السبت , أبريل 20 2024

قصيدة يا قدس بمناسبة الإسراء والمعراج | فؤاد شحادة

قصيدة يا قدس بمناسبة الإسراء والمعراج كتبها فؤاد شحادة ومطلعها: يا قدس حياكِ ربُّ العرش والفلق، والحمدُ لله عند الصبح والغسقِ، قلها وصلِّ ولا تبخلْ بقولتها، على النبيِّ عظيمِ الخَلق والخُلق.

قصائد وأشعار الإسراء والمعراج

قصيدة يا قدس

يا قدس حياكِ ربُّ العرش والفلق          

والحمدُ لله عند الصبح والغسقِ

قلها وصلِّ ولا تبخلْ بقولتها   

على النبيِّ عظيمِ الخَلق والخُلق

ويومَ أضحى وحيداً لا نصيرَ له          

إلاكَ ربي.. وقد عانى من الرهقِ

نثثتَ سرّك في قلبٍ له فزعٍ    

ومن سواكَ سيحميه من الغرق؟

سيَّرتَ والناسُ غرقى في سباتهمُ          

براقَ يُمنٍ وقلتَ احمله وانطلقِ

ما بين طرفة عينٍ وانتباهتها  

إلا وأحمدُ والأحباب في نسَقِ

فأمَّ في الرُّسْلِ إذ هُمْ يقتدون به            

بخاتم الرسْلِ نفح المِسكِ والعَبقِ

والقدسُ صاحتْ، ألا أهلا بزائرنا         

أما تعبتَ حبيبَ الله في الطرقِ؟

إني لأعجبُ يا رباهُ كيف أتى  

من أرضِ مكةَ نبع النور والألقِ

لا تعجبنَّ فأولى القبلتين لها    

جلُّ المقام كشمس الكونِ في الأفقِ

وبعدها عرج المختار في صعدٍ            

يمرُّ من طبق دنيا إلى طبقِ

وظل يرقى إلى العلياء يسبرها            

في رحلةٍ ذكرها للكفر لم يرقُ

وعاد من فوره جذلان منشرحاً            

وزال هاجسُ كلِّ اليأس والقلقِ

هذي هي القدس، يا أقزامَ أمتنا            

يحميكِ ربي من الطوفان والغرقِ

أنتم دهاقنة الطاغوت في شبقٍ            

كالمومسات فلا تخشى من الزلقِ

أنتم بغاةٌ بفنّ العهر قد نبغوا   

جذوركم نبتت في الآسن الدبقِ

فأرضكم أصبحتْ للذل مزرعةً            

فلستُ منكم ولا ديني ومعتنقي

القدس عذراؤكم فُضَّت بكارتُها            

في ليلةِ السبت من علجٍ بلا خُلق

كم استغاثت وكم صاحت مولولةً         

قبل السقوطِ وبات الدمع في الحدقِ

أختاه ياقدسُ لا تبكي بل ارتقبي           

أن تطهري اليوم من دودٍ ومن عَلَقِ

لا عارَ في ما جرى فالعرب تلبسه        

إلاك أنتِ وبالأعراب لا تثقي

بشراكِ يا قدسُ أرض العرب مترعةٌ     

بالمنكراتِ وقرع الكأس والعرقِ

“ديانا” فازت وقدس العرب قد سقطت    

والكلُّ زجَ بهم في داخل النفقِ

يا ويلكم من لقاء الله يوم إذٍ     

والذنبُ إذ ذاك مسطورٌ على الورقِ

يا قدسُ لا تجزعي فالثأر نحن له          

بشراكِ يا أختُ أمسى الخصم في حنقِ

الله يرعاكِ لا تبكي بل اصطبري         

يا قدسُ مهلا بريق النصر في الأفقِ

فكيف لا وحماسٌ قال قائلها    

فهاك أحزمة التدمير، وانطلقي

وفتحُنا فيه للأقصى كتائبُه     

تقارع الخصمَ في الإشراقِ والغسقِ

ومثلها من سرايا القدس كوكبةٌ            

منها العدو رهين الخوف والقلقِ

أما الشهيد له في الناس مرتبةٌ

وعند ربي عظيم الشأن والخلقِ

فالجسم قنبلةٌ من حولها حزمٌ   

إذا اشرأبت تنوشُ الخصم في الحدقِ

تعالَ يا خالدٌ وانظر لحالتنا     

صرنا حثالةَ أهل الأرض في الخرَقِ

فالقدسُ تبكي وبغدادٌ تبادلها    

حزنا بحزنٍ فيا ذلي ويا أرقي

والماجداتُ فقدنَ المجدَ واأسفي            

فالعلج يعبث في الشيئين والعنقِ

كالعير نجترُّ تاريخا لنا سلفتْ  

أيامه منذ عهدٍ بائدٍ خرقِ

عقيد ليبيا وقد جادت قريحته  

ذاك الدعيُّ بلا ذوق ولا خلُقِ

سمى فلسطين إسراطين في قحة          

فيا سماء اهبطي للأرض وانطبقي

قم يا جمالُ وأدبْ من فرحتَ به           

عضروط فاتحنا رجلاه في الزلق

هل يا ترى عمر المختار يسمعه          

من أرض ليبيا التي آلت إلى الغرقِ

قاد السرايا على الطليان جندلهم           

بالكر والفر لا بالطيش والنزقِ

من لي بشيخٍ له ذقن يضارعه

خضابها من عبير المسك والعرقِ

أو قائدٍ ملهمٍ يوم الوغى حردٍ  

لا يأبهنَّ بكل الحبرِ والورقِ

والقادسية سعدٌ كان فارسها     

بالله جودي به يا أرض وانفلقي

وفي الختامِ نصلي دونما كللٍ  

على النبي صباحا ثمَّ في الغسقِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *