الإثنين , ديسمبر 9 2024

شعر أتدري ما الرسول؟ | قصيدة في مدح النبي

قصيدة أو شعر أتدري ما الرسول؟ هى قصيدة في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومطلعها، تَعَلَّمْ كيف تَفقَهُ ما يقولُ، أتدري لا أبا لك ما الرسولُ؟، مضى ما في صباك وعيتَ نسْياً، وأنت بجُل ما يُروى جهولُ.

وتتناول القصيدة تنبيهاً لقيمة ومقام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتعجب من أولئك الذين لا يدركون مقامه الرفيع، وعظمة كلماته وتوجيهاته.

فهو لا ينطق من هوى نفس وإنما بوحي من الله، وله فضله في هداية الناس من بعد الضلال، وكيف جاهد صلى الله عليه وسلم في الغزوات ضد أهل الضلال وابتلى ابتلاء شديداً حتى بلغت رسالته أرجاء الأرض، وعالمي الإنس والجن.

أشعار وقصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة ومرئية

شعر أتدري ما الرسول؟

تَعَلَّمْ كيف تَفقَهُ ما يقولُ

أتدري لا أبا لك ما الرسولُ؟

مضى ما في صباك وعيتَ نسْياً

و انت بجُل ما يُروى جهولُ

و فكرك في الذي يفنى سيبلى

و صبرك عن تبصرِه يطولُ

فلستَ مُحدثا بلسانِ ثَبْتٍ

و لا يُرضيكَ ما يَرضَى الكسولُ

فصرتَ، و أنت تطمحُ للمعالي

مُذبذبةً، تَميدُ بك السبيلُ

 

ألا يا من به تُدعى لحشرٍ

و زحزحةٍ، أتدري ما الرسولُ..؟

ألم تكُ في الغياهب في ضلالٍ

تكاد إلى الجحيم غداً تؤولُ..

و تُفتنُ من زبانية شدادٍ

ففزتَ به، و أنقذك الجليلُ

و بشِّرتَ النعيمَ على نبيٍّ

“عَسى” من ربّه وعدٌ كفيلُ

 

تَنبَّه إن خطبتَ لدى جليسٍ

و قلتَ مُحدِّثا: “قال الرسولُ..”

كذلك كلما سمّاه حبرٌ

برشح الكرب جبهته تسيلُ

و أكبِرْ شخصَهُ كرَماً و حسناً

كما اكبرْنَ يوسفَ -لا تميلُ-

الا يكفيك يوم أتى ثقيفاً

بلاءً ليسَ تحملهُ الفحولُ

اتى ملَكُ الجبال يريد ثأراً

فأَنظَرَ، حبّذا الصبرُ الجميلُ!

لِتَخرُجَ من ظُهورِهِمُ سَليلاً

تُوَحّدُ مَن بساحتِهِ المُثولُ

.. و كَرَّتَهُ لدى اُحُدٍ ينادي

الا يا مُسلِمون أنا القتيلُ!

غداةَ يَفُضُّ جَمعَهمُ كَذوبٌ

يُناديهم: “نبيكمُ قتيلُ..!”

فهَمَّ بِهِ أُبَيُّ الشّرّ يَعدو

و يدعو بالثبور فلا يُطيلُ..!

و بادرَهُ العِدا ليُمَزّقوهُ

فأمسى جمعُهم و هم الأُفولُ

بنفسي راحةٌ مسحَت دماءً

تخَضَّبَ تحتها الخَدُّ النبيلُ

كأنَّ بَوارِقَ الحلَقاتِ تبكي

بدمعِ دمائه – و لها فُلولُ-

على ما حُمِّلَت كَرهاً أذاهُ

فلَيْتَ ثَنِيَّتي -هَتَماً- تَزولُ..!

 

و يومَ حُنينَ أبلَجَ في ظَلامٍ

يُنادي في العدوّ : أنا الرسولُُ!

يُعَرّضُ شَخصَهُ للموت حِرصاً

على إحياءِ قلبِكَ – يا غَفولُ -..!

بلى، يكفيك من أدبٍ و حُسنٍ

روايةُ عائشٍ فيهِ تقولُ:

شمائلُهُ كتابُ الله ، يمشي

على مَدَرٍ، و ليس له مثيلُ!

كحَبّاتِ الجُمانِ يَفيضُ رَشحاً

من الرُّحَضا إذا بدأ النزولُ

فعُدَّ الوحيَ آياتٍ و ذِكراً

بها كم غَطَّهُ القولُ الثَّقيلُ..!

 

إذا بالوحي حدّثَ بانَ نورٌ

بِفيهِ كأنه الورِقُ الصقيلُ

و تَنعَتُه الرُّبَيِّعُ مثلَ شمسٍ

إذا طلعَت، كذا يبدو الرسولُ..!

و عن أنسٍ: أغاظَ المسكَ رَيَّا

و لينُ الخَزِّ من يدهِ يَكيلُ

عليهِ أودَعَ الرحمنُ خَتْماً

يَلوحُ: على رسالتِهِ دليلُ

كأهل الخُلدِ سيماءً و رَشحاً

و كانَ لِرَبِّهِ نِعمَ الخَليلُ..!

 

رَعاهُ الصَّحبُ و الأتباعُ قَدراً

فَما بالُ الإخاءِ لهُ عُذولُ..؟!

تَخَطَّوا في المقالة كلَّ سدٍّ

و دُقَّت لافترائهِمُ الطُّبولُ

و ليس لهمْ بذلك من مَرامٍ

سوى قِطَعٍ لها لونٌ صقيلُ..!

غَوى قومٌ نبيهمُ أضاعوا

على عَرَضٍ إذا يُربَى يَزولُ

على أنصار دينِهِمُ شِدادٌ

تُجَرَّحُ من طِعانِهِمُ العُدولُ

و إن لم ترقُبِ الأعداءُ إلاًّ

فللأعداءِ هُم بَغلٌ ذَلولُ..!

 

و يَومَ أطَلَّ مُبتَسِماً – كَزَهرٍ-

إذا يَفْتَرُّ مَبْسَمُهُ العَليلُ

يُحَيّي المسلمين و همْ وُقوفٌ

كَنَخْلاتٍ يُوَدِّعُها الأصيلُ..

فعَن كَثَبٍ يُوَدِّعُهُم خَليلٌ

و من قِبَلٍ تَكَنَّفَهُم خَليلُ..!

فَحارَ الطَّرفُ أيَّهُما يُلَبّي

و كادَ القَلبُ يُفتَنُ أو يَميلُ

و أرخى السِّتْرَ دونكَ – وَيحَ طرفٍ

أمام السِّترِ أدماهُ العَويلُ (…)

يُغَرغِرُ “بالصلاةِ” إليكَ عهداً

و حشرجَةُ المَنونِ به عَجولُ..

فَلا إن كنتَ تَطلُبُهُ حَثيثاً

فَدُونَكَ عَهدَهُ، فَبِهِ الوُصولُ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *