الإثنين , أبريل 29 2024

قصة صلاح الدين الأيوبي مختصرة (1)

نقدم لكم قصة صلاح الدين الأيوبي مختصرة (1)، وفيها نعرض ميلاد صلاح الدين ونسبه، وطفولته وشبابه.

وكذلك تأسيس الدولة في مصر ومنها تولي الوزارة ثم حصار دمياط والاشتباك مع الحملة الصليبية البيزنطية المشتركة.

وانتهاء الدولة الفاطمية وأخيراً صلاح الدين سلطاناً على مصر.

قد يهمك:

كتاب قصص ومواقف | أحمد السيد

قصة صلاح الدين الأيوبي مختصرة (1)

قصة صلاح الدين الأيوبي مختصرة (1)

ميلاد صلاح الدين ونسبه:

هو يوسف بن أيوب بن شاذي، كنيته أبو المظفر، ولقب بالملك الناصر، ولد صلاح الدين في تكريت في العراق عام 532 هـ/1138م.

وقد غادر والده نجم الدين أيوب قلعة تكريت يوم مولده وقد كان واليًا عليها.

انتقل نجم الدين إلى بعلبك وأصبح واليًا عليها مدة سبع سنوات، ثم انتقل إلى دمشق.

يرجع نسب الأيوبيين إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل مدينة دوين في أرمينيا.

وقيل عن نسب أجداده أنهم ليسوا أكرادًا، بل نزلوا عندهم فنسبوا إليهم.

طفولة صلاح الدين وشبابه:

قضى صلاح الدين طفولته في دمشق، وأمضى شبابه في بلاط الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي أمير دمشق.

تلقى علومه في دمشق وبرع في دراساته، فكان عالمًا بالهندسة الإقليدية والرياضيات المجسطية وعلوم الحساب والشريعة الإسلامية.

كان صلاح الدين أكثر شغفًا بالعلوم الدينية والفقه الإسلامي من العلوم العسكرية خلال أيام دراسته.

كان صلاح الدين ملمًا بعلم الأنساب والسير الذاتية وتاريخ العرب والشعر، فحفظ ديوان الحماسة لأبي تمام.

كذلك أحب الخيول العربية المطهمة (أي مُكْتَمِلٌة، تَامٌّة، مُتَنَاهٍ فِي الرَّشَاقَةِ)، وعرف أنقى سلالاتها.

في شبابه في أواسط القرن 12 كانت الدولة العباسية متجزأة لعدّة دويلات:

  • كان الفاطميون يحكمون مصر ولا يعترفون بخلافة بغداد.
  • الصليبيون يحتلون الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط من آسيا الصغرى إلى شبه جزيرة سيناء.
  • الأتابكة يسيطرون على شمال العراق وسوريا الداخلية.

أسند إليه السلطان نور الدين محمود رئاسة الشرطة في دمشق، فطهرها من اللصوص والمفسدين، وأعاد الأمن في ربوع الشام.

أقبل الوزير الفاطمي شاور بن مجير السعدي إلى الشام فارًا من مصر مستغيثًا بالملك نور الدين زنكي في دمشق.

وجه نور الدين معه أسد الدين شيركوه بن شاذي عم صلاح الدين وانضم لهم صلاح الدين وكان عمره 26 عاماً فخرجوا من دمشق ودخلوا مصر.

لمع نجم صلاح الدين في سماء المعارك والقيادة العسكرية.

ولمّا وصل أسد الدين وشاور إلى الديار المصرية وسيطروا عليها، غدر شاور بن مجير السعدي واستنجد بالفرنجة على شيركوه.

قرر نور الدين مالكي محاربته حتى لا تقع مصر في يد الفرنجة.

تجهز أسد الدين في قيادة الجيش وخرج من دمشق ومعه صلاح الدين فاشتبكوا في أوّل معركة كبيرة في صحراء الجيزة.

في تلك المعركة لعب صلاح الدين دورًا كبيرًا، حيث كان جيش الفاطميين والفرنجة يفوق جيش الشام عددًا.

استطاع صلاح الدين أسر أحد قادة الجيش الصليبي عندما هاجم جناحه.

تأسيس الدولة في مصر:

تولّي الوزارة:

أمر الخليفة الفاطمي بقتل الوزير شاور بن مجير السعدي لاستعانته بالفرنج، وعين بدلاً منه أسد الدين شيركوه.

لم يكن للخليفة الفاطمي مع قدوم صلاح الدين لمصر سوى الدعاء على المنابر، وكانت الأمور كلها بيد الوزراء، لذا أصبح أسد الدين شيركوه هو الرجل الأول في البلاد، عندما توفي أسد الدين، أسند الخليفة الفاطمي الوزارة لصلاح الدين، بعد ما أظهره من حسن القيادة والتدبير في المعارك.

لم يمرّ تولّي صلاح الدين وزارة مصر بسلام، فقد تعرّض بعد بضعة أشهر من توليه لمحاولة اغتيال من قبل بعض الجنود والأمراء الفاطميين فقُبض على المحرض وأُعدم.

حاك أرباب المصالح أيضاً مؤامرة أخرى، حيث ملأوا صدور 50,000 جندي من فوج الزنوج بالحقد، وثاروا على صلاح الدين لكنه استطاع أن يكسر شوكتهم، وكانت تلك آخر انتفاضة ضد صلاح الدين في المدينة.

