فيما يلي قصيدة بعنوان في ذكرى الإسراء والمعراج للشاعر محمد خضر عرابي، ومطلعها: سبحان من أسرى بخير ضياء، أسرى بنور محمد الوضاء، أسرى به في ليلة قدسية، عطرية الأنسام والأضواء.
في ذكرى الإسراء والمعراج
سبحان من أسرى بخير ضياء
أسرى بنور محمد الوضاء
أسرى به في ليلة قدسية
عطرية الأنسام والأضواء
أسرى به ليلاً ليشهد موكباً
من أعظم الآيات والأنباء
ركب البراق بإذنه من مسجد
للمسجد الأقصى إلى الجوزاء
وهناك صلى بالنبيين الألى
صلى إماماً سيد الشفعاء
عرجت به الأقدار في كنف الدجى
للسدرة العظمى وللعلياء
فرأى لأصناف العذاب عجائباً
صوراً لكل جريمة نكراء
يتساءلون وكيف أسرى يا ترى؟
بل كذبوه رموه بالخيلاء
بل كيف يعرج ثم يرجع كيف ذا؟
هذا يفوق مقالة الشعراء
يستنكرون من الرسول حديثه
يستهزءون كعادة السفهاء
أوينكرون على الإله صنيعه؟
حاشا له من نظرة عمياء
إن الذي خلق الوجود لقادر
أن يذهب الدنيا بغير عناء
فالكون في كفيه رهن إشارة
هل يستحيل عليه في الإسراء؟
رباه قد ظهر الفساد بعصرنا
وبدا يخيم فوق كل رداء
رباه إني قد دعوتك منقذي
رباه إني قد شكوت بلائي
هي دمعة ذرفت وعلي أشتفي
من لوعتي ومرارتي وعنائي
هل نترك الصهيون يفعل ما يشا؟
ونتيه في الكلمات والآراء
هل نترك الصهيون يعبث في الثرى؟
ويعيث في الدنيا بلا استحياء
هل نترك القدس السليب فريسة
للظالمين ونرعوي لوراء؟
أبكي على وطن تثاقل همه
وغدا يضمد جرحه برجاء
أبكي على قدس سليب ضائع
لعبت به الأعداء في استهزاء
آه على جرحي وآه للذي
يجري على المرأى بغير حياء
هل تنفع الشكوى أنين معذب
هل يشتفى جرح بغير دواء ؟
إن التأوه لن يفيد قضية
بل لن يفيد ترحمي وبكائي
إن لم نفق من كبوة من نومنا
إن لم نعد من فرقة الأهواء
فلسوف يبقى كل شيء ضائعاً
ولسوف تبقى حالة البؤساء
ولسوف يبقى حالنا متمزقاً
في قبضة الأنواء والأعداء