الثلاثاء , أبريل 30 2024

النفر الثلاثة

نقدم لكم فيما يلي قصة جديدة كتاب قصص ومواقف للكاتب أحمد السيد بعنوان النفر الثلاثة.

قد يهمك:

كتاب قصص ومواقف | أحمد السيد

النفر الثلاثة

عن أبي واقد الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل نفر ثلاثة، فأقبل اثنان إلى رسول الله وذهب واحد، فوقفا على رسول الله، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهباً.

فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فآوى إلى الله فآواه، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه.

فوائد وعبر:

1- أشاد النبي صلى الله عليه وسلم بالأول الذي أقبل وانضم لحلقة الذكر أو العلم وهو بهذا السلوك قد آوى (التجأ) إلى الله وقبل الله لجوئه.

وأشاد بالثاني الذي استحيا أن يزاحم القوم أو أن ينصرف، فتقبل الله حياؤه “والحياء لا يأتي إلا بخير”.

وذم الثالث الذي أعرض وانصرف بغير عذر فأعرض الله عنه.

-عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه”. متفق عليه.

-عن أبي سعيد الخدري عن معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟

قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا.

قال: آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟

قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذلك.

قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة.

رواه مسلم.

2- كان عمر بن الخطاب يعس (يطوف ليلاً) بالمسجد بعد العشاء فلا يرى أحداً إلا أخرجه قائماً يصلي، فوجد نفراً من أصحاب رسول الله

فيهم أُبي بن كعب فسأله: من هؤلاء؟

قال: نفر من أهلك يا أمير المؤمنين.

فسألهم: ما خلفكم بعد العشاء؟

قالوا: جلسنا نذكر الله.

فجلس معهم ثم قال لأدناهم: خذ في الدعاء فدعا، فاستقرأهم رجلاً رجلاً فما كان أحد أكثر دمعة ولا أشد بكاءً منه، فلما انتهى قال تفرقوا الآن.

3- على المسلم أن يحرص على مجالس الذكر ولا يعرض عنها فإن الله يباهي ملائكته بالمجتمعين على الذكر، وورد أن الله يقول عنهم:

“أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم”، فيقول ملك: يا رب إن فيهم عبدك فلان جاء لحاجة. فيقول الله تعالى: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم.

فلا يحرم العبد نفسه من تلك الدقائق الغالية وهذه المجالس الثمينة.

تعليق واحد

  1. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *