لكم الناس).
فقال المهاجرون والأنصار: ما كان لنا فهو لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
فقال الأقْرَع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا.
وقال عُيَيْنَة بن حِصْن: أما أنا وبنو فَزَارَة فلا.
وقال العباس بن مِرْدَاس: أما أنا وبنو سُلَيْم فلا. فقالت بنو سليم: ما كان لنا فهو لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم. فقال العباس بن مرداس: وهنتموني.
فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
(إن هؤلاء القوم قد جاءوا مسلمين، وقد كنت استأنيت سَبْيَهُمْ، وقد خيرتهم فلم يعدلوا بالأبناء والنساء شيئاً، فمن كان عنده منهن شيء فطابت نفسه بأن يرده فسبيل ذلك، ومن أحب أن يستمسك بحقه فليرد عليهم، وله بكل فريضة ست فرائض من أول ما يفيء اللّه علينا)
فقال الناس: قد طيبنا لرسول اللّه.
فقال: (إنا لا نعرف من رضي منكم ممن لم يرض، فارجعوا حتى يرفع إلينا عُرَفَاؤكم أمركم)
فردوا عليهم نساءهم وأبناءهم، لم يتخلف منهم أحد غير عيينة بن حصن، فإنه أبي أن يرد عجوزاً صارت في يديه منهم، ثم ردها بعد ذلك، وكسا رسول اللّه السبي قبطية قبطية.
البعوث والسرايا بعد الرجوع من غزوة الفتح
وأدي النبي العمرة، وانصرف راجعاً إلى المدينة بعد أن ولي على مكة عَتَّاب بن أسيد.
وبعد الرجوع أقام رسول اللّه بالمدينة يستقبل الوفود، ويبعث العمال، ويبث الدعاة، ويَكْبِتُ من بقي فيه الاستكبار عن الدخول في دين اللّه، والاستسلام للأمر الواقع الذي شاهدته العرب.
إرسال العمال المصدقون
استهل هلال المحرم 9هـ، وبدأ بعث رسول اللّه المُصَدِّقين إلى القبائل، فأرسل عماله إلى إلى بني تميم، وأسْلَم وغِفَار، وسُلَيْم ومُزَيْنَةَ.، وجُهَيْنَة، وبني فَزَارَة، وبني كلاب.
وكذلك إلى بني كعب، وبني ذُبْيَان، وصنعاء وحضرموت، وطيئ وبني أسد، وبني حَنْظَلَة، وبني سعد، والبحرين.، ونجران.
السرايا
وكما بعث المصدقون إلى القبائل، مَسَّتِ الحاجة إلى بعث عدة من السرايا:
1- سرية عيينة بن حصن الفزاري في المحرم سنة 9 هـ إلى بني تميم، وسببها: أن بني تميم كانوا قد أغروا القبائل، ومنعوهم عن أداء الجزية.
وهجم عيينة عليهم في الصحراء فولي القوم مدبرين، وأخذ منهم 11 رجلاً 21 امرأة 30 صبياً، وساقهم إلى المدينة.
وقدم فيهم عشرة من رؤسائهم، فجاءوا إلى باب النبي، فأجازهم رسول اللّه، ورد عليهم نساءهم وأبناءهم.
2- سرية قُطْبَة بن عامر إلى حي من خَثْعَم في صفر 9 هـ. فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى كثر الجرحى في الفريقين، وقتل قطبة، وساق المسلمون النَّعَم والنساء والشاء إلى المدينة.
3- سرية الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كِلاَب في ربيع الأول 9هـ. فهزمهم المسلمون، وقتلوا منهم رجلاً.
4- سرية علقمة بن مُجَزِّرِ المُدْلِجي إلى سواحل جُدَّة في ربيع الآخر 9هـ ضد رجال من الحبشة اجتمعوا للقيام بأعمال القَرْصَنَة ضد أهل مكة، فلما سمعوا بمسير المسلمين إليهم هربوا.
5- سرية على بن أبي طالب إلى صنم لطيئ ليهدمه في ربيع الأول 9 هـ. فشنوا الغارة على محلة آل حاتم، فهدموه وملأوا أيديهم من السبي والنعم والشاء، وفي السبي أخت عدي بن حاتم.
ولما جاءوا إلى المدينة استعطفت أخت عدي بن حاتم رسول اللّه، قائلة: يا رسول اللّه، غاب الوافد، وانقطع الوالد، وأنا عجوز كبيرة، ما بي من خدمة، فمُنَّ على، منّ اللّه عليك.
قال: (من وافدك؟) قالت: عدي بن حاتم،. قال: (الذي فر من اللّه ورسوله؟) ثم من عليها، وأعطاها الحِمْلان.