الإثنين , أبريل 29 2024

رسائل إلى ابني الشاب 3 | التعارف والتزاور

رسائل إلى ابني الشاب، هي سلسلة رسائل من الأب إلي ابنه الشاب في المرحلة الجامعية، تتناول سمات المرحلة السنية، وتوجيه نصائح للاستفادة من هذه المرحلة.

وقد تناولنا من قبل رسائل إلى ابني البالغ – في جزئين – في مرحلة المراهقة، وهنا نتناول رسالة من رسائل الأب لابنه الشاب بعنوان التعارف والتزاور بقلم أحمد السيد.

قد يهمك:

رسائل إلى ابني الشاب 3

التعارف والتزاور

ابني الحبيب

تتميز الحياة الجامعية باتساع فرص التعارف، فطلاب الجامعة كثيرو العدد، متعددو البلدان والثقافات والمواهب.

كلما ازدادت علاقاتك الاجتماعية بالزملاء، ازدادت خبراتك وقوة تواصلك، وتفكيرك الواقعي، ونمى لديك ما يعرف بالذكاء الاجتماعي والذي يعني القدرة على فهم شخصيات الآخرين، وإجادة التعامل الملائم مع كل شخصية حسب نمطها.

للعلاقات الاجتماعية فوائد وآثار على الحياة العملية والمهنية، وقد أشار إحصاء إلى أن نحو 80% من فرص العمل يتم الحصول عليها من خلال المعارف والأصدقاء.

الشاب الفطن يحرص على توسيع علاقاته ودوائر معارفه بين زملاء الدراسة والسكن الطلابي والأساتذة والمعلمين بل والموظفين بالجامعة وأصحاب المحلات المجاورة، فمثل هذه المعارف تيسر الحصول على المعلومات ذات الصلة بشئونه، وتساعد على قضاء الحاجات وتيسير الخدمات، وتحصيل الفوائد والمنافع.

الشاب الاجتماعي يزور زملاءه في سكنهم، وفي بلدانهم، يسافر إليهم ويبيت عندهم إن كان متاحاً، ويتعرف على جغرافيا البلدان وثقافاتها، ومن استطاع أن يجوب جميع البلدان خلال سنوات الدراسة، فقد حقق ثروة من الفوائد والمنافع والخبرات التي لا يمكن حصرها.

الشاب العاقل يحرص على أن يكون لطيفاً ودوداً في صداقته، سخياً كريماً، يقدم الهدية، ويواصل السؤال، ويشارك المناسبات من فرح وحزن، ويساعد من احتاج للمعونة، يتحدث بأجمل الكلام وأرقاه ذوقاً، ولا يتعمد أن يحرج أحداً.

الصداقات لها تأثير على شخصيتك، فالطبع يجلب الطبع، والمرء على دين خليله، والصداقات فيها الجيد وفيها السيء، فخذ الأول ورد الثاني.

لا ينبغي أن يكون الحرص على الصداقة أهم من الحرص على الدين والخلق، فلا ينبغي أن يتورط الشاب في فعل سيء لأجل مجاملة صديق، أو الخوف من الحرج أمام الأصدقاء، فالذي يتمسك بخلقه ودينه، ويحرم ما حرم الله، ويكره ما كره الله، ينال احترام الآخرين وإن خالفوه السلوك.

الصداقات عادة ما يشوبها بعض المشكلات والخصومات، والشاب العاقل يحرص على حل المشكلات وإعادة التواصل، ولا يفرط بسهولة في الأصدقاء.

الصداقة بين البنين والبنات لها ضوابط وعليها قيود ينبغي إدراكها، ولهذا حديث في رسالتي التالية.

ابني الحبيب..

لقد أشار القرآن الكريم إلى حكمة الله من تعدد خلق الأفراد والعائلات والشعوب، ألا وهي التعارف والتواصل والبحث عن معادن الناس الكريمة، وإن أكرم الناس أتقاهم لله.

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”. الحجرات 13

وفي الحديث “إنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً”

فأصدقائك مهما كثروا، فالمميزون فيهم قلة، فقلما تجد الصديق الصالح، وقلما تجد صاحب العقل الناضج والفكر الراجح، وقلما تجد صاحب النفس القوية والعزيمة الفتية والحماس المنضبط، وقلما تجد صاحب الخلق المتين والمبدأ القويم، وقلما تجد من يقبض على دينه ويعمل لهذا الدين.

ابحث عن هؤلاء، وقربهم منك، واجعلهم من خاصتك، فهؤلاء كنوز متناثرة بين الناس، والفطن من يدركهم ولا يبعد عيناه عنهم.

“وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا”. الكهف 28

والدك

الوصايا

1- احرص على توسيع علاقاتك الاجتماعية بالتعارف والتزاور.

2- اجعل خاصة أصدقائك من أصحاب الخلق والدين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *