الأحد , أبريل 28 2024

قصة صلاح الدين الأيوبي مختصرة (3) | فتوحات الشام الداخلية

نقدم لكم قصة صلاح الدين الأيوبي مختصرة (3) | فتوحات الشام الداخلية.

كان هم صلاح الدين هو حماية دار الإسلام والمسلمين من الجيوش الصليبية، وليستعيد ما سُلب من الأراضي المقدسة، وإن هذه مهمة لا يمكن أن يتولاها صبي لم يبلغ أشدّه بعد، ويسهل التلاعب به من قبل أصحاب النفوس الخبيثة، ولذلك شرع في ضم المدن إليه وحاصر حلب.

قد يهمك:

كتاب قصص ومواقف | أحمد السيد

قصة صلاح الدين الأيوبي مختصرة (3)

فتوحات الشام الداخلية

قصة صلاح الدين الأيوبي مختصرة (3) | فتوحات الشام الداخلية

قصة صلاح الدين الأيوبي مختصرة (3) | فتوحات الشام الداخلية

مدينة حلب

بعدما سيطر صلاح الدين على دمشق شرع في ضم بقية مدن الشام إليه، فناب أخاه سيف الإسلام على دمشق وانطلق لباقي المدن.

فتح حماة:

سار صلاح الدين على رأس جيشه إلى حماة ليقاتل فرقة صليبية أُرسلت لفتح المدينة، إلا أن الصليبيين انسحبوا قبل اللقاء بعد أن بلغهم حجم الجيش الأيوبي، فدخل صلاح الدين المدينة بسهولة، وتسلّم قلعتها في شهر مارس من سنة 1175م.

حمص:

عدل صلاح الدين عن حمص حالياً لمناعة أسوارها ثم توجه إلى حلب.

في أثناء ذلك، تحرك ريموند الثالث صاحب طرابلس لمهاجمة حمص، وحشد جيشه بالقرب من النهر الكبير الجنوبي على الحدود اللبنانية السورية الشمالية حاليًا، لكنه سرعان ما تراجع عن تحقيق هدفه، لمّا بلغه أن صلاح الدين قد أرسل فرقة عسكرية كبيرة مجهزة بالعتاد اللازم لتنضم إلى حامية المدينة.

فتح حلب:

رفض كمشتكين أمير حلب الخضوع لصلاح الدين، ففرض عليها صلاح الدين حصاراً.

خطب الملك الصالح إسماعيل ابن السلطان نور الدين محمود في الناس وحثهم على عدم تسليم المدينة فكان لكلامه أثر السحر على الناس.

التآمر على قتل صلاح الدين:

أرسل كمشتكين إلى شيخ الحشاشين رشيد الدين سنان _ وقد كان على خلاف مع صلاح الدين بعد اسقاط الدولة الفاطمية _ لقتل صلاح الدين في قلب معسكره، فأرسل كتيبة مكونة من 13 حشاشًا استطاعت التغلغل في المعسكر والتوجه نحو خيمة صلاح الدين، إلا أن قد كشف أمرهم قبل الهجوم، فقُتل أحدهم على يد أحد القادة، وصُرع الباقون أثناء محاولتهم الهرب.

قتال الزنكيين:

رأى سيف الدين غازي بن قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي صاحب الموصل أن صلاح الدين قد عظم شأنه، فجهز جيشًا عظيمًا وولى عليه أخاه عز الدين مسعود، وساروا يريدون لقاء صلاح الدين ليردوه عن البلاد، فلما بلغ صلاح الدين ذلك فك الحصار عن حلب عائدًا إلى حماة استعدادًا للقائهم.

وصل عز الدين مسعود إلى حلب، وانضم إليه عسكر ابن عمه الملك الصالح إسماعيل، وخرجوا في جمع عظيم، فلما عرف صلاح الدين بمسيرهم سار حتى وافاهم على قرون حماة وراسلهم وراسلوه واجتهد أن يصالحوه فلم يستجيبوا.

التقى الجمعان عند قرون حماة قرب نهر العاصي، ووقعت بينهما معركة عظيمة هزم فيها الزنكيون على يد صلاح الدين، وأُسرت جماعة منهم، وذلك في19من شهر رمضان من سنة 570 هـ، الموافقة في 23 أبريل من سنة 1175 م.

سار صلاح الدين عقيب انتصاره ونزل على حلب مرة أخرى، فصالحه الزنكيون على أخذ معرة النعمان وكفر طاب وبارين (مدن سورية) .

صلاح الدين سلطان مصر والشام ( الملك الناصر):

أعلن صلاح الدين نفسه ملكًا على البلاد التي افتتحها بعد انتصاره على الزنكيين، وخطب له أئمة المساجد يوم الجمعة باسم «الملك الناصر»، وضُربت الدنانير الذهبية في القاهرة باسمه، وعضد ملكه بالزواج من أرملة نور الدين زنكي عصمة الدين خاتون.

أسند الخليفة العباسي في بغداد إليه السلطة على مصر والمغرب الأدنى والنوبة والحجاز وتهامة وفلسطين وسوريا الوسطى، ولقب «سلطان مصر والشام».

الموقعة الأخيرة مع الزنكيين:

استمرت الحرب بين الأيوبيين والزنكيين على الرغم من انتصار صلاح الدين في حماة، وحدثت الموقعة الأخيرة بينهما سنة 1176م.

كان صلاح الدين قد أحضر جيوشه من مصر استعدادًا للقاء الحاسم، وقام سيف الدين غازي بن قطب الدين مودود بتجنيد الرجال في المناطق التي ما زال يسيطر عليها، في ديار بكر وقرى وبلدات الجزيرة الفراتية.

عبر الأيوبيون نهر العاصي متجهين شمالاً حتى وصلوا تل السلطان على بعد 24 كيلو مترًا من حلب، وقابلوا الجيش الزنكي.

اشتبك الجيشان في معركة ضارية، واستطاع الزنكيون في البداية دحر ميسرة الجيش الأيوبي، فاندفع صلاح الدين بنفسه تجاه حرّاس سيف الدين غازي وقتل منهم الكثير، فتشجع الأيوبيون واندفعوا يمزقون صفوف الجيش الزنكي، فذُعر الزنكيون وأخذوا يتقهقرون تاركين في ساحة المعركة الكثير من القتلى، وكاد يقتل سيف الدين غازي.

قُتل في المعركة العديد من ضباط الجيش الزنكي وأسر بعضهم، وغنم الأيوبيون معسكر الزنكيين.

عامل صلاح الدين الأسرى معاملة كريمة، فمنحهم هدايا وأطلق سراحهم، ثم وزع غنائم المعركة كلها على جنوده، ولم يحتفظ بشيء لنفسه.

فتح حصن بزاغة ومنبج وأعزار ومحاولة الإغتيال:

سار صلاح الدين بعد انتصاره ليعاود حصار مدينة حلب، وفي أثناء سيره فتح حصن بزاعة وحصن منبج.

حاصر صلاح الدين حصن أعزاز، فاقتحم بعض الحشاشين المندسين المعسكر واستطاع أحدهم الوصول إلى خيمة صلاح الدين وضربه بسكين على رأسه، فجرحه جرحًا هينًا في خده، واستطاع إمساك الحشاش، فصارعه الأخير أرضًا وحاول نحره، لكن صلاح الدين تمكن منه، وأعانه الجنود الأيوبيون وأقاربه وقتلوهم جميعًا.

كان لمحاولة الاغتيال هذه أثر كبير على صلاح الدين، فقد عزم على القضاء على كمشتكين أمير حلب الذي سبق وتواطأ مع الحشاشين لقتل صلاح الدين.

أصبح صلاح الدين بعد تلك الحادثة شديد الحذر لا يقابل إلا من يعرفه، وفتح حصن أعزاز في ذي الحجة من سنة 571 هـ،

هدنة مع الملك الصالح وكمشتكين:

بعد فتح حصن أعزاز ضرب صلاح الدين حصاراً على مدينة حلب مرة أخرى ليقتص من الأمير كمشتكين، فقاومته الحامية مقاومة شديدة مرة أخرى، ولم يستطع اقتحام المدينة.

فرض صلاح الدين هدنة على كمشتكين والملك الصالح إسماعيل وأبرم حلفًا معهما، وجاء في نص الهدنة أن يحتفظ الزنكيون بمدينة حلب مقابل اعترافهم بسلطان صلاح الدين على كامل الأراضي التي أخضعها، واعترف أمراء ماردين وجوارها بسيادة صلاح الدين وبملكه على الشام.

عندما انتهت الهدنة أرسل الملك الصالح شقيقته الصغرى الخاتون بنت نور الدين إلى صلاح الدين مطالبة إياه بإعادة حصن أعزاز إلى الزنكيين، فاستجاب لطلبها ورافقها بنفسه حتى بوابة حلب محملة بهدايا كثيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *