الخميس , أبريل 25 2024

أشعار و قصائد حسان بن ثابت (5)

المجموعة الخامسة من قصائد وأشعار الصحابي حسان بن ثابت، شاعر الرسول، وفي هذه المجموعة نستعرض قصيدة لَعَمْرُ أبيكِ الخَيْرِ، يا شعْثَ، ما نبا، وقصيدة ومنْ عاشَ منا عاشَ في عنجهيةٍ، وقصيدة لوْ كنتَ من هاشمٍ، أوْ من بني أسدٍ، وقصيدة ألمْ تَذَرِ العَينُ تَسْهَادَها، وقصيدة فإنْ تصلحْ، فإنكَ عابديٌّ، وقصيدة مهاجنةٌ، إذا نسبوا عبيدٌ، وقصيدة ولسنا بشربٍ فوقهم ظلُّ بردةٍ، وقصيدة والله مَا أدْري، وإنّي لَسَائِلٌ، وقصيدة لَقَدْ لَعَنَ الرّحمنُ جَمْعاً يقودُهُمْ، وقصيدة زَعَمَ ابْنُ نَابِغَةَ اللّئِيمُ بِأنَّنَا، وقصيدة سألتُ قريشاً كلها، فشرارها، وقصيدة إذا أرَدْتَ السّيّدَ الأشَدّا، وقصيدة أنا ابنُ خلدةَ، وقصيدة فمنْ يكُ منهمْ ذا خلاقٍ، وقصيدة: لَعَمْرُكَ ما تنفَكُّ عن طَلبِ الخَنا، وقصيدة لَقَدْ كانَ قيْسٌ في اللّئامِ مُرَدَّداً، وقصيدة وما طلعتْ شمسُ النهارِ ولا بدتْ، وقصيدة لمنِ الصبيُّ بجانبِ البطحا، وقصيدة لمَنْ سَوَاقِطُ صِبْيَانٍ مُنَبَّذَةٍ، وقصيدة لقدْ علمَ الأقوامُ أنّ ابنَ هاشمٍ، وقصيدة رحمَ اللهُ نافعَ بنَ بديلٍ، وقصيدة غدا أهلُ حضنيْ ذي المجازِ بسحرةٍ.

وشاعر الرسول حسان بن ثابت رضي الله عنه، هو حسان بن ثابت الأنصاري، كان شاعرًا فصيحاً كتب الشعر لملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، وبعد إسلامه أصبح شاعر الرسول، وحارب بشعره لأجل الدعوة الإسلامية.

وكان أكثر شعر حسان بن ثابت في الهجاء،حيث وجه شعره اللاذع لقريش وللكفار ولأولئك الشعراء الذين يهاجمون النبي محمد صلى الله عليه وسلم وراح يحاربهم بشعره وبلسانه، كما كتب حسان بن ثابت مدحاً للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك في كبار الصحابة الذين أبلوا بلاء حسناً وضحوا بأموالهم وأنفسهم لله ولنشر هذه الدعوة.

 

===========

قصيدة: لَعَمْرُ أبيكِ الخَيْرِ، يا شعْثَ، ما نبا | حسان بن ثابت

لَعَمْرُ أبيكِ الخَيْرِ، يا شعْثَ، ما نبا ** عليّ لساني، في الخطوبِ، ولا يدي

لِساني وَسَيفي صارِمانِ كِلاهُما ** ويبلغُ ما لا يبلغُ السيفُ مذودي

وإنْ أكُ ذا مالٍ قليلٍ أجدْ به ** وإن يُهتصرْ عودي على الجُهد يُحمَدِ

فلا المالُ ينسيني حيائي وعفتي ** ولا واقعاتُ الدهرِ يفللنَ مبردي

أُكَثِّرُ أهْلي مِنْ عِيَالٍ سِوَاهُمُ ** وأطوي على الماءِ القراحِ المبردِ

وَإنّي لَمُعْطٍ ما وَجَدْتُ، وَقَائِلٌ ** لمُوقِدِ نَاري ليْلَةَ الرّيحِ: أوْقِدِ

وإنّي لَقَوّالٌ لذي البَثّ مَرْحباً ** وأهْلاً، إذا ما جاء منْ غيرِ مَرْصَدِ

وإني ليدعوني الندى، فأجيبهُ ** وأضربُ بيضَ العارضِ المتوقدِ

وإني لحلوٌ تعتريني مرارةٌ ** وإني لتراكٌ لما لمْ أعودِ

وَإنّي لَمِزْجاءُ المَطِيّ عَلى الوَجى ** وإني لتراكُ الفراشِ الممهدِ

وأعملُ ذاتَ اللوثِ، حتى أردها ** إذا حُلّ عنها رَحْلُها لمْ تُقَيَّدِ

أُكَلّفُها أنْ تُدلِجَ الليْلَ كُلَّهُ ** تَرُوحُ إلى بابِ ابنِ سلمى، وَتغتدي

وألفيتهُ بحراً كثيراً فضولهُ ** جواداً متى يذكرْ لهُ الخيرُ يزددِ

فلا تَعْجَلَنْ يا قَيسُ وَارْبعْ، فإنّما ** قُصَارَاكَ أنْ تُلْقَى بِكُلّ مُهنّدِ

حُسَامٍ، وَأرْماحٍ بأيْدي أعِزّةٍ ** مَتى تَرَهُمْ يا بْنَ الخَطيمِ تَبلَّدِ

لُيُوثٍ لَها الأشْبَالُ تَحْمي عَرِينَها ** مَدَاعِيسُ بالخَطّيّ في كلّ مَشهدِ

فقد ذاقتِ الأوسُ القتالَ وطردتْ ** وأنتَ لدى الكناتِ في كلّ مطردِ

فَناغِ لدَى الأبْوَابِ حُوراً نَواعماً ** وكَحّلْ مآقِيكَ الحِسانَ بِإثْمِدِ

نفتكمْ عنِ العلياءِ أمٌّ لئيمةٌ ** وزندٌ متى تقدحْ بهِ النارُ يصلدِ

===========

قصيدة: ومنْ عاشَ منا عاشَ في عنجهيةٍ | حسان بن ثابت

ومنْ عاشَ منا عاشَ في عنجهيةٍ ** عَلى شَظَفٍ مِنْ عَيْشِهِ المُتَنَكِّدِ

===========

 

قصيدة: لوْ كنتَ من هاشمٍ، أوْ من بني أسدٍ | حسان بن ثابت

لوْ كنتَ من هاشمٍ، أوْ من بني أسدٍ ** أوْ عبدِ شمْسٍ، أو أصْحابِ اللوَا الصيِّد

أوْ منْ بني نوفلٍ، أوْ رهطِ مطلبٍ ** للهِ دركَ لمْ تهممْ بنهديدي

أوْ في الذّؤابةِ من قَوْمٍ ذَوي حَسَبٍ ** لمْ تصبحِ اليومَ نكساً ثانيَ الجيدِ

أوْ من بني زهرةَ الأخيارِ قد علموا ** أوْ من بني جمحَ البيضِ المناجيدِ

أوْ في لذؤابة مِن تَيْمٍ، رَضِيتَ بهمْ ** أوْ من بني خلفِ الخضرِ الجلاعيدِ

يا آلَ تيمٍ ألا ينهى سفيهكمُ ** قبْلَ القِذَافِ بقوْلٍ كالجَلامِيدِ

لولا الرسولُ، فإني لستُ عاصيهُ ** حتى يغيبني في الرمسِ ملحودي

وَصَاحِبُ الغَارِ، إني سوْفَ أحفظُهُ ** وطلحةُ بنُ عبيدِ اللهِ ذو الجودِ

لقدْ رميتُ بها شنعاءَ فاضحةً ** يظلُّ منها صحيحُ القومِ كالمودي

لكنْ سأصرفها جهدي، وأعدلها ** عنكمْ بقولٍ رصينٍ، غيرِ تهديدِ

إلى الزبعرى، فإنّ اللؤمَ حالفهُ ** أوِ الأخابثِ منْ أولادِ عبودِ

===========

قصيدة: ألمْ تَذَرِ العَينُ تَسْهَادَها | حسان بن ثابت

ألمْ تَذَرِ العَينُ تَسْهَادَها ** وَجَرْيَ الدموعِ، وإنْفَادَهَا

تَذَكَّرُ شَعْثَاءَ، بعدَ الكرَى ** وملقى عراصٍ، وأوتادها

إذا لجبٌ منْ سحابِ الربي ** عِ مرّ بساحتها جادها

وَقَامَتْ تُرَائِيكَ مُغْدَوْدِناً ** إذا ما تنوءُ بهِ آدها

ووجهاً كوجهِ الغزالِ الربي ** بِ يقرو تلاعاً وأسنادها

فَأوّبَهُ اللَّيْلُ شَطْرَ العِضَاه ** يخافُ جهاماً وصرادها

فإمّا هَلَكتُ فَلا تَنْكِحي ** خذولَ العشيرةِ، حسادها

يرى مدحةً شتمَ أعراضها ** سفاهاً، ويبغضُ منْ سادها

وإنْ عاتبوهُ على مرةٍ ** ونابتْ مبيتةٌ زادها

ومثلي أطاقَ، ولكنني ** أُكلِّفُ نَفْسي الّذي آدَهَا

سأوتي العشيرةَ ما حاولتْ ** إليّ، وأكذبُ إيعادها

وأحملُ إنْ مغرمٌ نابها ** وأضربُ بالسيفِ من كادها

ويثربُ تعلمُ أنا بها ** أسودٌ تنفضُ ألبادها

نَهُزُّ القَنا في صُدُورِ الكُما ** ةِ، حتى نكسرَ أعوادها

إذا ما انتشوا وتصابى الحلو ** مُ، واجتلبَ النّاسُ أحْشادَها

وقالَ الحَوَاصِنُ للصَّالحيـ ** نَ: عادَ لهُ الشرُّ منْ عادها

جَعَلْنَا النّعيمَ وِقَاءَ البُؤوسِ ** وكنا لدى الجهدِ أعمادها

===========

قصيدة: فإنْ تصلحْ، فإنكَ عابديٌّ | حسان بن ثابت

فإنْ تصلحْ، فإنكَ عابديٌّ ** وَصُلْحُ العَابِدِيّ إلى فَسَادِ

وَإنْ تَفْسُدْ، فَما أُلْفِيتَ إلاّ ** بَعيداً ما عَلِمتَ منَ السَّدادِ

وتَلْقاهُ عَلى ما كانَ فِيهِ ** منَ الهفواتِ، أوْ نوكِ الفؤادِ

مُبِينَ الغَيّ لا يَعْيا عَليْهِ ** ويَعْيا بَعدُ عن سُبُلِ الرّشادِ

على ما قامَ يشتمني لئيمٌ ** كخنزيرٍ تمرغَ في رمادِ

فأشهدُ أنّ أمكَ ملبغايا ** وأنّ أباكَ مِنْ شرّ العِبادِ

فلنْ أنفكّ أهجو عابدياً ** طوالَ الدهرِ، ما نادى المنادي

وقدْ سارتْ قوافٍ باقياتٌ ** تَنَاشَدَها الرّواةُ بكلّ وَادي

فَقُبّحَ عَابِدٌ، وبَنُو أبِيهِ ** فَإنّ مَعَادَهُمْ شَرُّ المَعَادِ

===========

قصيدة: مهاجنةٌ، إذا نسبوا عبيدٌ | حسان بن ثابت

مهاجنةٌ، إذا نسبوا عبيدٌ ** عَضَارِيطٌ، مَغَالِثَةُ الزّنَادِ

===========

 

قصيدة: ولسنا بشربٍ فوقهم ظلُّ بردةٍ | حسان بن ثابت

ولسنا بشربٍ فوقهم ظلُّ بردةٍ ** يعدونَ للحانوتِ تيساً ومفصدا

ولكننا شربٌ كرامٌ، إذا انتشوا ** أهانوا الصريحَ والسديفَ المسرهدا

وتَحْسَبُهُمْ ماتوا زُمَيْنَ حَلِيمَةٍ ** وإنْ تأتِهِمْ تحْمَدْ نِدَامَتَهم غدا

وإن جئتهم ألفيتَ حولَ بيوتهمْ ** منَ المسكِ والجادي فتيتاً مبددا

ترى فوقَ أثناءِ الزرابيّ ساطاً ** نعالاً وقسوباً، وريطاً معضدا

وذا نطفٍ يسعى، ملصقَ خدهِ ** بِدِيبَاجَةٍ، تَكفافُها قدْ تَقَدّدا

===========

قصيدة: والله مَا أدْري، وإنّي لَسَائِلٌ | حسان بن ثابت

والله مَا أدْري، وإنّي لَسَائِلٌ: ** مُهانَةُ، ذاتُ الخَيْفِ، ألأمُ، أمْ سَعْدُ

أعبدٌ هجينٌ أحمرُ اللونِ، فاقعٌ ** موترُ علباءِ القفا، قططٌ جعدُ

وكانَ أبو سرحٍ عقيماً فلمْ يكنْ ** لَهُ وَلَدٌ حتى دُعِيتَ لهُ بَعْدُ

===========

قصيدة: لَقَدْ لَعَنَ الرّحمنُ جَمْعاً يقودُهُمْ | حسان بن ثابت

لَقَدْ لَعَنَ الرّحمنُ جَمْعاً يقودُهُمْ ** دعيُّ بني شجعٍ لحربِ محمدِ

مَشومٌ، لَعِينٌ، كان قِدْماً مُبَغَّضاً ** يُبَيِّنُ فِيهِ اللّؤمَ مَنْ كان يَهْتَدي

فَدَلاّهُمُ في الغَيّ، حتى تهافَتوا ** وكان مضلاً أمرهُ، غيرَ مرشدِ

فَأنْزَلَ رَبّي لِلنّبيّ جُنودَهُ ** وأيدهُ بالنصرِ في كلّ مشهدِ

وإنّ ثوابَ اللهِ كلَّ موحدٍ ** جنانٌ منَ الفردوسِ فيها يخلدُ

===========

قصيدة: زَعَمَ ابْنُ نَابِغَةَ اللّئِيمُ بِأنَّنَا | حسان بن ثابت

زَعَمَ ابْنُ نَابِغَةَ اللّئِيمُ بِأنَّنَا ** لا نجعلُ الأحسابَ دونَ محمدِ

أمْوَالُنَا وَنُفُوسُنَا مِنْ دُونِهِ ** مَنْ يَصْطَنِعِ خَيْراً يُثَبْ ويُحمَّدِ

فِتْيَانُ صِدْقٍ، كاللّيوثِ، مَسَاعِرٌ ** مَنْ يَلقَهُمْ يوْمَ الهِيَاجِ يُعَرِّدِ

قَوْمُ ابْنِ نَابِغَةَ اللّئَامُ أذِلّةٌ ** لا يُقْبلونَ على صَفِيرِ المُرْعَدِ

وَبَنَى لَهُمْ بَيْتاً أبُوكَ مُقصِّراً ** كُفْراً وَلؤماً، بِئسَ بَيْتُ المَحتِدِ

===========

 

قصيدة: سألتُ قريشاً كلها، فشرارها | حسان بن ثابت

سألتُ قريشاً كلها، فشرارها ** بَنُو عَابِدٍ، شاهَ الوُجوهُ لِعَابِدِ

إذا قعدوا وسطَ النديّ تجاوبوا ** تَجَاوُبَ عِدّانِ الرّبِيعِ السّوَافِدِ

وما كانَ صيفيٌّ ليوفيَ ذمةً ** قَفَا ثَعْلَبٍ أعْيا بِبَعْضِ الموارِدِ

===========

قصيدة: إذا أرَدْتَ السّيّدَ الأشَدّا | حسان بن ثابت

إذا أرَدْتَ السّيّدَ الأشَدّا ** منَ الرجالِ فعليكَ سعدا

سَعدَ بنَ زَيدٍ، فاتّخِذه جُنْدا ** ليسَ بخوارٍ يهدُّ هدا

ليسَ يرى منْ ضربِ كبشٍ بدَّا

===========

قصيدة: أنا ابنُ خلدةَ | حسان بن ثابت

أنا ابنُ خلدةَ، والأغـ ** ـرِّ، ومالِكَيْنِ وَساعِدَهْ

وسراةِ قومكِ، إن بعث ** تِ لأهْلِ يثْرِبَ نَاشِدَهْ

فسعيتِ في دورِ الظوا ** هرِ والبواطنِ، جاهدهْ

فلتصبحنّ، وأنتِ ما ** لِيَقِينِ عِلْمِكِ حَامِدَهْ

المطعمونَ، إذا سنو ** نَ المحلِ تصبحُ راكدهْ

قمعَ التوامكِ في جفا ** نِ الحُورِ، تُصْبحُ جامِدَهْ

===========

قصيدة: فمنْ يكُ منهمْ ذا خلاقٍ | حسان بن ثابت

فمنْ يكُ منهمْ ذا خلاقٍ، فإنه ** سَيَمْنَعُهُ من ظُلمِهِ ما تَوَكّدا

===========

 

قصيدة: لَعَمْرُكَ ما تنفَكُّ عن طَلبِ الخَنا | حسان بن ثابت

لَعَمْرُكَ ما تنفَكُّ عن طَلبِ الخَنا ** بَنو زُهْرَةَ الأنْذَالُ ما عاشَ وَاحِدُ

لِئَامٌ مَسَاعِيهَا قِصارٌ جُدُودُها ** عنِ الخيرِ للجارِ الغريبِ محاشدُ

وَمَا مِنْهُمُ عِنْدَ المَكارِمِ والعُلى ** إذا حضرتْ يوماً من الدهر ماجدُ

===========

قصيدة: لَقَدْ كانَ قيْسٌ في اللّئامِ مُرَدَّداً | حسان بن ثابت

لَقَدْ كانَ قيْسٌ في اللّئامِ مُرَدَّداً ** عُصَارَةَ فَرْخٍ، معدِنَ اللّؤم، ماكِدِ

ولادةَ سوءٍ منْ سميةَ، إنها ** أُمَيّةُ سَوْءٍ مَجْدُها شَرُّ تالِدِ

سِفاحاً، جِهاراً مِنْ أُحَيْمقَ منهُمُ ** فقدْ سَبَقَتْهُمْ في جميعِ المَشاهدِ

فجاءتْ بقيسٍ ألأمَ الناسِ محتداً ** إذا ذُكِرَتْ يَوْماً لِئامُ المَحاتِدِ

===========

قصيدة: وما طلعتْ شمسُ النهارِ ولا بدتْ | حسان بن ثابت

وما طلعتْ شمسُ النهارِ ولا بدتْ ** عليكَ، بمجدٍ، يا ابنَ مقطوعةَ اليدِ

أبُوكَ لَقِيطٌ، الأمُ الناسِ مَوْضِعاً ** تبنى عليكَ اللؤمَ في كلّ مشهدِ

إذا الدَّهْرُ عَفَّ في تَقَادُمِ عَهدِهِ ** على عارِ قومٍ، كانَ لؤمكَ في غدِ

===========

قصيدة: لمنِ الصبيُّ بجانبِ البطحا | حسان بن ثابت

لمنِ الصبيُّ بجانبِ البطحا ** في التربِ ملقىً، غيرَ ذي مهدِ

نجلتْ بهِ بيضاءُ آنسةٌ ** مِنْ عَبْدِ شمسٍ، صَلْتَةُ الخَدّ

تَسْعَى إلى الصُّيَّاحِ مُعْوِلَةً ** يَا هِنْدُ إنّكِ صُلْبَةُ الحَرْدِ

فإذا تَشَاءُ دَعَتْ بِمقْطَرَةٍ ** تذكى لها بألوةِ الهندِ

غَلَبَتْ على شَبَهِ الغُلامِ، وَقَدْ ** بَانَ السّوَادُ لِحالِكٍ جَعْدِ

أشِرَتْ لَكاعِ، وكانَ عَادَتُهَا ** دَقَّ المُشاشِ بِناجِذٍ جَلْدِ

===========

 

قصيدة: لمَنْ سَوَاقِطُ صِبْيَانٍ مُنَبَّذَةٍ | حسان بن ثابت

لمَنْ سَوَاقِطُ صِبْيَانٍ مُنَبَّذَةٍ ** باتتْ تفحصُ في بطحاءِ أجيادِ

باتتْ تمخضُ، ما كانتْ قوابلها ** إلاَّ الوُحوشَ، وإلاّ جِنّةَ الوَادي

فيهمْ صبيٌّ لهُ أمٌّ لها نسبٌ ** في ذروةٍ من ذرى الأحسابِ، أيادِ

تقولُ وَهْناً، وقدْ جَدّ المَخاضُ بها: ** يا لَيْتَني كُنْتُ أرْعى الشَّوْلَ للغادي

قدْ غادروهُ لحرّ الوجهِ منعفراً ** وخالها وأبوها سيدُ النادي

===========

قصيدة: لقدْ علمَ الأقوامُ أنّ ابنَ هاشمٍ | حسان بن ثابت

لقدْ علمَ الأقوامُ أنّ ابنَ هاشمٍ ** هوَ الغُصْنَ ذو الأفنان لا الوَاحدُ الوَغْدُ

وما لكَ فيهمْ محتدٌ يعرفونهُ ** فدونكَ فالصق مثلَ ما لصقَ القردُ

وَإنّ سَنَامَ المَجْدِ مِن آلِ هاشِمٍ ** بَنُو بنتِ مخزومٍ، وَوَالدُكَ العَبْدُ

وما ولدتْ أفناءُ زهرةَ منكمُ ** كريماً، ولم يقربْ عجائزكَ المجدُ

وَلَسْتَ كَعَبّاسٍ، ولا كابْنِ أُمّه ** ولكنْ هجينٌ ليس يورى لهُ زندُ

وَأنْتَ زَنيمٌ نِيطَ في آلِ هاشِمٍ ** كما نيطَ خلفَ الراكبِ القدحُ الفردُ

وإنّ امْرَأَ كانَتْ سُمَيّةُ أُمَّهُ ** وَسَمْرَاءُ مَغْلُوبٌ إذا بُلِغَ الجَهدُ

===========

قصيدة: رحمَ اللهُ نافعَ بنَ بديلٍ | حسان بن ثابت

رحمَ اللهُ نافعَ بنَ بديلٍ ** رحمةَ المشتهي ثوابَ الجهادِ

صَابِراً، صادقَ الحَديثِ، إذَا مَا ** أكْثَرَ القوْمُ قالَ قَوْلَ السَّدَادِ

كنتُ قبلَ اللقاءِ منهُ بجهلٍ ** فقد أمسَيْتُ قد أصابَ فُؤادي

===========

قصيدة: غدا أهلُ حضنيْ ذي المجازِ بسحرةٍ | حسان بن ثابت

غدا أهلُ حضنيْ ذي المجازِ بسحرةٍ ** وجارُ ابن حربٍ بالمحصبِ ما يغدو

كساكَ هشامُ بنُ الوليدِ ثيابهُ ** فأبْلِ، وأخلِفْ مثْلَها جُدُداً بَعدُ

قَضَى وَطَراً مِنهُ، فأصْبَحَ غادِياً ** وأصبحْتَ رِخْواً ما تَخُبُّ وما تعدو

فَلو أنّ أشْياخاً بِبَدْرٍ شُهُودُه ** لَبَلّ مُتونَ الخَيْلِ مُعْتَبَطٌ وَرْدُ

فما مَنَعَ العَيْرُ الضَّرُوطُ ذِمَارَهُ ** وَمَا مَنَعَتْ مَخْزَاةَ وَالِدِها هِنْدُ

تابع أيضاً

أشعار وقصائد حسابن بن ثابت شاعر الرسول | المجموعة كاملة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *