الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام كما في حديث النبي صلى الله عليه: (بُنِيَ الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتَاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ)، وهو فريضة بإجماع العلماء كما قال الله تعالى: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) آل عمران.
وقال الله تعالى: (وَأَذِّن في النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ لِّيَشْهَدُواْ مَنَـفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ في أَيَّامٍ مَّعْلُومَـتٍ) الحج.
الحج هو قصد مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في وقت معين من العام “أشهر الحج” لأداء مناسك الحج تعبداً لله تعالى.
قد تهمك بعض هذه الموضوعات :
- بر الوالدين في الإسلام | تعريف و فضل وحقوق
- الإسراء والمعراج و بيعة العقبة | الرحيق المختوم ج11
- شاهد رحلة الإسراء والمعراج بصور الأقمار الصناعية
- مناسك العمرة والدعاء فيها
- مناسك الحج | بطريقة سهلة ومبسطة
فرض الحج في السنة التاسعة من الهجرة، وقد فرض الله تعالى على المسلمين الفرائض ليزدادوا قربا والحج هو قصد مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في وقت معين من العام منه سبحانه، وليكفرعنهم سيئاتهم، فأحب الأعمال إلى الله تعالى ما افترضه على الإنسان كما جاء في الحديث القدسي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَة – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم ” إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: “مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقْد آذَنْتهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ.” رَوَاهُ الْبُخَارِيّ
يجب الحج على المسلم العاقل، البالغ، الحر، المستطيع بالمال والبدن، وللمرأة أن يكون معها محرم من محارمها للحفاظ عليها أثناء السفر.
يجوز للصغير الحج ولكن لا تسقط عنه حجة الفريضة إلا أن يحجها عندما يبلغ.
ويجوز لمن استطاع الحج ويريد أن يؤدى فريضة الحج ولكنه عجز عنه لكبر أو مرض لا يرجى شفاؤه أن ينيب عنه بشرط أن يكون هذا الشخص الذى يقوم بالإنابة قد حج حجة الفريضة عن نفسه أولا.
يجب الحج على المسلم مرة واحدة في العمر، ويجوز الحج أكثر من مرة لمن أراده نافلة.
ويظهر في الحج المساواة والاتحاد بين كل المسلمين بغنييهم وفقيرهم، وضعيفهم وقويهم، وصغيرهم وكبيرهم، وباختلاف لغتهم وألوانهم وبلادهم فلا فرق بينهم إلا بالتقوى، فكلهم جاءوا لطلب واحد وهو أن يغفر الله لهم، فيرتدون نفس الثياب التي تشبه الكفن، فيتركون الدنيا وراء ظهورهم، ويقومون بنفس المناسك في نفس التوقيت.
من فضائل الحج:
ويبشر النبي صلى الله عليه وسلم الحجاج فيقول: “مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ” متفق عليه، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
والحج المبرور من أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله والجهاد في سبيله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: “إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ. قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: “حَجٌّ مَبْرُورٌ” متفق عليه.
والحج يمحو الذنوب، ويقي من الفقر ويكفير السيئات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ” (رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وحسنه الألباني).
والحجاج هو ضيوف ووفود الله تعالى يغفر لهم ذنوبهم فهو أكرم من يكرم ضيفه فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: “وَفْدُ اللَّهِ ثَلَاثَةٌ الْغَازِي وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ”(رواه النسائي وغيره، وصححه الألباني)
ماذا يجب على الحاج قبل توجهه إلى حج بيت الله الحرام؟
ينبغي للحاج أن يخلص النية لله سبحانه وتعالى فلا يقبل الله تعالى العمل إلا إذا كان خالصا لوجه الكريم وأن يكون موافقا لشرعه سبحانه كما قال الله تعالى في كتابه:( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف.
وعليه أن يحرص أيضا على المال الحلال فالله لا يقبل إلا طيبا، ويجب عليه أيضا أن يتعلم مناسك الحج حتى يستطيع أن يؤديها دون خطأ وحتى لا يقع في محظور من محظورات الحج، وعليه أيضا أن يبادر بالتوبة ورد المظالم إلى أهلها ومسامحة الأخرين.
اللهم ارزقنى حج بيتك الحرام بصحبة زوجى يا رب
تشتاق النفس للبيت الحرام
يا رب ارزقنا حج بيتك الحرام
جيد