حصار دمياط والحملة الصليبية البيزنطية المشتركة:

وجد الملك عموري (ملك الفرنجة) الفرصة مناسبة لإرسال حملة صليبية جديدة بسبب انشغال الملك نور الدين زنكي في مشاكله الداخلية، وموت أسد الدين شيركوه وتعيين صلاح الدين خلفًا له وقد كان يراه شخصًا غير محنك.

أرسل الإمبراطور عمانوئيل كومنينوس أسطوله مع جيش عموري لمهاجمة صلاح الدين.

استعد صلاح الدين بشكل جيد، فقد استطاع التخلص من حرس قصر الخليفة الفاطمي العاضد لدين الله واستبداله بحرس موالين له.

استهل الصليبيون حملتهم بحصار مدينة دمياط عام 1169م، فأرسل صلاح الدين قواته بقيادة شهاب الدين محمود وابن أخيه تقي الدين عمر.

أرسل صلاح الدين إلى نور الدين زنكي يشكو ما هم فيه من المخافة وقال:

“إن تأخرت عن دمياط ملكها الإفرنج، وإن سرت إليها خلفني المصريون في أهلها بالشر، وخرجوا من طاعتي، وساروا في أثري، والفرنج أمامي؛ فلا يبقى لنا باقية”.

فقال نور الدين في ذلك:

“إني لأستحي من الله أن أبتسم والمسلمون محاصرون بالفرنج”.

فسار نور الدين إلى الإمارات الصليبية في بلاد الشام وقام بشن الغارات على حصون الصليبيين ليخفف الضغط عن مصر.

وقامت حامية دمياط وألقت سلسلة ضخمة عبر النهر، منعت وصول سفن الروم إليها.

هطلت أمطار غزيرة حولت المعسكر الصليبي إلى مستنقع فتهيأوا للعودة وغادروا دمياط بعد حصار دام 50 يومًا، بعد أن أحرقوا جميع أدوات الحصار.

أبحر الأسطول البيزنطي وهبت عاصفة عنيفة، لم يتمكن البحارة من السيطرة على سفنهم فغرق معظمهم.

لاحق صلاح الدين وجيشه فلول الجيش الصليبي المنسحب شمالاً حتى اشتبك معهم في مدينة دير البلح سنة 1170م.

خرج الملك عموري الأول وحاميته من فرسان الهيكل من مدينة غزة لقتال صلاح الدين، لكن صلاح الدين استطاع تفادي الجيش الصليبي وحوّل مسيرته إلى غزة نفسها حيث دمّر البلدة التي بناها الصليبيون خارج أسوار المدينة.

قام صلاح الدين بفتح قلعة إيلات التي بناها الصليبيون على جزيرة صغيرة في خليج العقبة في 10 ربيع الآخر 566 هـ،

انتهاء الدولة الفاطمية:

بعد هذا الانتصار ثبّت الزنكيون أقدامهم في مصر، فأرسل نور الدين إلى صلاح الدين طالبًا إياه بإيقاف الدعاء إلى الخليفة الفاطمي والدعاء إلى الخليفة العباسي في مساجد مصر.

توفي العاضد لدين الله وقد كان مريضاً على فراش الموت، فأصبح صلاح الدين الحاكم الفعلي في مصر، ونقل أسرته ووالده نجم الدين.

بهذا زالت الدولة الفاطمية تمامًا بعد 262 سنة.

صلاح الدين سلطاناً لمصر:

أخذ صلاح الدين يقوّي مركزه في مصر بعد زوال الدولة الفاطمية، ويسعى من أجل الاستقلال بها.

فعمل على كسب محبة المصريين، وأسند مناصب الدولة إلى أنصاره وأقربائه.

عزل قضاة الشيعة واستبدلهم بقضاة شافعيين.

أزال أصول المذهب الشيعي الإسماعيلي، وأبطل قولهم في الأذان “حي على خير العمل محمد وعلي خير البشر”.

أمر في يوم الجمعة 10 من ذي الحجة سنة 565 هـ، الموافقة سنة 1169م، بذكر الخلفاء الراشدون جميعًا في خطبة الجمعة.

أسس مدرستين كبيرتين في الفسطاط هما المدرسة الناصرية، والمدرسة الكاملية حتى يُثبّت مذهب أهل السنة في البلاد.

وكانت تدرسان علوم الشريعة وفق المذهبين المالكي والشافعي.

أصيب والده نجم الدين أيوب بحادث أثناء امتطائه جواده، وتوفي في 27 ذي الحجة 568 هـ،

توفى نور الدين زنكي في 11 شوال سنة 569 هـ، الموافق فيه 15 مايو سنة 1174م، وهو في 59 من عمره.

وبوفاته أصبح صلاح الدين سيد مصر الأوحد بشكل فعليّ، حيث استقل عن كل تبعية سياسية.

أصبح صلاح الدين رأس أقوى سلالة حاكمة إسلامية في ذلك العهد السلالة الأيوبية، وقد أقسم آنذاك أن يُصبح سيفًا مسلولاً على أعدائه وأعداء الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *