الجمعة , مارس 29 2024

أشعار و قصائد حسان بن ثابت (4)

المجموعة الرابعة من قصائد وأشعار الصحابي حسان بن ثابت، شاعر الرسول، وفي هذه المجموعة نستعرض قصيدة ما بَالُ عَينِكَ لا تَنَامُ كأنّمَان وقصيدة آليْتُ ما في جميعِ النّاسِ مجْتهِداً، وقصيدة متى يبدُ في الداجي البهيمِ جبينهُ، وقصيدة ألاَ دَفَنْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ في سَفَطٍ، وقصيدة أتركتمُ غزوَ الدروبِ وجئتمُ، وقصيدة ماذا أرَدتُمْ من أخي الخَيرِ بارَكَتْ، وقصيدة أمسَى الخلابيسُ قد عزّوا وقَد ، وكَثُرُوا، وقصيدة ألا مَنْ مُبلِغٌ عنّي رَبِيعاً، وقصيدة هلْ سرّ أولادَ اللقيطةِ أننا، وقصيدة انظرْ خليلي ببطنِ جلقَ هلْ، وقصيدة ألا أبلغ المستسمعينَ بوقعةٍ، وقصيدة تروحْ منَ الحسناء أمْ أنتَ مغتدي.

وشاعر الرسول حسان بن ثابت رضي الله عنه، هو حسان بن ثابت الأنصاري، كان شاعرًا فصيحاً كتب الشعر لملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، وبعد إسلامه أصبح شاعر الرسول، وحارب بشعره لأجل الدعوة الإسلامية.

وكان أكثر شعر حسان بن ثابت في الهجاء،حيث وجه شعره اللاذع لقريش وللكفار ولأولئك الشعراء الذين يهاجمون النبي محمد صلى الله عليه وسلم وراح يحاربهم بشعره وبلسانه، كما كتب حسان بن ثابت مدحاً للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك في كبار الصحابة الذين أبلوا بلاء حسناً وضحوا بأموالهم وأنفسهم لله ولنشر هذه الدعوة.

 

قصيدة: ما بَالُ عَينِكَ لا تَنَامُ كأنّمَا

ما بَالُ عَينِكَ لا تَنَامُ كأنّمَا ** كُحِلَتْ مآقِيها بكُحْلِ الأرْمَدِ

جزعاً على المهديّ، أصبحَ ثاوياً ** يا خيرَ من وطئَ الحصى لا تبعدِ

جنبي يقيكَ التربَ لهفي ليتني ** غُيّبْتُ قَبْلَكَ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ

بأبي وأمي منْ شهدتُ وفاتهُ ** في يومِ الاثنينِ النبيُّ المهتدي

فَظَلِلْتُ بَعْدَ وَفَاتِهِ مُتَبَلِّداً ** يا لهْفَ نفسي لَيْتَني لم أُولَدِ

أأُقِيمُ بَعْدَكَ بالمَدينَةِ بَيْنَهُمْ؟ ** يا لَيْتَني صُبّحْتُ سَمَّ الأسْوَدِ

أوْ حلّ أمرُ اللهِ فينا عاجلاً ** في روحةٍ منْ يومنا أوْ في غدِ

فتقومَ ساعتنا، فنلقى طيباً ** مَحْضَاً ضَرَائِبُهُ كَريمَ المَحْتِدِ

يَا بِكْرَ آمِنَةَ المُبَارَكَ ذِكْرُهُ ** وَلدَتْكَ مُحْصَنةً بِسعْدِ الأسعُدِ

نُوراً أضَاءَ على البَرِيّةِ كُلّها ** مَنْ يُهْدَ للنّورِ المُبَارَكِ يَهْتَدِ

يَا رَبّ! فاجْمَعنا فمَاً ونَبِيَّنَا ** في جَنّةٍ تَثْني عُيُونَ الحُسّدِ

في جَنّةِ الفِرْدَوْسِ واكتُبْها لَنَا ** يا ذا الجلالِ وذا العلا والسؤددِ

واللَّهِ أسْمَعُ ما بَقِيتُ بهالِكٍ ** إلا بكيتُ على النبيّ محمدِ

يا ويحَ أنصارِ النبيِّ ورهطهِ ** بَعْدَ المغَيَّبِ في سَوَاءِ المَلْحَدِ

ضاقتْ بالأنصارِ البلادُ فأصبحتْ ** سوداً وجوههمُ كلونِ الإثمدِ

وَلَقَدْ وَلَدْنَاهُ، وَفِينَا قَبْرُهُ ** وفضولُ نعمتهِ بنا لمْ يجحدِ

وَاللَّهُ أكْرَمَنا بِهِ وَهَدَى بِهِ ** أنْصَارَهُ في كُلّ سَاعَةِ مَشْهَدِ

صَلّى الإلهُ وَمَنْ يَحُفُّ بِعَرْشِهِ ** والطيبونَ على المباركِ أحمدِ

فرِحتْ نصارى يَثربٍ ويهودُها ** لمّا تَوَارَى في الضَريحِ المُلحَدِ

===========

قصيدة: آليْتُ ما في جميعِ النّاسِ مجْتهِداً

آليْتُ ما في جميعِ النّاسِ مجْتهِداً ** مني أليةَ برٍّ، غيرِ إفنادِ

تاللهِ ما حملتْ أنثى، ولا وضعتْ ** مِثْلَ النّبيّ، رسولِ الرّحمةِ الهادي

ولا برا اللهُ خلقاً منْ بريتهِ ** أوْفَى بِذِمّةِ جَارٍ، أو بمِيعَادِ

منَ الذي كان نوراً يستضاءُ بهِ ** مُبَارَكَ الأمْرِ ذا عَدْلٍ وإرشادِ

مُصَدِّقاً للنَّبيّينَ الأُلى سَلَفُوا ** وأبذلَ الناسِ للمعروفِ للجادي

يا أفضَلَ الناس، إني كنتُ في نَهَرٍ ** أصبحتُ منهُ كمثلِ المفردِ الصادي

أمسى نساؤكَ عطلنَ البيوتَ، فما ** يَضْرِبْنَ فَوْقَ قَفَا سِتْرِ بأوْتَادِ

مثلُ الرواهبِ يلبسنَ المسوحَ، وقدْ ** أيقنّ بالبؤسِ بعدَ النعمةِ البادي

===========

 

قصيدة: متى يبدُ في الداجي البهيمِ جبينهُ

متى يبدُ في الداجي البهيمِ جبينهُ ** يَلُحْ مِثلَ مِصْباحِ الدُّجى المُتَوَقِّدِ

فمنْ كان أوْ منْ يكونُ كأحمدٍ ** نظامٌ لحقٍّ، أوْ نكالٌ لملحدِ

===========

قصيدة: ألاَ دَفَنْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ في سَفَطٍ

ألاَ دَفَنْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ في سَفَطٍ ** مِنَ الأَلُوَّةِ والكافورِ مَنْضُودِ

===========

قصيدة: أتركتمُ غزوَ الدروبِ وجئتمُ

أتركتمُ غزوَ الدروبِ وجئتمُ ** لقتالِ قومٍ عندَ قبرِ محمدِ

فَلَبِئْسَ هَدْيُ الصّالحينَ هَدَيتُمُ ** وَلَبِئْسَ فعْلُ الجاهِلِ المُتعمِّدِ

إن تُقبِلوا نجعَلْ قِرَى سَرَوَاتكم ** حولَ المدينةِ كلَّ لدنٍ مذودِ

أوْ تُدْبِروا، فَلَبِئْسَ ما سافَرْتُمُ ** ولمثلُ أمرِ إمامكمْ لمْ يهتدِ

وكأنّ أصحابَ النبيّ، عشيةً ** بدنٌ تنحرُ عندَ بابِ المسجدِ

فابكِ أبا عمروٍ لحسنِ بلائهِ ** أمسى مقيماً في بقيعِ الغرقدِ

===========

قصيدة: ماذا أرَدتُمْ من أخي الخَيرِ بارَكَتْ

ماذا أرَدتُمْ من أخي الخَيرِ بارَكَتْ ** يَدُ اللَّهِ في ذاكَ الأديمِ المُقَدَّدِ

قتَلْتُمْ وَليَّ اللَّهِ في جَوْفِ دارِهِ ** وَجِئْتُمْ بأمْرٍ جَائرٍ غَيْرِ مُهْتَدي

فَهَلاّ رَعَيْتُمْ ذِمّةَ اللَّهِ وَسْطَكُمْ ** وأوفيتمُ بالعهدِ، عهدِ محمدِ

ألمْ يَكُ فيكُمْ ذا بَلاءٍ وَمَصْدَقٍ ** وأوفاكمُ عهداً لدى كلّ مشهدِ

فَلاَ ظَفِرَتْ أيْمَانُ قَوْمٍ تَظاهَرَتْ ** على قتلِ عثمانَ الرشيدِ المسددِ

===========

 

قصيدة: أمسَى الخلابيسُ قد عزّوا وقَد كَثُرُوا

أمسَى الخلابيسُ قد عزّوا وقَد كَثُرُوا ** وَابْنُ الفُرَيْعَةِ أمسَى بَيْضَةَ البَلَدِ

جاءَتْ مُزَينَةُ مِنْ عَمقٍ لتُحرِجَني ** إخْسَيْ مُزَيْنَ، وفي أعناقكُمْ قِدَدي

يَمْشونَ بالقَوْلِ سِرَّاً في مُهَادَنَةٍ ** يهددوني كأني لستُ منْ أحدِ

قدْ ثكلتْ أمهُ من كنتُ واجدهُ ** أوْ كانَ مُنتشِبًا في بُرْثُنِ الأسَدِ

ما البَحرُ حينَ تَهُبُّ الرّيحُ شامِيةً ** فَيَغْطَئِلُّ وَيَرْمي العِبْرَ بالزَّبَدِ

يَوْماً بِأغْلَبَ مِنّي حِينَ تُبْصِرُني ** أفري من الغيظِ فريَ العارض البردِ

ما للقتيلِ الذي أسمو فآخذهُ ** منْ ديةٍ فيهِ يعطاها ولا قودِ

أبلغْ عبيداً بأني قدْ تركتُ لهُ ** منْ خيرِ ما يتركُ الآباءُ للولدِ

الدارُ واسعةٌ، والنخلُ شارعةٌ ** والبيضُ يرفلنَ في القسيّ كالبردِ

===========

قصيدة: ألا مَنْ مُبلِغٌ عنّي رَبِيعاً

ألا مَنْ مُبلِغٌ عنّي رَبِيعاً ** فما أحدثتَ في الحدثانِ بعدي

أبوكَ أبو الفعالِ، أبو براءٍ ** وخالكَ ماجدٌ حكمُ بنُ سعدِ

بَني أُمّ البَنِينَ! ألمْ يَرُعْكُمْ ** وأنتُمْ مِن ذَوَائِبِ أهلِ نَجْدِ

تهكمُ عامرٍ بأبي براءٍ ** لِيُخْفِرَهُ، وما خَطأٌ كَعَمْدِ

===========

قصيدة: هلْ سرّ أولادَ اللقيطةِ أننا

هلْ سرّ أولادَ اللقيطةِ أننا ** سِلْمٌ غَدَاةَ فَوَارِسِ المِقْدَادِ

كنا ثمانيةً، وكانوا جحفلاً ** لجباً، فشلوا بالرماحِ بدادِ

لولا الذي لاقتْ ومسَّ نسورها ** بجنوب سايةَ أمسِ بالتقوادِ

أفْنى دَوَابِرَها وَلاحَ مُتُونَها ** يومٌ تقادُ بهِ ويومُ طرادِ

للقينكم يحملنَ كلَّ مدججٍ ** حامي الحقيقَةِ مَاجِدِ الأجْدَادِ

كُنّا مِنَ الرَّسْلِ الّذين يَلونَكُمْ ** إذْ تقذفونَ عنانَ كلّ جوادِ

كلا وربَّ الراقصاتِ إلى منىً ** وَالجَائِبِينَ مَخَارِمَ الأطْوَادِ

حتى نبيلَ الخيلِ في عرصاتكمْ ** ونؤوبَ بالملكاتِ والأولادِ

زَهْواً بِكُلّ مُقلِّصٍ وَطِمِرّةٍ ** في كلّ معتركٍ عطفنَ ووادِ

كانُوا بِدَارٍ نَاعِمِينَ فبُدّلوا ** أيّام ذي قَرَدٍ، وُجُوهَ عِبَادِ

===========

 

قصيدة: انظرْ خليلي ببطنِ جلقَ هلْ

انظرْ خليلي ببطنِ جلقَ هلْ ** تؤنِسُ، دُونَ البَلْقَاءِ، مِن أحَدِ

جِمالَ شَعْثَاءَ قَدْ هَبَطْنَ مِن الْـ ** ـمَحْبَسِ بَينَ الكُثْبَانِ، فالسّنَدِ

يَحْمِلْنَ حُوّاً، حُورَ المَدَامِع في الرَّ ** يطِ، وبيضَ الوجوهِ كالبردِ

مِنْ دونِ بُصْرَى، وخلفَها جَبَلُ الثَّلْج ** جِ عليهِ السحابُ كالقددِ

إنّي وَرَبِّ المُخَيَّسَاتِ، ومَا ** يَقْطَعْنَ مِنْ كلّ سَرْبَخٍ جَدَدِ

والبدنِ، إذْ قربتْ لمنحرها ** حلفةَ برّ اليمينِ مجتهدِ

ما حلتُ عنْ خيرِ ما عهدتِ، ولا ** أحببتُ حبي إياكِ منْ أحدِ

تقولُ شعثاءُ: لوْ تفيقُ منَ الكأ ** سِ لأُلْفِيتَ مُثْرِيَ العَدَدِ

أهوى حديثَ الندمانِ في فلقِ الصب ** حِ وصوتَ المسامرِ الغردِ

يأبى ليَ السيفُ واللسانُ وقو ** مٌ لَمْ يُضَامُوا كلِبْدَةِ الأسَدِ

لا أخْدِشُ الخَدْشَ بالنّديمِ، وَلا ** يَخْشَى جَلِيسي إذا انتشَيْتُ يَدي

ولا نَديميَ العِضُّ البَخِيلُ، وَلا ** يخافُ جاري ما عشتُ من وبدِ

===========

قصيدة: ألا أبلغ المستسمعينَ بوقعةٍ

ألا أبلغ المستسمعينَ بوقعةٍ ** تخفُّ لها شمطُ النساءِ القواعدُ

وظَنُّهُمُ بي أنّني لِعَشِيرَتي ** علَى أيِّ حالٍ كانَ حامٍ وَذائِدُ

فإنْ لَمْ أُحَقِّقْ ظَنَّهُمْ بِتَيَقُّنٍ ** فلا سقتِ الأوصالَ مني الرواعدُ

ويعلمُ أكفائي من الناسِ أنني ** أنا الفارِسُ الحَامي الذِّمارِ المُناجِدُ

وما وجدَ الأعداءُ فيّ غميزةً ** وَلا طَافَ لي مِنهُمْ بوَحْشيَ صَائِدُ

وأن لم يَزَل لي منذُ أدرَكتُ كاشِحٌ ** عَدُوٌّ أُقَاسِيهِ، وآخَرُ حَاسِدُ

فَما مِنْهُمَا إلاّ وأنّي أكِيلُهُ ** بمِثْلٍ لَهُ مِثْلَينِ، أوْ أنا زَائِدُ

فإنْ تسألي الأقوامَ عني، فإنني ** إلى محتدٍ تنمي إليهِ المحاتدُ

أنا الزّائرُ الصّقرَ ابنَ سلْمى، وَعِندَهُ ** أُبَيٌّ، وَنُعْمَانٌ، وعَمْروٌ، وَوَافِدُ

فأورثني مجداً، ومن يجنِ مثلها ** بِحَيثُ اجْتَنَاها يَنقلبْ وهْوَ حامِدُ

وَجَدّي خَطيبُ النّاس يَوْمَ سُميحةٍ ** وعمي ابنُ هندٍ مطعمُ الطيرِ خالدُ

ومِنّا قتيلُ الشِّعبِ أوْسُ بنُ ثابِتٍ ** شَهيداً، وأسنى الذِّكرَ مِنهُ المَشاهِدُ

ومنْ جدهُ الأدنى أبي، وابنُ أمه ** لأمّ أبي ذاكَ الشهيدُ المجاهدُ

وفي كلّ دارِ ربةٍ خزرجيةٍ ** وَأوْسِيّةٍ لي في ذُرَاهُنّ وَالِدُ

فما أحدٌ منا بمهدٍ لجارهِ ** أذاةً، ولا مُزْرٍ بهِ، وَهْوَ عَائِدُ

لأنّا نَرَى حَقَّ الجِوَارِ أمَانَةً ** ويحفظهُ منا الكريمُ المعاهدُ

فَمَهْما أقُلْ مِمّا أُعَدِّدُ لمْ يَزَلْ ** عَلى صدْقِه مِنْ كلّ قَوْميَ شَاهِدُ

لِكُلّ أُنَاسٍ مِيسَمٌ يَعْرِفُونَهُ ** ومِيسَمُنا فينا القَوافي الأوابِدُ

متى ما نسمْ لا ينكرِ الناسُ وسمنا ** ونعرفْ بهِ المجهولَ ممنْ نكايدُ

تلوحُ بهِ تعشو إليهِ وسومنا ** كما لاحَ في سمرِ المتانِ المواردُ

فَيَشْفِينَ مَن لا يُسْتَطاعُ شِفاؤهُ ** ويبقينَ ما تبقى الجبالُ الخوالدُ

ويشقينَ منْ يغتالنا بعداوةٍ ** وَيُسْعِدْنَ في الدّنيا بنا مَنْ نُساعد

إذا ما كَسَرْنا رُمحَ رَايَةِ شَاعِرٍ ** يَجِيشُ بِنَا مَا عِنْدَنا فَتُعَاوِدُ

يكُونُ إذَ بَثّ الهِجَاءَ لِقَوْمِهِ ** وَلاَحَ شِهابٌ مِن سَنَا الحَرْبِ وَاقِدُ

كأشْقَى ثمودٍ إذْ تَعَطّى لِحَيْنِهِ ** عضيلةَ أمّ السقبِ، والسقبُ واردُ

فوَلّى، فأوْفى عاقِلاً رَأسَ صَخرَةً ** نمى فَرْعُها، واشتدّ منْها القوَاعِدُ

فقالَ: ألا فاستمتعوا في دياركمْ ** فقدْ جاءكمْ ذكرٌ لكمْ ومواعدُ

ثلاثةَ أيامٍ منَ الدهرِ لمْ يكنْ ** لهنّ بتصديقِ الذي قالَ رائدُ

===========

قصيدة: تروحْ منَ الحسناء أمْ أنتَ مغتدي

تروحْ منَ الحسناء أمْ أنتَ مغتدي ** وكيفّ انطلاقُ عاشقٍ لمْ يزودِ

تَرَاءتْ لَنا يَوْمَ الرَّحيلِ بمُقْلَتيْ ** غَرِيرٍ بمُلْتَفٍّ مِن السِّدْرِ مُفْرَدِ

وجيدٍ كجيدِ الرثمِ صافٍ، يزينهُ ** توقدُ ياقوتٍ، وفصلُ زبرجدِ

كأنَّ الثُّرَيّا فَوْقَ ثُغْرَةِ نَحْرِها ** توقدُ، في الظلماءِ، أيَّ توقدِ

لها حائطانِ المَوتُ أسْفَلَ مِنْهُما ** وجمعٌ متى يصرخْ بيثربَ يصعدِ

ترى اللابةَ السوداءَ يحمرُّ لونها ** ويسهل منها كلّ رَبْعٍ وَفَدْفَدِ

لعَمْري لَقدْ حالَفْتُ ذُبْيانَ كُلَّها ** وعبساً على ما في الأديمِ الممددِ

وأقبلتُ منْ أرضِ الحجازِ بحلبةٍ ** تَغُمُّ الفَضاءَ كالقَطا المُتَبَدِّدِ

تحملتُ ما كانتْ مزينةُ تشتكي ** منَ الظلمِ في الأحلافِ حملَ التغمدِ

أرَى كثْرَةَ المَعْرُوفِ يورِثُ أهْلَهُ ** وسَوَّدَ عَصْرُ السَّوْءِ غَيْرَ المُسَوَّدِ

إذا المرءُ لمْ يفضلْ، ولم يلقَ نجدةً ** معَ القَومِ فَلْيَقْعُدْ بِصُغْرٍ ويَبعَدِ

وإنّي لأغْنى النّاسِ عَنْ مُتكلِّفٍ ** يَرَى النّاسَ ضُلاَّلاً وليس بمُهْتدي

كَثِيرِ المُنى بالزَّاد، لا خَيْرَ عِندَهُ ** إذا جاعَ يوماً يَشْتَكِيهِ ضُحى الغدِ

نشا غمراً، بوراً، شقياً، ملعناً ** ألَدَّ كأنَّ رأسَهُ رأسُ أصْيَدِ

 

 

تابع أيضاً

أشعار وقصائد حسابن بن ثابت شاعر الرسول | المجموعة كاملة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *