نقدم لكم كلمات من نور تغريدات بعنوان الأصنام، قبس من نور تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية، بقلم نور محمد.
قد يهمك:
قبس من نور | الأصنام
الأصنام:
عبادة الأصنام وهم يعشعش في عقول الذين استهواهم الشيطان بغير علم، ولكل زمان أصنامه.
لم تعد الأصنام اليوم ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا، ولم تكن هي الصورة التي عرفتها الجاهلية في هبل واللات والعزى.
لقد تلاعب الشيطان بعقول القوم وعرف كيف يسكن ويبيض ويفرخ.
صنم اليوم هو الإنسان نفسه، عجبه وغروره واستغناؤه.
هبل العصر متجسد في العلموية وتسويقها على أنها الإله المتحكم في الشأن العام والخاص.
العلم والعلموية:
العلم عندنا:
نقيض الجهل والوهم، وهو مرادف لإدراك الشئ على حقيقته وقرين اليقين، وهو يشمل على جد واجتهاد يؤجر عليه صاحبه.
والقرآن ملئ بالحث عليه والدعوة إلى التفكر والنظر والتأمل، ومهما وصل صاحبه لذروته فهو عبد لمن أحاط علمه كل شئ.
“وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ”.
أما العلموية:
فالعلم عندهم هو المادة وإدراك قوانينها على جريان الطبيعة، فهي تحوله إلى رؤية كونية صرفة منقطعة عن أي خارج عن الحس، ولذلك هي تعادي الدين والوحي، وتنفصم عن لب الإنسان روحاً وخلقاً وجمالاً فهي لا تعترف ولا تقر بذلك.
وقد نشأت هذه الفكرة في ظل الفلسفة الوضعية الفرنسية، وهي ثمرة صراع العقل مع الكنيسة لا صراع العلم معها.
يقوم التفكير العلموي على أننا أسرى التجربة المادية، فمعرفتنا هي معرفتنا بالفيزياء والبيولوجيا، وقد اتخذت من هذه المقولات دينا تدعو الناس إليه.
فالوجود هو الطبيعة، ونبيها الفيزياء، والخشوع الإيماني هو النشوة المدهشة، والعلم المادي لا معقب لحكمه، والعلماء الماديون هم الأنبياء، والنجاحات العلمية هي المعجزات، والأشياء مقهورة بالفيزياء والبيولوجيا، والقضاء قضاء المادة، والمشيئة الكونية لا تخرج عن سلطانها.
تولد من هذا كله منازعة الله في خلقه، ثم إنكار وجوده، ثم تبع هذا الإلحاد الفساد في الأرض.
العقل والعقلانية:
العقل له قدرة على تجاوز الشهود إلى الغيب، وهذه ميزته وفضيلته من خلال التأمل والتدبر والتفكير المنطقي.
والمعرفة الحسية مقدمة للبرهان العقلي بها يكتشف ويستنبط ويقرر، وبديهية العقل مقدمة ضرورية لأي تفكير سليم.
والعقل آلة عظيمة قادرة على حصاد المعرفة وإنارة الإدراك من خلال طرق كثيرة.
وآلة العقل هي من تجعل الإنسان يستنبط الجزئيات من الكليات، ويدرك الكليات من الجزئيات، ويقيس الأشباه والنظائر، ويقابل المعاني ومعكوساتها، ويحلل ويركب، ويربط المدلولات وعللها، ويحدد الكيفيات والمقادير.
وهذه كلها مخرجات العقل السليم.
والعلموية لا تقر بشئ من هذا البتة، فالعقل عندهم خادم للقانون الحسي المادي، بل إنهم يشككون فيه أصلاً.
والعقل في حقيقته أكبر من أن يكون خادماً للبحث العلمي، فمجاله ممتد وراء ذلك في بحثه في الحس، وما وراء الحس ولا يغتر بظاهر المحسوسات.
وهو يتلقى من الحس لينتهي إلى معنى جديد، فهو حاكم عليه لا محكوم به.
وإذا كانت الحواس عمدة العمل التجريبي، فإنها لا قيمة لها دون سند من عقل.
فالإنطباعات الحسية وحدها لا تكسب المرء معرفة، وإنما هي وسائط لنقل الصورة أو الصوت، والعقل هو من يتفاعل ويقرر ويصوب.
ولذلك لا تعتبر البهائم كائنات عاقلة رغم آلات الحس المتوفرة لديها.
هنا مفرق الطريق بين نظرية المعرفة في الإسلام وغيره.
العقلانية استعملت كستار لحجب العقل وعمله، ومن ثم التلبيس على الناس ليخرجوا من النور إلى الظلمات.
عندنا العلم يمتزج بالعقل والوحي معاً، ويعبر عن الأثر عنه لأنه هو المطلوب، أما من غابت عنه الحقيقة فيتخبط.
وهنا ثلاثة آيات تحسم المسألة:
“هل عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا”.
“فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ”.
“بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ”.
وهذه هي حقيقة الأمر.
ختاماً:
إن شهادة التوحيد تتتجد وتتجلى في كل عصر، وعليها مدار الدعوة والصراع بأشكال كثيرة وأصنام متولدة.
وأهل لا إله إلا الله مطالبون بإقرارها في النفس والخلق حتى لا يخونوها.
فعلا لكل زمن أصنامه .. لا اله الا الله وحده